اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريـبــورتـــاج: من يُدخل البيض الفاسد للبـلاد؟

ريـبــورتـــاج: من يُدخل البيض الفاسد للبـلاد؟

نشر في: 20 يونيو, 2016: 12:01 ص

لم يستقر حال "أم رضاب" الا بعد التأكد من نوعية بيض المائدة وماركته العراقية ومدة صلاحياته، رغم ان جارتها فضّلت شراء نوعية بيض اخرى وبسعر يبلغ نصف سعر طبقة البيض العراقي الذي يترواح سعر طبقته بين خمسة الى ستة آلاف دينار حسب الحجم، فيما يبلغ سعر البيض

لم يستقر حال "أم رضاب" الا بعد التأكد من نوعية بيض المائدة وماركته العراقية ومدة صلاحياته، رغم ان جارتها فضّلت شراء نوعية بيض اخرى وبسعر يبلغ نصف سعر طبقة البيض العراقي الذي يترواح سعر طبقته بين خمسة الى ستة آلاف دينار حسب الحجم، فيما يبلغ سعر البيض المستورد ألفي دينار وهو امر يثير بعض الشكوك بصلاحيته وجودته، الا ان البعض من الناس يقبل عليه لرخصه ، حسب ادعائهم.

يشهد قطاع الدواجن المحلي نشاطا وتطورا ملحوظين، الامر الذي يبشر بقرب الاكتفاء الذاتي من بيض المائدة الذي يعد الوجبة الغذائية الاهم والافضل للعائلة العراقية التي يفضل الكثير منها الانتاج المحلي ولاسباب عدة.  "كريم الشجيري" مدير مكتب احدى شركات الدواجن والتفقيس اشار الى ان بيض المائدة العراقي له نكهة خاصة تميزه عن بقية انواع البيض المستورد خاصة القادم من دول بعيدة. مشددا: ان ما يميز الانتاج العراقي هي نوعية الطعام الذي يقدم للدواجن والخالية من البروتين الصناعي. موضحا: بامكان شركات الدواجن المحلية سد حاجة السوق لو وجدت الدعم والتشجيع من الدولة وخاصة من وزارتي الزراعة والتجارة.
خلال جولة في اسواق الدورة والبياع وبغداد الجديدة ، كانت هناك عدة انواع معروضة من بيض المائدة منها المحلي ومنها المستورد الذي يختلف سعره من دولة الى اخرى. "ابو هيثم" ، بائع بيض مستورد يعلن عبر مذياع ان سعر طبقة البيض ثلاثة آلاف دينار ، اما "ابو حسن" فقد اكتفى بكتابة سعر طبقة البيض 2500 دينار على قطعة وضعها امام طبقات البيض التي شغلت جزءا من الرصيف الوسطي لسوق بغداد الجديدة الشعبي. ابو هيثم اوضح ان الاقبال على شراء البيض المستورد لابأس به. مبينا: ان لفصل الصيف دورا في ذلك. وعن كمية البيض التي يبعيها قال انها بحدود 10 الى 15 صندوقا ، نسبة منها توزع على مطاعم الاكلات الشعبية.
إلا أن أبا حسن بيّن امتعاضه من ركود سوق البيض معللا ذلك اولا بفصل الصيف وشهر رمضان. مردفا: كما ان بيض المائدة العراقي استحوذ على السوق. مشيرا الى نوعيته المميزة ان كان بالحجم او الجودة.
وعن سبب انخفاض سعر بيض المائدة المستورد بيّن: لا استطيع ان اجزم السبب. منوها: ربما لوجود فائض في بعض الدول، او بسبب الفساد وغسل الاموال مثلما بيّن ذلك احد الاصدقاء. لافتا الى الخسارة التي مني بها قبل ايام بسبب ركود السوق وفساد كمية كبيرة من البيض.
سبق وان أعلنت الحكومة العراقية حظر استيراد منتجات الطيور الحية والمجمدة من 24 دولة من بينها مصر وليبيا والصين وجنوب افريقيا.وذكرت الحكومة في بيان أنها حظرت استيراد جميع أنواع الدواجن والطيور فضلا عن بيض التفقيس والمائدة والريش وجميع المنتجات التي تستخدم الداوجن أو منتجاتها.
يحظى المنتج المحلي من البيض والدواجن بإقبال جيد من المستهلك الذي اخذ يفضله على المستورد ، وبالرغم من وجود معوقات تواجه أصحاب مشاريع الدواجن الا ان كل العلامات تشير الى تطور هذه الصناعة الغذائية المهمة التي تحتاج الى دعم اكبر من قبل وزارة الزراعة خاصة الأعلاف وتوفير اللقاحات والخدمات البيطرية لمكافحة الأمراض الوبائية. مثل الإنفلونزا الوبائية والنيوكاسل، التي تمثل أبرز عوامل الهلاكات في الدواجن.
شعبة الرقابة الصحية المركزية في قسم الصحة العامة صحة بغداد الكرخ ، وضمن جولاتها الرقابية الروتينية، اعلنت عن حجز وإتلاف 382 صندوق بيض مائدة في منطقة "أبو غريب" غير صالح للاستهلاك البشري وبالتعاون مع جهاز الأمن الوطني الشعبة الاقتصادية موضحة أن الإتلاف تم استنادا الى قرار الهيئة الاستشارية لسنة 2006 وحسب قانون الاغذية رقم 4 لسنة 2011 وتعديلاته حيث جرى الإتلاف بمنطقة الطمر في منطقة الحصوة وبحضور صاحب العلاقة عن طريق سحقها بالشفل ودفنها واتخاذ الاجراءات القانونية كافة ووفق قانون الصحة العامة المرقم 89 لسنة 1981.
صحة ديالى هي الاخرى وبالتعاون مع اقتصادية الأمن الوطني والمستشفى البيطري قامت بحجز وإتلاف شحنات كبيرة من البيض للاشتباه باصابته بفايروس انفلونزا الطيور اذ بلغت الكمية التي اتلفت اكثر من الفي كارتون جرى طمرها في موقع الطمر الصحي باشراف من قبل فريق صحي من وزارة الصحة. اما في كركوك فقد بلغت الكمية البيض التي تم اتلافها (24 طنا و740 كغم).
"حيدر حسين" ، صاحب اسواق غذائية اكد انه لايعمل الا بالبيض العراقي، مبينا: ان سبب ذلك يعود لطلب الزبائن عليه. موضحا: ان الكثير من انواع البيض المستورد تدخل بطرق غير قانونية . مشيرا: انه سبق وان عمل بالبيض المستورد لفترة محدودة . مستدركا: لكن بسبب الخسائر الناتجة عن عدم صلاحية استهلاكه فضلت العمل بالعراقي.
اما "جبار عبد المحسن" وكيل احدى شركات تربية الدواجن والتفقيس المحلية فقد ذكر ان الفساد احد اسباب دخول نوعية غير صالحة للاستهلاك البشري. مبينا: ان اغلب انواع البيض المستورد من دول الجوار غير خاضعة للرقابة الصحية واجراءات الكمارك. داعيا: الى ضرورة اتخاذ اجراءات صارمة تجاه من يثبت تورطه بذلك. داعيا الحكومة الى دعم هذه القطاع الحيوي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram