هل الصدف وليدة إعتباطية ، تجري على عواهنها . دون ضابط وكيفما إتفق ؟؟ أم إن الاحداث والمصائر مرصودة بدقة متناهية ، وهي ما أصطلح على تسميته ب (( القضاء والقدر )) وإن( ما هو مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين ؟) وهل أحلام المرء وتخيلاته نبوءة تدل على ما سيقع فعلا في المستقبل ؟ بعيدا عن نظرية فرويد بشأن الأحلام كونها لا تعدو إسقاطات الماضي على كينونة الحاضر او المستقبل .
……………
أقرأ في كتاب لكاتب بريطاني معروف — اصوله من البصرة ، ثغر العراق — اتحفظ عن ذكر عنوان الكتاب واسم الكاتب ، دفعا وحذرا من مظنة الترويج للكتاب والدعاية للكاتب .
ينطوي الكتاب على ذكر أحداث غريبة لا يمكن ان نعزوها لمجرد الصدف المحضة . إذ هي عصية على التفسير الساذج. ….منها —إنتقاءً لا حصرا —: ان توأمين . جرى تفريقهما منذ الولادة ، بعد ان تمّ تبنيهما بين عائلتين ، متباعدتي السكن ، تجهل كل منهما الأخرى ، يحدث ان قضيا نحبيهما في ذات الوقت بحادثة اصطدام شاحنة ، حينما كانا يسوقان دراجة ، المفارقة : انهما كانا بارعين في أعمال الميكانيك . وان اسم زوجتيهما ( ليندا ) وإسم ابنهما البكر (جيمس )،
تذكرني قصص الكتاب . بما سمعته من أحدهم وقد غدا إسما مرموقا في العراق بعد أن كان يحتار بتدبير وجبة عشاء تسد رمق العائلة .
يذكر الرجل دون تحفظ .: إنه في طفولته قص على امه حلما يتكرر ، يرى نفسه يهم بصعود سيارة جديدة ، شديدة الوهج . فارهة وطويلة تشبه قاطرة قطار ، والناس يلوحون له ويهتفون بأسمه ،و..و . تسكته الأم هامسة بكلمة ( أشششش) دعك من احلام اليقظة ، إنتبه لدروسك . فآنت مكمل بدرسين ، والإمتحان على الأبواب!!
تكر السنوات ، صار الصبي رجلا ، مسؤولا ، يستمرئ سرد حلم سابق كلما هم بصعود السيارة الليموزين الفارهة التي تشبه قاطرة قطار ، والجمهرة من الناس تحييه وتهتف بإسمه ….. ما يؤرقه ويرعبه ، ما يتذكره من نهاية حلمه اللذيذ ذاك ، الذي ترك نهاياته مفتوحة على كل الإحتمالات .
نظرية الصدف والإحتمالات
[post-views]
نشر في: 19 يونيو, 2016: 09:01 م