TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "ماجد" رمضان كريم

"ماجد" رمضان كريم

نشر في: 19 يونيو, 2016: 09:01 م

في شهر  رمضان عام 2013  قبل احتلال  تنظيم داعش محافظة الموصل واجزاء من صلاح الدين والانبار نشرت قصة "ماجد رمضان كريم" استجابة  لدعوة أمه  ، لعلها تحقق امنيتها في نهاية عمرها   بالتعرف على مصير ابنها المفقود ، او دفنها بجوار قبره ، أُم ماجد فارقت الحياة قبل اشهر لذكراها ، نعيد قصة المفقود الشاب الطالب  في الجامعة التكنولوجية  سُجِّل في عداد المفقودين   في الشهر  الثالث من العام 2007  ،عندما كان الاحتقان الطائفي في ذروته  والقتل على الهوية في أوج نشاطه ، ولارتباط اسمه بشهر رمضان تتجدد  أحزان أسرته ،  بينما الآخرون يتبادلون  التهاني واحدهم يخاطب الآخر بالقول" رمضان كريم " ولكن من دون  ذكر اسم ماجد .
 أسرة المفقود بذلت  جهودا كبيرة لمعرفة مصيره ، وفشلت محاولاتها في الحصول على جثته لدفنه في مقبرة العائلة ، لتزور قبره في الأعياد والمناسبات الدينية كعادة العراقيين منذ عشرات السنين ، وما بعدها  ، عندما  أزاحت الحروب والاضطرابات الأمنية وتصاعد وتيرة العنف كل مظاهر الفرح ، واصبح الحزن حالة يشترك فيها الملايين.
غياب ماجد في بلد مثل العراق ليس  حالة فردية ، بل شمل الآلاف من أمثاله ، والفجيعة  بفصولها المأساوية مستمرة ومتواصلة بنجاح ساحق ، في ظل  اضطراب أمني مزمن ،  وادعاءات المسؤولين الأمنيين بأن الوضع تحت السيطرة ، نتيجة توجيه ضربات موجعة للمجاميع الإرهابية  وملاحقة ومطاردة الخارجين على القانون ، ونظرا لتكرار التصريحات وكثرة استنساخها  عزف العراقيون عن سماعها،  لأنها باعتقادهم  لاتعكس صورة حقيقية عن الواقع وإنما هي مجرد إبراز عضلات فاشوشية  لبعض "ضباط الدمج "  حصلوا على رتبهم  العسكرية   بقرار من القيادة الحكيمة ، وبمنح  هؤلاء وغيرهم  صلاحيات إدارة الملف الأمني ،   أغلقت مئات الشوارع العامة ،  وانتشرت السيطرات ، حتى  اصبحت بغداد خاضعة لسلطة العسكر ، وعلى الرغم من كل هذه الاجراءات ،  وإنفاق مليارات الدولارات على الملف الأمني ، مازالت  الفجيعة حاضرة في المشهد  وقصة ماجد قد تتكرر لتضاف أسماء جديدة الى قوائم المفقودين.
في شهر رمضان  اعتادت جهات دينية تنظيم فعاليات العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى ،  لتوطيد السلم الأهلي  ونبذ العنف  بما يعزز تماسك وحدة المجتمع بكل  مكوناته . وابلغ الوقف الشيعي رجال الدين وأئمة المساجد  بالعمل على  توطيد تماسك وحدة العراقيين من خلال  التركيز على التقارب بين المذاهب الإسلامية ،  والتمسك بالكلمة الطيبة والتراحم بين شرائح المجتمع  والتركيز على المشتركات بين المذاهب ، والابتعاد خلال هذا الشهر عن التشهير بين طوائف المسلمين.  أما رئيس هيئة إفتاء أهل السُنّة والجماعة الشيخ مهدي الصميدعي  فأكد  افتتاح دورات خلال شهر رمضان  لتدريس العقيدة  الإسلامية لمواجه الفكر التكفيري .
القوات الامنية توصل  تنفيذ عملياتها  لاستعادة المدن الخاضعة لسيطرة  تنظيم داعش ، وهناك  من يحاول تكرار  مأساة ماجد رمضان كريم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram