في شهر رمضان عام 2013 قبل احتلال تنظيم داعش محافظة الموصل واجزاء من صلاح الدين والانبار نشرت قصة "ماجد رمضان كريم" استجابة لدعوة أمه ، لعلها تحقق امنيتها في نهاية عمرها بالتعرف على مصير ابنها المفقود ، او دفنها بجوار قبره ، أُم ماجد فارقت الحياة قبل اشهر لذكراها ، نعيد قصة المفقود الشاب الطالب في الجامعة التكنولوجية سُجِّل في عداد المفقودين في الشهر الثالث من العام 2007 ،عندما كان الاحتقان الطائفي في ذروته والقتل على الهوية في أوج نشاطه ، ولارتباط اسمه بشهر رمضان تتجدد أحزان أسرته ، بينما الآخرون يتبادلون التهاني واحدهم يخاطب الآخر بالقول" رمضان كريم " ولكن من دون ذكر اسم ماجد .
أسرة المفقود بذلت جهودا كبيرة لمعرفة مصيره ، وفشلت محاولاتها في الحصول على جثته لدفنه في مقبرة العائلة ، لتزور قبره في الأعياد والمناسبات الدينية كعادة العراقيين منذ عشرات السنين ، وما بعدها ، عندما أزاحت الحروب والاضطرابات الأمنية وتصاعد وتيرة العنف كل مظاهر الفرح ، واصبح الحزن حالة يشترك فيها الملايين.
غياب ماجد في بلد مثل العراق ليس حالة فردية ، بل شمل الآلاف من أمثاله ، والفجيعة بفصولها المأساوية مستمرة ومتواصلة بنجاح ساحق ، في ظل اضطراب أمني مزمن ، وادعاءات المسؤولين الأمنيين بأن الوضع تحت السيطرة ، نتيجة توجيه ضربات موجعة للمجاميع الإرهابية وملاحقة ومطاردة الخارجين على القانون ، ونظرا لتكرار التصريحات وكثرة استنساخها عزف العراقيون عن سماعها، لأنها باعتقادهم لاتعكس صورة حقيقية عن الواقع وإنما هي مجرد إبراز عضلات فاشوشية لبعض "ضباط الدمج " حصلوا على رتبهم العسكرية بقرار من القيادة الحكيمة ، وبمنح هؤلاء وغيرهم صلاحيات إدارة الملف الأمني ، أغلقت مئات الشوارع العامة ، وانتشرت السيطرات ، حتى اصبحت بغداد خاضعة لسلطة العسكر ، وعلى الرغم من كل هذه الاجراءات ، وإنفاق مليارات الدولارات على الملف الأمني ، مازالت الفجيعة حاضرة في المشهد وقصة ماجد قد تتكرر لتضاف أسماء جديدة الى قوائم المفقودين.
في شهر رمضان اعتادت جهات دينية تنظيم فعاليات العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى ، لتوطيد السلم الأهلي ونبذ العنف بما يعزز تماسك وحدة المجتمع بكل مكوناته . وابلغ الوقف الشيعي رجال الدين وأئمة المساجد بالعمل على توطيد تماسك وحدة العراقيين من خلال التركيز على التقارب بين المذاهب الإسلامية ، والتمسك بالكلمة الطيبة والتراحم بين شرائح المجتمع والتركيز على المشتركات بين المذاهب ، والابتعاد خلال هذا الشهر عن التشهير بين طوائف المسلمين. أما رئيس هيئة إفتاء أهل السُنّة والجماعة الشيخ مهدي الصميدعي فأكد افتتاح دورات خلال شهر رمضان لتدريس العقيدة الإسلامية لمواجه الفكر التكفيري .
القوات الامنية توصل تنفيذ عملياتها لاستعادة المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش ، وهناك من يحاول تكرار مأساة ماجد رمضان كريم .
"ماجد" رمضان كريم
[post-views]
نشر في: 19 يونيو, 2016: 09:01 م