اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > طبيب التخدير... يهــدد بإيقــاف العمليـات فـي المستشفيـات

طبيب التخدير... يهــدد بإيقــاف العمليـات فـي المستشفيـات

نشر في: 21 يونيو, 2016: 12:01 ص

للمرة الثالثة يتم تغيير موعد العملية التي انتظرها  همام منذ اشهر، المرة الاولى بسبب تأخر الوقت وعدم جاهزية صالة العمليات، أما المرة الثانية كانت بسبب تدهور وضعه الصحي وبالتالي عدم قدرة جسده على تحمل التخدير، الذي كان السبب في تأجيل العملية للمرة

للمرة الثالثة يتم تغيير موعد العملية التي انتظرها  همام منذ اشهر، المرة الاولى بسبب تأخر الوقت وعدم جاهزية صالة العمليات، أما المرة الثانية كانت بسبب تدهور وضعه الصحي وبالتالي عدم قدرة جسده على تحمل التخدير، الذي كان السبب في تأجيل العملية للمرة الثالثة بسبب مرض طبيب التخدير الاختصاص، وعدم توفر مادة التخدير. الامر الذي حتم عليه الانتظار لايام اخرى حتى تتوفر مادة التخدير (البنج) وعودة اختصاص التخدير الى العمل.

خدمات العناية المركزة
اختصاص التخدير د. ماجد الحساني تحدث لـ( المدى) عن قلة اطباء التخدير قائلا: أن عدد  أطباء التخدير العاملين في العراق يتراوح  بين (400) الى (500) بين اخصاص وممارس. مبينا: انها نسبة قليلة كماً ونوعاً قياسا بالمعيار العالمي  المعتمد في المؤسسات الصحية. متابعا: لذلك نرى نقصاً واضحا في خدمات طب التخدير المختلفة مثل  خدمات معالجة الآلام الحادة والمزمنة وخدمات معالجة آلام ما بعد العمليات وآلام الولادة، وطب الحالات الحرجة وخدمات العناية المركزة.

عدم احتساب المخصصات
وبين الحساني: قبل اربع سنوات تقريبا حصل حراك لاطباء التخدير اثمر عن عقد مؤتمر طب التخدير الاول الذي طالب بتوصياته منح اطباء التخدير مخصصات تصل الى (450 %) من رواتبهم تشجيعا لهم للانخرط بهذا الاختصاص. مضيفا: وبعد عدة مراجعات صدرت موافقة البرلمان على قانون تشجيع طب التخدير لكن بتخفيض نسبة المخصصات  الى (350 %). موضحا: انه الى حد هذه اللحظة لم يتم العمل بتلك الزيادة دون معرفة الاسباب.

طبيب التخدير الثانوي
وعن اسباب قلة أطباء التخدير و عزوف الأطباء حديثي التخرج من الانخراط في هذا الاختصاص  ذكر اختصاصي طب التخدير: هناك أسباب كثيرة منها صعوبة التخصص والمشاكل التي قد يتعرض لها الطبيب اذ كانت مجالس تحقيق او مشاكل عشائرية في حال حدوث مضاعفات  لافتا: الى ان البعض وجد بحصول المضاعفات  فرصة للتكسب المالي.  مشيرا: الى دوائر الصحة التي لا تقدر جهود  الطبيب المخدر حق قدره بل تعده عاملا ثانويا. موضحا: ان من بين الاسباب المهمة عدم تمكنه من فتح العيادة الخاصة كبقية اطباء الاختصاصات الاخرى.  

في وجه المدفع دون امتيازات
أما عضو الهيئة الإدارية للجمعية العراقية للتخدير والعناية المركزية والحد من الألم الدكتور نوفل علي مبارك يوضح لـ(المدى) أن البلاد تعاني من قلة كوادر أطباء التخدير وحسب إحصائية فأن لكل (4) صالات عمليات في العراق دكتور تخدير واحد. مضيفا: ما ينعكس سلبا على عمله بسبب الضغط الذي يواجهه وبالنتيجة يكون المريض هو الضحية. مشيراً: أن الحكومة المركزية تتحمل المسؤولية الأكبر بالتقصير تجاه أطباء التخدير لعدم تشجيعهم وقلة رواتبهم وتخصيصاتهم و عدم وجود مميزات على عكس أطباء التخصيصات الأخرى. لافتا: إلى أن أطباء التخدير دائما ما يكونون في (وجه المدفع) ويتحملونهم مسؤوليات كبيرة مع هذا لا يتم إعطائهم مميزات عكس طبيب التخدير في كل دول العالم له امتيازات تختلف عن باقي الأطباء بسبب عمله الصعب.

خطورة الاختصاص
في حين يرى  استشاري التخدير في دائرة مدينة الطب الدكتور  صباح نوري السعد إن قلة كوادر التخدير ترجع لعدة أسباب منها مادية. مردفا: لان طبيب التخدير لا يمكن له فتح عيادة خاصة ولا يملك مراجعين كبقية الاختصاصات. منوها: الى قلة فرص العمل حتى في المستشفيات الأهلية. وأضاف  السعد: أن السبب الآخر هو خطورة الاختصاص والمجازفة. مضيفا: مما جعل الكثير من الأطباء يتوجهون لاختصاصات أخرى خوفا من تعرض المريض لمضاعفات أو موت إثناء التخدير. منوها: الى تبِعات ذلك  العشائرية وحتى الوظيفية.

قلة الكادر النسوي
العمليات النسائية تشكو هي الاخرى من قلة طبيبات التخدير اذ تقول اخصائية التخدير في مستشفى ابن النفيس زهرة الاسدي لـ(المدى) إن الكادر النسائي في اختصاص طب التخدير قليل جدا مما زاد من الضغوط وعبء العمل على الاعداد المتوفرة. مشيرة: إلى أن عملهم مستمر طيلة ايام الأسبوع مع الخفارة الأسبوعية. لافتة الى ما يسببه ذلك من ارهاق قد يتسبب بقلة التركيز.
وأشارت الاسدي:  الى عزوف  الكثير من الاطباء المختصين بمجال التخدير. مبينة: وجود اسباب اجتماعية واخرى مالية. منوهة: الى محدودية عمل اطباء التخدير في المستشفيات الحكومية وحتى الاهلية التي لاتستقبل اكثر من طبيب تخدير او طبيبين في أحسن الاحوال.

عامل مهم في النجاح
الدكتور الاختصاص شكري عبد الحميد أوضح  بحديثه لـ(المدى) أن  طب التخدير من أصعب التخصصات الطبية حيث يقضي طبيب التخدير فترة تتراوح من سبع إلى عشر سنوات في التدريب المتخصص بعد التخرج من كلية الطب كي ينال التخصص. مردفا: بالرغم من كل ذلك الا ان الطبيب العراقي المختص لا زال يعاني من الإهمال و النظرة الدونية من الإدارات الصحية المتعاقبة. مشيرا: الى تجاهله من قبل الجميع رغم  أهميته في ديمومة العمل الطبي و الصحي. مستطردا: والدليل على ذلك  أن العديد من المؤسسات الصحية الاهلية تغلق لاسباب عديدة منها مشكلة التخدير في العمليات خاصة الكبرى التي تحتاج الى اطباء اكفاء بالتخدير.

عدم جدية الإدارات الصحية
وأشار د. عبد الحميد: الى غياب الأصوات التي من المفترض أن تكون راعية لطبيب التخدير من كل الاختصاصات  كنقابة الأطباء و الجمعيات الطبية موضحا: إذ اقتصر دورها على المشاركة السطحية وبدون تقديم الحلول والمقترحات لحل اي ازمة . لافتا: الى ان  سبب ذلك يعود إلى عدم جدّية الإدارات الصحية المتعاقبة على دراسة واقع التخدير بصورة منهجية وأساليب علمية. مشيرا:الى عدم الأخذ بوجهات نظر واراء أطباء التخدير أنفسهم وعدم الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال.

الحلول طويلة الأمد
واسترسل الطبيب الاختصاص: ان عزوف الأطباء الخريجين الجدد عن التقديم لهذا الاختصاص الحيوي و المعروف بمهاراته الخاصة و النادرة انما يدل على قصور واضح و صريح في التعليم الطبي الاولي.  متابعا: من هنا يجب أن تبدأ الحلول الطويلة الأمد من اجل وجود كوادر علمية تخصصية بالتخدير. مستدركا: لكن لا نرى ولا نجد أي حل لاي اشكال وقضية من قبل كل من تسلم ادارة وزارة الصحة.
الموجود 7 والاحتياج 20
 مدير مستشفي الكندي د. مهند عبدالرزاق بين لـ(المدى) ان الحاجة الفعلية للمستشفي في الوقت الحاضر هي (20) طبيب تخدير. مستدركا: لكن الموجود الحالي والفعلي هو سبعة اطباء فقط.  مبينا: انها مشكلة حقيقية تواجه عملهم في الوقت الحاضر خاصة ان المستشفى تقوم باجراء العديد من العمليات الجراحية المختلفة وعلى مدار الساعة. داعيا:  الى الاهتمام بالاختصاصات التي توصف في الوقت الحاضر بالشحيحة  وبشكل خاص اطباء التخدير.

عشرات العمليات الجراحية
وأشار عبد الرزاق:  الى أن عدد  العمليات المنفذة خلال شهر أيار الماضي قد بلغ في اختصاص  عمليات الكسور( 213) والأنف والأذن والحنجرة (21) عملية. مضيفا: فيما بلغ عدد عمليات الحروق والتجميلية (2) عملية و عمليات التداخل الناظوري(18) عملية اما الوجه والفكين ( 5 ) عمليات. متابعا:  وسجلت الجراحة البولية (22)عملية فيما بلغ عدد عمليات الجراحة العامة(351) عملية  فيما سجلت عمليات جراحة الجهاز الهضمي والكبد (153) عملية اما عن عمليات العيون فبلغ ( 34) عملية. مؤكدا: ان هذه الاعداد الكبيرة من العمليات تحتاج الى كادر متخصص في مجال التخدير وباعداد مناسبة للعمل.

الإهمال والحاجة الماسة
الدكتور الاختصاص مهدى نجم يوضح لـ(المدى) وجود شحة في اختصاص التخدير منذ سنوات. مستغربا: عدم وجود دراسات فعلية بغية تحفيز الطلبة على الانضمام لهذا القسم الحيوي والمهم وحسب وصفه. مشيرا: الى ان ارتفاع نسبة النقص في اعداد هذا الاختصاص في عموم المؤسسات الصحية قياسا بعدد الاطباء الاخرين وما يجري من عمليات في شتى المستشفيات  الحكومية والاهلية وان وجد فهو لا يتعدى اصابع  اليد الواحدة.
وحمّل الاختصاصي نجم  وزارة الصحة والبيئة جزءا كبيرا من هذه المشكلة. منوها: منها ما هو مادي  ومنها  اجتماعي. متطرقا:الى ان فرع التخدير لا يكون ضمن اولويات الوزارة . مستطردا: كما  لم نتلمس اي مبادرة لتطويره كغيرة من الفروع الذى اولت الوزارة اهتماماً كبيراً لها. لذلك  والحديث للدكتور نجم ان اختصاص التخدير نادر جداً في الوقت الحاضر رغم الحاجة الماسة له.

الحروب والحصار والمقاطعة الدولية
اما الدكتور حيدر جزعول  فقد بين بحديثه لـ(المدى) ان فرع طب التخدير  أهمل بشكل كبير من قبل المعنين والمختصين في حث الطلبة على الانخراط به والتخصص. مشيرا: الى ان فروعا اخرى تعاني من هذا النقص ايضا منها فروع الطب الغذائي والطب العدلي. موضحاً أن  الطب في اي مجتمع يعد مؤشرا مهما من مؤشرات صحة المجتمع. منوها:  ان الطب العراق يمتاز بعراقته ورصانته وقدرة وكفاءة الطبيب العراقي الذي بات محل اشادة وتثمين من قبل افضل المراكز العلمية في العالم.
واستدرك جزعول: إلا ان الحروب المتتابعة وظروف الاحصار والمقاطعة الدولية التي عانى منها العراق خلال العشرين سنة المنصرمة القت بظلالها الكارثية على المسيرة العلمية للبلد. لافتا: الى ان الطب بفروعه المختلفة نال الكثير من الاهمال والتهميش. موضحا: ان اهمال بعض الاختصاصات سيترك جوانب سلبية على العمل الصحي في العراق. مشيرا: الى غياب خطة العمل والبرامج اذ كان من جانب وزارة الصحة والبيئة او  نقابة الاطباء والجمعيات الصحية الاخرى.

انتظار اتصال الطبيب
 المواطن عباس جوري من سكنة مدينة الصدر يقول لـ( المدى ) أراجع  مستشفى الكندي منذ مدة لغرض أجراء عملية لأحد اولادي. مبينا: انه تم تأجيل العملية اكثر من مرة بسبب عدم وجود مادة التخدير . متسائلا: لم يوضح أحد من الاطباء خطورة التأجيل من عدمه على صحة ولدي. مبينا: انه لا يمتلك القدرة المالية على اجراء هذه العملية في المستشفيات الاهلية التي تتطلب اكثر من مليوني دينار. مشيرا: الى ان الطبيب المختص في المستشفى الحكومي كان متعاطفا معه حتى انه سجل رقم هاتفه لغرض الاتصال به في حال توفر المادة المخدرة  لغرض أجراء العملية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram