TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عقود الأندية جهلٌ أم خديعةٌ؟

عقود الأندية جهلٌ أم خديعةٌ؟

نشر في: 20 يونيو, 2016: 09:01 م

مع تعاطفي الشديد لطروحات المدرب الخلوق باسم قاسم في حديثه لصحيفة المدى أمس الاثنين بشأن ما دار بينه وإدارة الزوراء طوال موسم كامل توَّجه باللقب الأكبر لدوري النخبة بإقتدار وما رافقه من رحلة شاقة لضمان حقوق المدرب واللاعبين معاً وتساميه بنكران ذات من أجل المهمة للنادي الجماهيري العريق، فإن ذلك لم يعفه بطبيعة الحال مما وقع فيه بقصد أو من دون قصد بدليل قبوله التوقيع في ورقة العقد أمام ممثل اتحاد الكرة وإن اختلفت المحتويات مما تم الاتفاق عليه شفهياً مع إدارة الزوراء لأن سلامة النية والتطمينات لم تكن كافية وبالتالي فالمدرب أقرّ بتفريط حقوقه التي لا تنفع معها أية أعذار أخرى.. وشخصياً أرى أن أي مدرب لو كان بديلاً لقاسم في ذلك الموقف لوقع هو الآخر إلا ما ندر تحت ذريعة المثل القائل ( عصفور باليد ) ولا أشك أيضاً في أن الإدارة الزورائية هي الأخرى التي رشحت المدرب وأقنعته بقبول المهمة كانت على يقين بأن ما تم التعامل به أولاً سوف يخضع لعملية الأخذ والرد وصولاً الى عقد جديد يُرضي الأطراف كواقع حال لا مناص منه  وإن الأعذار الجاهزة هي الأزمة المالية الخانقة ووفرة المدربين ممن يرضون بنصف مبلغ العقد لتمشية الحال وفق ما هو ممكن.
أرى ان الموضوع برمّته وما نسمعه يومياً بين النادي والمدرب واللاعب مع كل صور الفوضى فيه يخضع لجهل في القانون أو تجاهل تحت جميع المسميات وهو ليس بدرجة مستعصية ،لأن يحمي المدرب واللاعب نفسيهما من عملية ضياع الحقوق خاصة أن الشواهد كثيرة معنا وفي العالم من حولنا تضعنا على اطلاع تام بخفايا الضمانات كتلك التي ساقها لنا المدرب زيكو ومن قبله آخرون عملوا مع منتخباتنا الوطنية، وانا هنا لا أُبريء ساحة اتحاد الكرة أو أية مؤسسة رياضية اخرى يعنيها الأمر من بعيد أو قريب على التدخل وفق القانون لمتابعة فصول العقد بين الطرفين والمصادقة عليه أو الذهاب الى المحاكم المختصة لتسجيله كما أعلن ذلك غير مرة النائب الأول لرئيس اتحاد الكرة شرار حيدر في اقتراحه المقدّم للاتحاد وينص على مصادقة عقود اللاعبين لدى المحاكم العراقية وليس في الاتحاد لتفادي أية مشاكل بين اللاعبين والمدربين والاندية حتى لا يكون الاتحاد طرفاً فيها من جهة ولكي تأخذ المحاكم المختصة النظر في تلك القضايا من جهة أخرى، كما هو معمول في جميع دول العالم ، معترفاً ( أي شرار) بأن الكثير من الاندية لا تمنح اللاعبين والمدربين مستحقاتهم المالية خلال الموسم ليكون الاتحاد طرفاً بفض تلك المشاكل الذي هو في غنى عنها.
أخيراً لابد لي من الإشارة الى أن شهادات الإعلاميين في مثل هذه القضايا أو اعتماد وسائلهم سواء المقروءة أم المرئية للتوثيق لا يضمن الحقوق كاملة وسط الظروف التي نعيشها، بل علينا أن نتعلّم صاغرين أن ضمان الحقوق يكفلها القانون أولاً وأخيراً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram