TOP

جريدة المدى > عام > استطلاع: شهر رمضان يصيب الوسط الادبي بالركود

استطلاع: شهر رمضان يصيب الوسط الادبي بالركود

نشر في: 22 يونيو, 2016: 12:01 ص

خلال شهر رمضان من كل عام يفتقد المشهد الثقافي العراقي حيويته ، فبدلاً من تكثيف البرامج الثقافية التي تُناسب الشهر نجد أن أغلب المؤسسات المعنية تُلازم زُهدها واعتكافها تزامناً مع هذا الشهر ، في حين أن أغلب البلاد المسلمة تكثف نشاطها الثقافي من خلال إق

خلال شهر رمضان من كل عام يفتقد المشهد الثقافي العراقي حيويته ، فبدلاً من تكثيف البرامج الثقافية التي تُناسب الشهر نجد أن أغلب المؤسسات المعنية تُلازم زُهدها واعتكافها تزامناً مع هذا الشهر ، في حين أن أغلب البلاد المسلمة تكثف نشاطها الثقافي من خلال إقامة جلسات ثقافية تتناسب وروحية  الشهر .
ولوضع مُسببات لهذا القصور أو التقصير في مجال النشاط الثقافي نجد الكثيرين يبررون ما يحصل لضيق الوقت خلال الشهر إضافة إلى ما في صيف العراق من مشكلات في ارتفاع درجات الحرارة التي قد تسبب الإرهاق لدى البعض ، وآخرون يلقون اللوم على دور المؤسسات الثقافية الحكومية معتبريها مقصرة في إدارة الشأن الثقافي خلال شهر رمضان ، بينما يجد البعض الآخر أن الفرد خلال هذا الشهر يجب ان يتفرغ لمراجعة ذاته والالتزام بالأعمال الروحية وإحيائها .
خلال استطلاع أجرته " المدى " حول اسباب غياب البرامج والجلسات الثقافية عن المشهد خلال شهر رمضان فاجأتنا الكثير من الاجابات ، وخصوصاً أننا توجهنا إلى أصحاب الجهات المعنية بهذا الشأن من مدراء المراكز الثقافية والمؤسسات .
حرارة الطقس ، وعدم توافد المُتلقين إلى مراكز الثقافة ومجالسها ، بسبب الحرارة وصعوبة الوصول إلى هذه المجالس خلال شهر رمضان ، إضافة إلى إنهاك الفرد خلال هذا الشهر ، هذه الاسباب وأخرى يُعلق عليها مدير المركز الثقافي البغدادي طالب عيسى اسباب غياب الفعاليات الثقافية .
ويقول عيسى " قمنا بتجربة في رمضان الماضي حاولنا خلالها إقامة فعاليات ثقافية ، لكن ما لحظناه هو عدم تواصل الجمهور مما أدى إلى إفشال هذه الجلسات والنشاطات ." مؤكداً " أنني أراهن أن هذه الجلسات تلاقي نجاحا كبيرا لو كان شهر رمضان خلال فصل الشتاء ، لأن هذه الجلسات تحتاج إلى بيئة وطقس مناسبين ."
ويشير عيسى إلى أن " المركز الثقافي قام بنشاطات أخرى خلال شهر رمضان وهي تفعيل الكتب الالكترونية وتوفيرها للقراء ، حيث استطعنا توفير اكثر من 200 كتاب الكتروني حتى الان إضافة إلى توفير مقالات وكتب مختلفة يستطيع المتابع الاستفادة منها خلال الشهر ."
بينما يذكر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ناجح المعموري " أن السبب الاساس في غياب الفعاليات الثقافية يعود أولا إلى غياب الجمهور ، والمحاضرين ، والفئة المثقفة ، فأغلبهم يلتزمون صوم الشهر وهذا ما يؤدي إلى تعبهم جسدياً ، إضافة إلى ضيق الوقت ."  مُبيناً " فلا يمكن عمل الجلسة الثقافية قبل الافطار ، وبعد الافطار نجد أن كثيرا من الادباء والمحاضرين والمثقفين يسكنون في مناطق بعيدة عن موقع المركز الثقافي أو المؤسسة الثقافية وهذا من شأنه إعاقة الفعاليات الثقافية والجلسات."
من جهته ، يذكر رئيس ملتقى الإذاعة والتلفزيون صالح الصحن أن " شهر رمضاان مخصص للعبادة ، فمهما كان المثقف والفنان يرتبط بأعمال ثقافية وفنية ، فعليه خلال هذا الشهر أن يتفرغ للتجلي مع الله تعالى هذا فيما لو تم قياس الموضوع بشكل ذاتي ."
ويضيف الصحن " فيما لو درسنا الموضوع من الجانب العام والمؤسساتي فنجد أن المؤسسات الحكومية مقصرة بالاهتمام بالبرامج الثقافية ، والفعاليات الثقافية الخاصة بشهر رمضان كمسابقات لاختيار اصوات قراء القرآن الكريم ، او مسابقات الخط العربي ، أو إقامة جلسات ومحاضرات تتحدث عن اسرار الأرقام والحرف ، أو إقامة معارض جمالية تجعل الفرد يُركز فيما اوجده الخالق ، فنحن لا نستطيع إلغاء الحريات الشخصية وفي ذات الوقت علينا أن لا ننسى مسألة طقوس البلد المعتادين عليها ونحرمها ونحييها ." لم نكُن نعرف بالضبط ما إذا كان الخلل في المؤسسات الحكومية أم في المؤسسات والمنظمات غير الحكومية ورداً على هذا التساؤل ذكر فوزي الاتروشي وكيل وزير الثقافة قائلاً " إن وزارة الثقافة من المؤسسات الحكومية التي نشأت بعد الديمقراطية وهي لم تعد وزارة ذات بعد شمولي ، فالمسألة الثقافية والجهد الثقافي يقعان على عاتق الجميع بالتساوي من منظمات ومؤسسات حكومية وغير حكومية."
ويضيف الاتروشي قائلا "على كل مؤسسة حكومية ان تهتم بدوائرها الثقافية من مجالس بلدية ومجالس محافظة ومنظمات مجتمع مدني واتحادات ادبية ونقابات فنية وصحفية وغيرها ، وعندها سنجد إقبالا واسعا وواضحا على الجلسات الثقافية خلال شهر رمضان ."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram