ناقش الملتقى الفلسفي في كربلاء فلسفة التواصل والتي حاولت الإجابة على مفهوم هذا المصطلح وأهميته في الحياة العلمية والانسانية في المجتمع.يقول مقدم الأمسية الدكتور احمد حسون ان مراكز الثقافة ادخلتنا في مراكز جديدة من العقل والذات وكذلك الخروج من خوف الذ
ناقش الملتقى الفلسفي في كربلاء فلسفة التواصل والتي حاولت الإجابة على مفهوم هذا المصطلح وأهميته في الحياة العلمية والانسانية في المجتمع.
يقول مقدم الأمسية الدكتور احمد حسون ان مراكز الثقافة ادخلتنا في مراكز جديدة من العقل والذات وكذلك الخروج من خوف الذات الى التواصل وهذا اعتمد على الفضاء العام الذي صنعته الاحداث في اوروبا والصراعات التي شهدتها القارة وهو ما دفع الفلاسفة للذهاب الى ابعد ما يمكن ان يكون في الحداثة وهو بالأصل ضد الحداثة. ويضيف ان الحداثة اصبحت الشغل الشاغل لتطور الفكر والعقل والذات والتخلص من الخوف والتواصل مع الاخر وبث الاسئلة وهو ما يحمل الباحث الاجابة على الاسئلة التي يمكن ان تتحصل من البحث عن فلسفة التواصل
الباحث الدكتور سليم جوهر قال ان مفهوم التواصل أصبح من المفاهيم المركزية المتداولة في الفلسفة المعاصرة اذ لم يعد الاهتمام بالتواصل منحصرا في المجال التداولي المرتبط بتبادل المعلومات وتقنيات تبليغها وايصالها بل أصبح يشكل نظرية علمية وفلسفية مستقلة بذاتها ويضيف : وتعد مرجعية هابرماس الفلسفية دليلا على هذا التحول. انها مرجعية استفادت من نظريات العلوم الاجتماعية التي كانت سباقة الى التمهيد لذلك التحول عندما ركزت على أن الأنا أو الهوية الذاتية هي حصيلة تفاعل رمزي مع الآخرين.ويطرح جوهر تساؤلا..ما المقصود بالفعل التواصلي لدى هابرماس ؟ويجيب ان هابرماس يحدد الافعال التواصلية على النحو التالي : هي تلك الافعال التي تكون فيها مستويات الفعل بالنسبة للفاعلين المنتمين الى العملية التواصلية غير مرتبطة بحاجيات السياسة بل مرتبطة بافعال التفاهم ، و لا تفاهم بدون لغة و هذا ما يبرر كلام المهتمين بهابرماس عن المنعطف اللساني لديه والذي يشير اليه هو بنفسه وهو ما دفعه الى ادخال اللغة كعامل لفهم العلاقات التواصلية. فلتعزيز تصوره للفعل التواصلي من اجل فهم افضل للعلاقات الاجتماعية داخل المجتمع ذهب الى ان الفعل التواصلي يتميز عن غيره من الافعال الاخرى بأنه لا يسعى للبحث عن الوسائل التي تمكنه من التأثير في الغير، بل يبحث عن كيفية التوصل الى تفاهم معه و توافق متبادل دونما اكراه او قسر كيفما كان نوعهما.
ويرى الباحث ان هناك ثلاثة عناصر في الاهتمام بفكر هابرماس الأول: الطابع التوجيهي من خلال ربط النظرية بالممارسة. والثاني: النظرية النقدية، إعادة بناء النظرية النقدية. من خلال نقد التبرير الايديولوجي للعقلانية الحداثية القائم على الضبط العقلاني من اجل تعميم السيطرة، التي قادت الى أزمة الحداثة. هذا النقد بني على استبدال مفهوم الذات المتعالية الى مفهوم البين ذاتي. أي الانتقال من العقل الوسائلي الى العقل التواصلي. مع تأكيده على أسبقية العالم المعاش في مواجهة النظام المفروض عليه من قبل العقل. والثالث مفهوم الفضاء العمومي: دائرة التوسط بين المجتمع المدني والدولة. فكلما زادت هذه الدائرة كلما قلت سيطرة الدولة. هو ليس معطى سلفا ولا خارج التجربة الانسانية.
وتداخل الدكتور علي حسين يوسف مبتدئا بالتأكيد على مقولة هابرماس : إنني أضع الفعل الأداتي والستراتيجي في السلة نفسها. ولكنْ هناك في الواقع فارقا مهما بين الفعل الأداتي والستراتيجي فبحسب هابرماس يكون الفعل أداتيا عندما يقْدم الفاعل على فعل كوسيلة لتحقيق غاية مرجوة أما الفعل الستراتيجي فهو ضرب من الفعل الأداتي ينطوي على حمْل الآخرين على القيام بأفعال كوسيلة لتحقيق المرء غايته.