على قاعة " نيفو " في مدينة روتردام اقام الشاعر والفنان خوان هاولا معرضه الجديد مخصصا معظم لوحاته عن المأساة السورية ومدينة حلب على وجه الخصوص ، في حين عالجت باقي اللوحات موضوعة الحرب واللاجئين . خوان هاولا المولود في شيلي عام 1958 هرب من بلاده صحبة و

على قاعة " نيفو " في مدينة روتردام اقام الشاعر والفنان خوان هاولا معرضه الجديد مخصصا معظم لوحاته عن المأساة السورية ومدينة حلب على وجه الخصوص ، في حين عالجت باقي اللوحات موضوعة الحرب واللاجئين . خوان هاولا المولود في شيلي عام 1958 هرب من بلاده صحبة والديه عام 1978 الى الارجنتين بعد الانقلاب الذي اطاح بالرئيس الشيلي المنتخب " اللندي " وبعد سنة من ذلك دعي والداه للعيش في هولندا كلاجئين .
من ضمن خمس وعشرين لوحة خصص الفنان ست لوحات عن الخراب الذي  اجتاح المدن السورية واربع لوحات عن مدينة حلب التي بدت في اللوحات حمراء وغبراء جراء الدماء التي سالت على ارضها والخراب الذي جعلها مدينة مضروبة بالزلازل . يظهر الانسان في هذه اللوحات اما مواجها للجدار او مخيّط الفم او مضرجا بدمائه واثار الحرب في كل مكان وفي احيان كثيرة تائها او غريقا.
ولان خوان هاولا عاش حالة اللجوء ومعاناتها فقد حاول ان يعبر عن معاناة اللاجئين الجدد الذين قطعوا اهولا كثيرة بغية الحصول على مكان آمن ودافئ ، من خلال ابراز وضعهم الانساني وقلقهم وحيرتهم ازاء المستقبل الغامض في هذه الاماكن الغريبة التي وصلوا اليها مكرهين . انه يرسم الطرق القليلة التي بقيت لهؤلاء ، الامل والفرص القليلة المتبقية لهم من اجل الاستقرار على ارض ثابتة
يعمل خوان على " المتلاشيات " والاشياء المهملة والصحف القديمة واللوحات المتروكة ويستخدم الكثير من المواد في بناء لوحته التي تأتي تجريدية احيانا واحيانا اخرى تعبيرية بتقنية الكولاج والحبر واللصق والحرق . يركز خوان كثيرا على موضوعه ويحاول جاهدا ان تكون افكاره بمتناول المتلقي برغم انه ينفذ ذلك بالتجريد او بالتعبير ، غير ان الالوان التي يستخدمها وطريقة الكولاج كثيرا ما تنجح في شد المشاهد الى موضوعة اللوحة .
لا يعد خوان اللوحة كما يعدها الكثير من الفنانين ، لكنه يبحث في المناطق المهدمة عن الاشياء المتروكة التي يمكن ان تكون جزءا من لوحته التي يفكر بها على الدوام ، الصحف القديمة والاوراق الملونة وقطع الخشب الصغيرة هي مادة لوحته التي يعالجها بالحبر والاصباغ والاكليرك لكي تتحول الى عمل فني .
عودة الى الاعمال التي خص بها المأساة السورية يطرح خوان الانسان السوري او اللاجئ السوري بلا ملامح ، لكنه لا يجرده من ابتسامة صغيرة تطل من هنا وهناك ليوحي بالامل المتبقي والفرصة الاخيرة التي يمكن من خلالها اعادة الروح لهؤلاء الناس الذين لم يبق لديهم جدار يتكئون عليه .
خوان هاولا ذو النزعة الانسانية العميقة سبق ان شارك في الكثير من المعارض الجماعية في مختلف المدن الهولندية والاوربية وساهم مع فنانين اخرين في رسم جداريات في امستردام وروتردام ولاهاي ، وهو بالاضافة الى ذلك شاعر اصدر ديوانا تحت عنوان " ابق على الورق " وهو ناشط ثقافي وله دور محوري في مهرجاني " دنيا " ومهرجان روتردام العالمي . يعمل حاليا مديرا لمؤسسة ثقافية في روتردام ويقيم انشطة شهرية تتعلق بالشعر والرسم وبالمثقفين اللاجيئن من كل بقاع العالم . يستعد الان لاصدار ديوان شعري مخصص للشعراء السوريين اللاجئين في بلجيكا وهولندا.