أُبشّركم أنّ قادة التحالف الوطني تصالحوا بعد خصام " مرير " ، وقرروا التقاط صورة فوتوغرافيّة تتصدر مواقع الإنترنت ووسائل الإعلام ، فقد وجدوا أنّ بريطانيا " الاستعمارية " فشلت في لمِّ الصفوف وستتحول الى " شذر مذر " قريباً ، بسبب " صبيانية " دايفيد كاميرون التي دفعته الى تقديم استقالته في وقت " عصيب " ، يحتاج منه ان يُمسك بالكرسي بيديه وقدميه ، لكنها ياسادة " قِلّة " خبرة ، وضعف في " الإيمان " بأن الشعب لايطاع له أمرُ ، وغياب لمبدأ " ما ننطيها " .
خاض زعماؤنا " الملهمون " حروبهم الطائفية من كلّ نوع ولون ، وفي كلّ اتجاه ، سلّموا المدن لداعش ، احتلوا المؤسسات الحكوميّة ، أبادوا مدنيّة الدولة ، طاردوا الكفاءات ، وضعونا على سلّم البؤس ، أدخلونا موسوعة غينيس في عدد الشهداء والمهجّرين ، وبعد كل موجة خراب نجدهم يجلسون ويتضاحكون ويقررون التقاط صورة فوتوغرافية ، لكي يطمئن الشعب أنْ لاسبيل أمامه سوى الإذعان لصوت " الحكمة " وفي كلّ مرة كانت الناس تبتسم بسعادة وتذهب الى صناديق الاقتراع لتنتخب " جماعتها " ، وقرّر المالكي ان يضع لنا ديمقراطية جديدة ، فهتف له نواب الشعب بأن ليس في الإمكان أحسن مما كان .
بالأمس خرجت علينا صفحات الفيسبوك ومعها تحليلات " الخبراء " لتقارن بين ديفيد كاميرون ، ورجال " النهضة " العراقية ، وكيف ان رئيس وزراء بريطانيا لم ينتظر شمّات الخصوم به ، فقرر ان يقدّم استقالته ويعتزل السياسة ، ونسيَ أو تناسى محلّلونا الأفاضل أنّ كاميرون رئيس وزراء منتخب بإرادة بشرية ، بينما ساستنا مكلّفون شرعياً بالحكم مثلما أخبرنا ذات يوم خضير الخزاعي ، للأسف لم ينتبه البعض ان أهمّ درس في تجربة بريطانيا ، هو موقف الشعب الذي قال كلمته :" لاتغرقونا بمشاكل أوروبا " ، ليست الملكة التي اتخذت قرار الانفصال ولا مجلس العموم البريطاني ، ، بل الناس، الذين وصفهم كاميرون بالشعب العظيم .. العراقي سيضحك فهو سيتذكر حتما ما قاله المالكي يوما " أنتم فقاعات " ، ياسادة نحن شعوب تجعل من حنان الفتلاوي زعيمة أولى ، وتصفق لهلوسات أسامة النجيفي ، الشعب البريطاني الذي جعل كاميرون أمس يحبس دموعه سبق أن أسقط ونستون تشرشل برغم انتصاره المدوّي في الحرب العالمية الثانية .
ما يهمني ليس خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ، ولا دموع كاميرون التي ذرفها ، المهم ان الاستفتاء كان بشارة خير ، من نتائجه صورة فوتوغرافية جمعت قادة التحالف الوطني ، فأفراح العراق أوسع من احزان مهجري الفلوجة .
كاميرون نرجوك ان تحدثهم عن الخجل . ذكِّرهم بالخجل ، عسى ان يعرفوا ان هناك الآلاف العوائل العراقية ، تعيش في خيام الذل والمهانة والعجز .
كاميرون.. حدثهم عن الخجل
[post-views]
نشر في: 24 يونيو, 2016: 06:49 م
جميع التعليقات 2
بغداد
أستاذ علي حسين اخ يابة مقالك على جرح القلب فعلاً ادخلوا العراق في موسوعة غينيس العالمية بأفسد محكومة نعم انها محكومة وليست حكومة مثل باقي الخلق نعم جمعوا هذا اللملوم الفقاعة الذي يتزعمهم وما زال زعيم الفقاعات النكرة الحثالة الفقاعة جواد ( نوري بابا كامل ا
رمزي الحيدر
حديث كاميرون يخص البشر و ليس فصيلة الدِبش.