TOP

جريدة المدى > سينما > "المتفرد".. وشيزوفرينيا الموسيقى

"المتفرد".. وشيزوفرينيا الموسيقى

نشر في: 27 يناير, 2010: 05:56 م

ترجمة/ عادل العاملصنع المخرج البريطاني جو رايت Joe Wright اسمه بأفلام (مثل التعويض، والكبرياء والهوى، المستند على رواية جين أوستن بالعنوان نفسه)، وغطت هذه الأفلام التدرجات الدقيقة للتقسيمات الطبقية الانكليزية من عهود أخرى. وبفيلمه الأميركي الأول، (المتفرد The Soloist) فإنه يستطيع أن يتحمل الاستغناء عن الرقة؛
 فهو معدّ إلى درجة كبيرة على سكيد رو Skid Row في لوس أنجلس، حيث يتجمع أناس مشردون على بعد أمتار من مجمعات المكاتب الصقيلة العالية و الطرق السريعة التي تمضي عليها السيارات الغالية الثمن. ونادراً ما تقوم أفلام هوليود، هذه الأيام، بمعالجة الهوة ما بين أثرياء أميركا و معدميها، غير أن رايت يهرّب هذه الموضوعات في ما يمكن أن يكون قد بدا فيلماً راقياً و جيد الانطباع. وهذا الفيلم، المستند على كتاب لستيف لوبيز، وهو صحافي في لوس أنجلس تايمس، يعالج مأزق ناثانييل أيريس (ويقوم بدوره جيمي فوكس)، وهو موسيقي موهوب مشرد ومصاب بالشيزوفرينيا. ويكتشفه لوبيز (ويمثله روبيرت داوني)، وهو يعزف موسيقى لبيتهوفن مختارة بعناية بواسطة كمانٍ ذي وترين، فيكتب عنه أعمدةً ذات اهتمام إنساني تأسر خيال الرأي العام. ويعقد لوبيز، المغترب عن أسرته، صداقةً مع ناثانييل، المجذوب إلى حالة من النعمة التي "يتلقى" فيها الموسيقى، مع كونه حذراً من الأصوات المتعارضة في رأسه.. والسؤال هو: كم بوسع لوبيز أن يساعده؟ إن هناك قياساً هوليودياً شائعاَ، تعود وفقاً له الشخصية المحرومة بطلاً ناجحاً الآن لكنه غير كامل، غير أن أجندة رايت أوسع، فقد صور الفلم في Skid Row الحقيقي، مانحاً أشخاصاً مشردين عديدين أدواراً ناطقة وهو يمسك برهينة القصة الرئيسة لفترة، و يدعهم يسردون قصصهم. ويقارن رايت بدقةٍ أيضاً الحداثة المهيبة التي تتسم بها قاعة ديزني الموسيقية لفرانك جيهري، حيث الحفلات المولعة بالموسيقى في المدينة، مع الأنفاق التحتأرضية الغرّارة حيث يؤدي ناثانييل عمله الموسيقي فوق هدير حركة المرور المتواصلة. وبينما يستحضر فوكس وداوني اقتناعاً غير مألوف بدوريهما، فعند آخرين يمكن لهذه المادة أن تكون قد صارت سطحية. ومع ذلك فإن هذه ليست قصة عقلٍ جميل، وإنما عقلية مضطربة على نحوٍ عابس، فالفيلم لا يتعامل بأجوبة سهلة: لقد جعل من الواضح أن التعامل مع رغبة شيزوفرينية غالباً ما يكون عسيراً ومثيراً للغضب. وأخيراً فإن لـ (المتفرد) نواقصه بالتأكيد، لكن طموحه يغطي عليها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ارتفاع الدولار بالعراق

تقرير عبري: الحرب على غزة كلفت "إسرائيل" 315 مليون شيكل يومياً

4 عوامل عززت أمن الحدود بين نينوى وسوريا

الكهرباء يلاقي الكرخ ونفط البصرة يستضيف النفط في نجوم العراق

السوداني يوجه بإرسال وكيل وزير العدل إلى كركوك وتشكيل لجنة تحقيقية بأحداث المزارعين والجنود

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

لا سينما عربية بل سينمات ولا سينما بل أفلام

أودري هيبورن: نجمة هوليوود التي عملت جاسوسة للمقاومة خلال الحرب العالمية الثانية

كلاسيكيات خالدة: السجين.. دراما سياسية مثيرة

مقالات ذات صلة

لا سينما عربية بل سينمات ولا سينما بل أفلام
سينما

لا سينما عربية بل سينمات ولا سينما بل أفلام

قيس قاسم يدور سؤال الملف حول السينما العربية وهذا وحده بحاجة إلى تدقيق قبل الخوض في متغيّراتها، والحاصل فيها من تجديد أو تشخيص، لدوام ثبوتها على الحالة التي كانتها منذ عقود، لأنّ صفة "العربية"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram