TOP

جريدة المدى > سينما > كــــيــــف نـــقــــرأ فـــيــلـــمـــــاً -5-

كــــيــــف نـــقــــرأ فـــيــلـــمـــــاً -5-

نشر في: 27 يناير, 2010: 06:00 م

د. جواد بشارةمراسل المدى في باريس jawadbashara@yahoo.fr الإعداد من الرواية إلى الفيلم: قيل أن غودار من المواظبين، بل والمدمنين، على قراءة آثار ألبرتو مورافيا الروائية، وكان قد قرأ الرواية وأعجب بها . ومما يستحق الذكر بهذا الصدد هو أن مورافيا كاتب ملتزم ولد في أواسط العقد الأول من القرن العشرين وبالتحديد سنة 1907 في روما وتوفي سنة 1990،
من أب يهودي ينحدر من مدينة البندقيةـ فينيسيا ـ ويعمل مهندساً معمارياً. وتنطبق مواصفات شخصية المخرج السينمائي رينغولد في رواية الاحتقار التي كتبها على مواصفات المثقف الألماني كما يراه الإيطالي،ولم يعبر مورافيا في كتابه عن انتمائه اليهودي من طرف الأب بصراحة حيث لم يكن لذلك أي تأثير عميق عليه، ولم ينعكس على آثاره الأدبية.نشر مورافيا أولى رواياته عندما كان شاباً سنة 1929 وفي عمر 22 عاماً، وهي رواية " اللامبالون" وقد لاقت صدى كبيراً وأثارت ضجة لأنها انتقدت بشدة جزءً من البرجوازية.مارس مورافيا في الثلاثينات من القرن العشرين مهنة الصحافة وحقق العديد من التقارير الصحافية والريبورتاجات في الخارج، في أمريكا والصين واليونان والمكسيك.وفي سنة 1939 أرغمته القوانين العنصرية والمعادية للسامية الصادرة عن الحكومة الفاشية، على وقف تعاونه مع مجلة لا كازيتا دي بوبلو أو المجلة الشعبية. أقام عدة مرات في كابري في سنوات الأربعينات.تزوج من الروائية إيلزا مورانت سنة 1941، وأمضى الأشهر الأخيرة من سنة 1943 في العمل السري المقاوم. استعاد موارفيا عمله الإبداعي سنة 1947 وكذلك عمله  كصحافي  وكاتب سيناريو للعديد من الأفلام الإيطالية ونشر في نفس العام رويته " الإيطالية"، وفيها حقق أول نجاحاته التجارية المؤكدة. أسس سنة 1953 المجلة الأدبية " الذرائع أو المبررات الجديدة"والتي شارك فيها الشاعر والمخرج السينمائي والمبدع الراحل بيير باولو بازوليني الذي أصبح فيما بعد واحداً من أقرب أصدقاء مورافيا . وفي السنة التالية، وبينما كان يحضر ويتابع الاستعدادات والتحضيرات لتصوير فيلم أوليس لماريو كامريني، استوحى موضوع رواية الاحتقار.وفي سنة 1955 بدأ مورافيا تعاونه المنتظم مع مجلة الإيسبريسو، مسؤولاً عن الصفحات السينمائية. جمعت مقالاته عن السينما ونشرت في كتاب سنة 1975 تحت عنوان "ثلاثون عاماً في السينما" وابتداءاً من عام 1953 أعدت رواياته للسينما وساهم في إطلاق اسم وشهرة الممثلة النجمة جينا لولو بريجيدا بطلة فيلم "تاجرة الحب أو بائعة الهوى" من إخراج ماريو سولداني سنة 1953 وفيلم "الرومانية الجميلة" من إخراج لوي زامبا سنة 1954، اعتبرت آثار  البرتومورافيا الأدبية كنقطة انطلاق لأدب ملتزم ذي منحى نقدي واستقصاء وتحري واستكشاف وفضح ونقد للمجتمع الإيطالي لفترة ما بعد الحرب.  غالباً ما تكون شخصيته الرئيسية المحبذة عبارة عن مثقف برجوازي ذي بصيرة أو ثاقب الرؤية وعاجز في نفس الوقت لكنه يعبر عن نفسه ويفضح أو يدين مجتمعه  ويعبر عن قلق وجودي حتى قبل ظهور روايات الغثيان لجان بول سارتر والغريب لألبير كامو. التي تتحدث عن بطل عاجز عن الفعل أو التأثير على الفعل، ومذنب لعجزه عن التغيير والتأثير، ويواصل بلا كلل وبلا طائل في آن واحد، جهوداً للتأقلم والتكيف مع عالم يهرب منه . الملل والضجر  واللامبالاة  وعبث العيش هي التيمات والموضوعات الرئيسية والمركزية لعالم مورافيا الروائي.ريشار، الراوي للأحداث في رواية الاحتقار،  هو أول هؤلاء المثقفين البرجوازيين سنة 1954  الذين يعيشون أزمة وجودية وينتشرون في ثنايا الرواية والسينما في إيطاليا سنوات الخمسينات والستينات خاصة سينما أنطونيوني  في أفلامه " المغامرة" سنة 1960 و"الكسوف" سنة 1962 حيث العجز الإبداعي يلبس قناع الإخفاق العاطفي في تطابق مع موضوع فيلم " الليل" لأنطونيوني سنة 1961 وريشار هو أول بطل لتيمة اللاإتصال  الذي جرب مورافيا  ألمه وشعر بأعراضه المرضية وأبدى تذمره منه وحاربه بعناد كما أعتبره الكاتب أهم صفة أو ميزة لأثره الإبداعي، منذ الوجودية التنبؤية لرواية " اللامبالون"، لهذا أمكننا أن نلاحظ في آثار مورافيا أرضية موائمة وملائمة لتطبيق أطروحات الناقد والمفكر الماركسي جورج لوكاش حول نظرية الرواية  ومدرسة الواقعية النقدية . أهم المصادر القريبة من رواية "الاحتقار"، إلى جانب  تجربة العالم السينمائي الذي كان يسيطر على عقل المؤلف ويستحوذ على هواجسه، هو عالم المخرج  المجدد مايكل أنجيلو أنطونيوني ومواضيعه وكذلك روائع المخرج المبدع روبيرتو روسيلليني خاصة فيلمه"رحلة إلى إيطاليا" سنة 1954 وكما شاهدنا ظهرت ملصقات وافيشات  وإعلانات هذا الفيلم داخل فيلم الاحتقار لغودار لتكريمه.وفي الحالتين نكتشف قصة زوجين يعيشان أزمة في علاقتهما الزوجية، والزوجين في فيلم روسيلليني يقيمان لفترة طويلة في الجنوب الإيطالي ويخرجان من الأزمة متصالحان حسب رؤية روسيلليني المتفائلة الانجيليكانية ـ المسيحية&nb

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram