TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > كيف نبني دولة المؤسسات.. الهرم والقاعدة

كيف نبني دولة المؤسسات.. الهرم والقاعدة

نشر في: 27 يناير, 2010: 06:08 م

عامر عبدالجبار اسماعيل وزير النقل ثمة سؤال يتردد في الأذهان ويتكرر على المسامع سواء من المواطنين أو من المسؤولين وهو كيف نبني الدولة ونصلح أوضاع البلد ؟ ولكي نتمكن من الإجابة عن السؤال فلابد من عرضه بطريقة أخرى تسهل طريق تلمس الإجابة وجعلها أكثر قرباً من الحقيقة ،
 فنقول هل إن بناء الدولة وإصلاحها يبدأ من الهرم والمسؤول الأعلى فيها أم انه يبدأ من المواطن في مستوى القاعدة لينعكس على خياراته في هرم السلطة وجنباتها ؟وبكلمة أخرى فإن كثيراً من المواطنين ممن يحملون هم الوطن والدولة وبناء مؤسساتها ويحلمون بعراق متطور مزدهر يضاهي البلدان المتقدمة خاصة وإن فيه من وفرة الثروات والموارد البشرية بما لا يتوفر في بلدان أخرى أكثر تطوراً وازدهارا وأمنا وسلاماً ، هؤلاء المواطنون يتصورون أن بناء الدولة لابد أن يأتي من القمة أو رأس الهرم وإذا ما صلحت القيادة فإن القاعدة ستصلح بطريقة قهرية بما يقترب من القول المأثور إن الناس على دين ملوكها ، وهكذا فإن هذا البعض يبقى يحلم بالفارس الذي يمتطي ظهر جواد أبيض حاملاً معه خاتم سليمان وعصى موسى ويستخدم قوته القهرية وبأس السلطة في إصلاح الأمور وبناء الدولة والصنف الآخر من المواطنين ولعل هذه الرؤية تتجسد عند كثير من المسؤولين ممن يعتقد إن إصلاح البلد وبناء مؤسساته يكمن في المواطن والمجتمع وإن المسؤول لايمتلك الكثير من التأثير لاسيما وانه لايعدو أن يكون إفرازاً واختياراً للمواطن صاحب الكلمة الأولى والكأس المعلى في هذا المضمار .إننا نعتقد إن بناء الدولة يتطلب كلا الرؤيتين معاً ، فلا المسؤول لوحده قادر على أن يفعل ما يشاء وبلا إسناد من المواطن والكوادر الوسطية ولا المواطن البسيط يمكن أن يقلب رأس الأمور على عقبها ما لم يكن المسؤول أهلا لمسؤوليته وقادراً على النهوض بأعبائها ، فالقضية الأساسية تتعلق ببناء مؤسسات الدولة وإقامة هياكلها وأسسها بصورة سليمة ، ولذلك نرى إن بناء المؤسسات لابد أن يبدأ من القواعد فلابد أن نبدأ من مسؤول الوحدة ثم مسؤول الشعبة ثم مدير القسم وهكذا ، ولابد أن يكون الاختبار مبنياً على أساس النزاهة والكفاءة والمعايير المهنية والوطنية . وهنا نلاحظ إن البناء قد يبدأ من القواعد ولكن الكلمة الفصل هي للمسؤول الذي عليه أن يجيد خياراته في تبوء هذه الركائز الأساسية التي تدخل ضمن حيز صلاحياته فيجعل معياري النزاهة والكفاءة هما الأصل الأصيل في إسناد المهام دون أن يجامل أو يستجيب للضغوط التي تمارس عليه في مختلف مواقع المسؤولية ، وهذان المعياران قد حددهما القرآن الكريم في سورة يوسف وبصورة جلية وواضحة إذ قال تعالى على لسان يوسف : (( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )) و(( حفيظ)) تترادف مع ما نسميه اليوم بالنزاهة أما (( عليم )) فهي ترادف في معناها الكفاءة المهنية والخبرة  ولذلك وردت مفردة حفيظ متقدمة على مفردة عليم أي إن شرط النزاهة يكون متقدماً مع شرط الكفاءة المهنية وإن كان كلاهما ضروريين . وهذا ملخص لما نعتقده من رؤية لإصلاح وضع مؤسسات البلد وإرسائها بصورة صحيحة بعيدة عن المزاجية والمعايير المزدوجة في إسناد المهام والمسؤوليات مهما تواضع مركزها أو كبر لأنها تشكل حلقات متكاملة يسند بعضها البعض الأخر ويتوالد منه.فالوزير الجيد سيجيد اختيار مدرائه العامين والمدير العام الجيد يأتي بمدراء هيئات وأقسام جيدين وهكذا مدير القسم ومسؤول الشعبة والوحدة على نفس النسق وسيصيب هذه السلسلة الخلل والخور عندما يتعذر اختيار احد المرشحين بصورة صحيحة أو بقصور احد المسؤولين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram