النفط، سلعة زائلة من دون شك، فهل ادرك الحكماء في بلدان النفط، كيفية المحافطة على هذي الثروة المجانية المتاحة من دون الإستهانة بها او التفريط بقيمتها، كأن يكون قرارهم المصيري نافذاً: الإصرار على بيع اقل ما يمكن من براميل النفط، بآكبر قدر ممكن من الدولارات او محتوى سلة العملات.
………
بعدما تلكأت — أوشك ان اقول إنحسرت — معظم محاولات الإستفادة من الطاقة الشمسية، وإستغلالها في الإنارة، وتوفير الوقود للمعامل والمصانع والشؤون المنزلية، إلخ، صار الإعتماد كليا على النفط ومشتقاته، الذي يوصف بآنه اكبر عطية ربانية، مجانية، حبت بها الطبيعة سكان دول البترول!!
………
يصيب المرء دوار وغثيان وهو يتابع آرتفاع اعداد براميل النفط العابرة للقارات، والمستخرجة من حقول النفط العربية.. السعودية والعراق وليبيا،إلخ. التي تبلغ أعداد البراميل النفطية المصدرة منها بعشرات، بل مئات الملايين. لزقها مجددا بشعاب الإرض المهيآة لإستيعابها في الدول الحاضنة، واستخراجها حين تستدعي الحاجة.
الإرقام المليونية صادمة وهي معلنة، دون حرج او مواربة، المليون برميل رقم مذهل فما بالك بـالثلاثين مليونا او الأربعين، تضخ يوميا، اسبوعيا، شهريا، من دون توقف وعلى مدار الساعة، لا يقطعها عيد، ولا تتأثر بالأحداث الساخنة، الفاجعة او السارة، ولا تلتوي بتصريح هذا السياسي او ذاك، ولا تعبأ برأي هذي الكتلة اوتلك.
بعد كل الذي نُشر عن اسعار النفط المتذبذبة، وعدد البراميل المصدرة، هل راودك همُّ المهمشين الذين لا حول لهم ولا قوة، الذين يكتفون بالسماع عن عدادات معطلة عمدا، وعدادات عاطلة قضاءً وقدراً؟
لا تسل، فمن يسأل يتهم بالشطط أوالخبال أو العمالة، او يلقم حجرا.
لا تسل، يكفي ان تراقب المشهد من بعيد. وتذكر.. جيدا تذكر: مَن راقب شؤون النفط، تعفّر بسخامه او … مات همّاً.
رائحة النفط، بخور!
[post-views]
نشر في: 26 يونيو, 2016: 09:01 م