القوات الأمنية منذ انطلاق عملية تحرير الفلوجة ، احتجزت اكثر من عشرة آلاف شخص اثناء خروجهم مع الاسر النازحة تتراوح اعمارهم بين 15 الى 60 عاما داخل مسقفات تعود لمخازن وزارة الصناعة في الانبار ، وفيما يواجه المحتجزون ظروفا انسانية صعبة جراء ارتفاع درجات الحرارة وانعدام توفير الماء الصالح للشرب ، يخضعون الى اجراءات تحقيقية تتطلب المزيد من الوقت ، على حد قول نائب رئيس مجلس المحافظة فالح العيساوي ، وشكلت الحكومة المحلية لجنة للاطلاع على اوضاع المحتجزين وتوفير المواد الانسانية لهم والعمل على اطلاق سراحهم بالتنسيق مع الاجهزة الامنية الاخرى في عمليات التحقيق لاطلاق سراح الابرياء منهم غير المتورطين بالانضمام او التعاون مع تنظيم داعش.
سجلت حالات إغماء بين المحتجزين نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ، والامر طبيعي في العراق ، لا يثير اهتمام المسؤولين ، مراجعو بعض الدوائر الرسمية يقفون في طوابير طويلة لتسليم كتاب صحة الصدور الى موظف صائم اتخذ من غرفة صغيرة مزودة بجهاز تبريد مكانا لتسلم المعاملات من شباك صغير ، جهات سياسية معروفة اعترضت على حجز رجال الفلوجة طالبت المجتمع الدولي بالتدخل ، وهناك من لوح باللجوء الى الجامعة العربية المعروفة بمواقفها "الصارمة" لإنقاذ ابناء المدينة من عمليات تصفية مقصودة ، اصحاب التهديد خولوا النائب السابق المتواري عن الانظار حسين الفلوجي متابعة الملف لإنقاذ ابناء مدينته من الانتقام الشيعي ، على حد تعبير وسائل اعلام عربية.
بموجب نظرية عدنان الدليمي وخلف العليان وطه اللهيبي ورابعهم الفلوجي وصقور جبهة التوافق المنقرضة من الساحة السياسية العراقية ستترسخ فكرة الانتقام الشيعي في عقول من يجيد العزف على الوتر الطائفي ، خصوصا ان هناك من هدد دولا خليجية واقسم قبل الافطار بانه سوف يقود جيوش الفاتحين لتحريرها من المحتلين ، دخان قضية الفلوجة سيبقى مخيما على الاجواء ، وامام الجهات الرسمية عدة خيارات لحسم موضوع المحتجزين ، بتشكيل اكثر من لجنة لتدقيق بنك معلومات الدواعش ، لفصل الابرياء عن المتهمين خلال ساعات قليلة ، لكن العقل الرسمي لايستطيع ان يتجاوز ضرورة تقديم كتاب صحة الصدور .
عملية تحرير الفلوجة كشفت عن حجم الخلاف بين الاطراف السياسية المشاركة في الحكومة الحالية ، وبعثت برسالة الى المجتمع الدولي تفيد بان العراقيين اكثر شعوب العالم يقدمون الاقوال على الافعال ، القادة السياسيون في اليوم الواحد يطرحون اكثر من موقف "صارم" على غرار مواقف الجامعة العربية في التعاطي مع القضايا المصيرية . القوى السياسية جميعها بلا استثناء اكدت اهمية محاربة الارهاب والتخلص من تنظيم داعش الى الابد ، مقابل هذا الموقف هناك من يحاول ان يجعل من معركة الفلوجة ورقة رابحة في حساباته الشخصية ، لعله يصبح رجل المرحلة ، من خلال حرصه على قيادة "لوري" المساعدات الإنسانية الى مخيم النازحين في عامرية الفلوجة .
بنك الدواعش
[post-views]
نشر في: 26 يونيو, 2016: 09:01 م