دائما ما تحظى أعمال الكّتاب من أصول وأعراق مختلفة على الإعجاب وقد يتخطى حدود نشرها البلد الذي انتمت إليه نتيجة للهجرة التي دفعت الكثير منهم مغادرة بلدانهم الأصلية  بسبب الاضطهاد والبحث عن بيئة آمنة يجدون فيها الحرية التي فقدوها لممارسة حياتهم وب

دائما ما تحظى أعمال الكّتاب من أصول وأعراق مختلفة على الإعجاب وقد يتخطى حدود نشرها البلد الذي انتمت إليه نتيجة للهجرة التي دفعت الكثير منهم مغادرة بلدانهم الأصلية  بسبب الاضطهاد والبحث عن بيئة آمنة يجدون فيها الحرية التي فقدوها لممارسة حياتهم وبشكل طبيعي بعيدا عن كل ما ينغصها ويقيد حركتها . "نام ثانه نجوين" كاتب أمريكي من أصول فيتنامية يعمل أستاذا في جامعة جنوب كاليفورنيا في أقسام اللغة الإنكليزية والدراسات الأمريكية ومنها الأعراق ، هو أحد هؤلاء الكتاب الذين وفدوا الى أمريكا بعد حربها في فيتنام متطلعا لحياة أخرى غير التي عاشها هناك مع أنه لا يزال يتذكر قريته البائسة وكيف تعرضت لأهوال الحرب وانتقاله الى بلد آخر ليعيش أسباب البحث عن هوية جديدة ما جعله يوثق كل تلك المآسي في روايته "المتعاطف" التي صدرت عام 2015 عن إحدى دور النشر الأمريكية . وقد سبق وأن قام بتأليف كتاب تحت عنوان " سباق المقاومة : الأدب والسياسة في أمريكا وآسيا " صدر عن مطبعة جامعة أكسفورد 2002 ، وآخر تحت عنوان "دراسات عبر المحيط : تأطير حقول الناشئة الأدبية " جامعة هاواي برس 2014 ، كما نشر العديد من قصصه القصيرة في الصحف والمجلات الأمريكية منها NarrativeMag مجلة السرد وشيكاغو تربيون وساحل الخليج حيث فازت إحدى قصصه عام  2007 على جائزة الخيال المعروفة هناك ، بعدها أضاف نجوين جائزة إدغار إلى بوليتزر بروايته هذه ، كما ترجمت كتاباته إلى اللغة الكورية والفيتنامية واليابانية ، والإسبانية ، وقد دعي لأن يقدم محاضرات في الرواية الحديثة في الصين ، كوريا ، اليابان ، تايوان وألمانيا ، لكنه اعتذر حتى الانتهاء من كتابه الأكاديمي  "الحرب : الذاكرة والهوية" .
"المتعاطف" التي حصل من خلالها مؤخرا على جائزة البوليتزر ، وهي من أعلى الجوائز في الولايات المتحدة حيث شهد له النقاد هناك أنه استلهم طريقة الكتابة فيما سار عليه غراهام غرين ، دنيس جونسون ، وجورج أورويل ، والرواية بمضامينها وأحداثها هي تنقيب عنيف عن الهوية الضائعة ، والسياسة في أمريكا البلد الذي يحتضن آلاف المهاجرين من مختلف الأعراق والأجناس يروي حكايتها نقيب في الجيش الفيتنامي السابق ، هو رجل بلا ولاءات حقيقية نصفه  فرنسي والنصف الآخر فيتنامي يحمل الكثير من الأفكار الشيوعية  بعد دخوله أمريكا بعد نهاية حربها مع  فيتنام يتهم بالتجسس وعند إسقاط تلك التهمة عنه يعيش قصة حب قوية وصداقة مع عديد من الناس الذين يلتقي بهم في مشوار حياته الجديدة ، رواية "المتعاطف"  يفحص نجوين من خلالها إرث حرب فيتنام وتأثيرها حتى على الذين غادروها منذ زمن إلى وجهتهم الجديدة في أمريكا .
فازت "المتعاطف" لأول مرة بجائزة إدغار لأفضل رواية كما وفازت بجائزة البوليتزر كما نوهنا حيث أشاد حكامها بها بقولهم : "إنها حكاية مهاجر يحمل في رأسه عقلية الرجل الفيتنامي التي لا تزال تحكمه نزعات بلده الأصلي والنزعة الأمريكية التي يحاول الانصهار الكلي في مجتمعاتها" ، وحال سماعه بفوز روايته نشر نجوين على موقعه على الإنترنت في غضون دقائق : "كنت أعرف أنني استحق هذا الفوز بفضل نجاح الرواية وحسن استقبالها وبما تحمله من معان هدفها النضال المتواصل من أجل العدالة الاجتماعية ومن أجل السلام ، من أجل المساواة الحقيقية بين جميع المكونات هنا في أمريكا أو في غيرها من الأماكن ، واعتقد أنني مدين لجميع الذين قاتلوا من أجل الحقوق المدنية ، رواية تتحدث عن كل هذه القضايا ولا يمكن فصلها عن العدالة في عالم الأدب الذي يتحدث فيها عن الأقلية أو العرق من كل لون مع أنني لا يمكن أن أدعي أنني أنجزت شيئاً بحتاً على أساس الجدارة الخاصة بي فنحن جميعا مدينون كثيرا لنضال ونشاط الجماعات  التي سبقتنا  والتي وضعت الأسس الأولى لتحقيق عدالة الفرد هنا  وكنت محظوظا بما فيه الكفاية أن نتذكر الكثير من الذي طواه النسيان " .
 عن: الغارديان