تحت العنوان أعلاه نشرت صحيفة (الغارديان) نصاً مترجماً للكاتب التركي، النوبلي، أوهان باموك يعبر فيه عن بديهيات شرق – إسلامية، قد تبدو مثيرة لاهتمام القارئ الأوروبي، ومنها أن يشهد المرء اثنين، رجلا وامرأة، يقبلان بعضهما قبلة غرامية.يقول باموك: لم يكن المشهد مألوفاً، أبداً، في بلدان إسلامية، أن يروا مثل هذا المنظر.
ما الذي يدعونا إلى أن نقبّل ونحن نشهد منظراً جميلاً؟
يسوق الكاتب التركي انطباعات ومشاهدات سابقة لم تزل حية في ذاكرته، بينها مشاهد سينمائية (قبلة بين كاري غرانت وإيفا ميري سانت في فيلم لهتشكوك) وفيلم آخر كان يصور في إسطنبول، شهد الكاتب مشهداً غرامياً فيه، خلال شبابه، في الشارع العام.
يشير الكاتب إلى جملة الروابط التاريخية التي تشكل أخلاقيات أي مجتمع، مع أنه يجد محفزات مباشرة بين أن يكون المرء في مكان جميل يمده بالشعور بالسعادة وبين رغبته بالتقبيل، كما حدث معه في مدن العالم المختلفة.
ثم يخلص في خاتمة مقاله إلى أن الشرفة أحد أجمل الأمكنة في العالم والتي تمنحنا شعوراً بأن السعادة ممكنة في هذا العالم، ومن ثم لتبادل القبل.
رواية للكاتبة الأمريكية جين غرين، وتحتل رواياتها قمة اكثر الكتب مبيعاً، ولها عشر روايات منها: "كلام غريب" و "السيد ميبي" و"المرأة الأخرى" و "الفرصة الثانية".
في روايتها هذه تقول إن الحب ليس فكرة مجردة، وهو ليس أن يقول أحدنا: أنا هنا من أجلك، ودعني أعرف ما إذا كنت بحاجة إليّ. الحب هو اتخاذ القرار، عندما يقع أقرب الناس إليك في مأزق، ماذا ستفعل قدر استطاعتك لمساعدته. ومن هنا يكون الحب "فعلاً".الحب هو القيام بشيء ما بالنسبة لـ (كالي)، أي العناية بعائلتها وزوجها وطفليها ومنزلهم الجميل.
أما بخصوص (ستف) الشقيقة الصغرى لكالي فالحب يعني تجربة تلك الحياة، كلها، لتعطي من دون التفكير بأية تسويات، لكن الحب عند (ليلى) هو العثور على شقيق الروح.
رواية بيل برايسون هي بمثابة "تاريخ قصير لكل شيء" في سرد مشوق وعذب ونثر راق، وهي واحدة من أفضل روايات العقد الأخير التي تتصدى لكشف تاريخ أسلوبنا في العيش.
يبدأ الكاتب من التحديق في موجودات بيته، وهو يدور من غرفة إلى غرفة متسائلاً: كيف ومن جاءت كل هذه الأشياء والموجودات. وهو سؤال سيملي عليه البحث لاحقاً فيما يجب على الناس فعله من أجل العيش بطريقة أفضل، خالية من الحروب والجشع والأنانية.سؤال الكاتب سيتشعب ليبلغ علاقات غير مألوفة بين الحياة ومكوناتها من الكهرباء إلى العمارة ومن تجارة التوابل إلى برج إيفل، ليتوصل أخيراً إلى أن ثمة خطراً ما يكمن في كل ركن من أركان البيت.
الحب، في عصر التواصل الاجتماعي- الانفصال الاجتماعي صار افتراضياً: أنت تفترض أنك تحب فتطرح مشاعرك مثل أي سلعة في سوق شعبوي، قابلة للغش.
لكن، من مخاطر هذا الحب هو عندما تبذر بقبلك بلا طائل، إذ من مخاطر التقبيل أن تتبدد قبلاتُكِ في الفضاء الأزرق مثل غيوم صيفية. ومن مخاطر التقبيل، حتى أثناء القبل الحقيقية، أن شريكك سيصاب بخيبة أمل مفاجئة، مثل أي ذبحة صدرية، عندما يكتشف أنك لا تجيد التقبيل، أو أن أسلوبك في التقبيل عفا عليه الزمن، زمن رشدي أباظة وناتالي وود وجيمس دين ودوريس داي ويحيى شاهين وسعاد حسني، أو أن تشعر بالغثيان من رائحة فم شريكك في القبلة/الحلم، أو، كما يقول الأطباء: القبلة، خصوصاً الوقحة أكثر من اللازم، تنقل البكتيريا.  
على أن التقبيل، في نهاية المطاف، لحظة مثيرة، تنشّط الحواس كلها، ولكن ما أن تغمض عينيك، عند التقبيل، حتى تسقط وصفات الأطباء ودروس معلمي الغرام ومخرجي الأفلام.
القبلة امتحان الروح عبر الشفتين وفي عمقهما، وتحت لسان القلب.