جبهة الإصلاح خرجت منتصرة ، هكذا أخبرتنا بالأمس النائبة حنان الفتلاوي ، فى تعليقها على حكم المحكمة الاتحادية ، وكتبت على صفحتها في الفيسبوك : " إن ماحصل اليوم هو أول نصر لجبهة الإصلاح على إرادات المحاصصة التي عشّشت وتمدَّدت منذ ١٣ سنة " ، لستُ متأكداً. ما هو أمامنا نص مسرحي ، يمكن أن يخضع للارتجال وإطلاق النكات حسب تعاطف الجمهور مع الممثل ، لكنَّ المؤكد أن الفتلاوي التي كانت تجلد بصوتها كلّ من يقترب من المحاصصة وتعتبرها صمام الامان ، وان رئاسة الوزراء حق مقدس لـ" فخامته " ، وكانت صاحبة نظرية التوازن ، تعتبر أي دعوة للاصلاح ، هي مؤامرة ينفذها أصحاب الاجندات الخارجية .
في الضفة الاخرى تحدث سليم الجبوري موجهاً انتقاداته لكل من حاول ان ينتحل صفة رئيس مجلس النواب ، خاصة أولئك الذين التقطوا صور السيلفي داخل قاعة البرلمان .
لا أعتقد أن هناك من يملّ من عروض مجلس النواب العراقي ، ، بدءاً بطريقة خوض المعارك من اجل الامتيازات ، وانتهاءً بعروض سيرك العصي و " الأحذية " وقناني المياه .
والآن دعك من حديث الفتلاوي الإصلاحي ، وبكائية الجبوري على أطلال البرلمان ، وأترك جانبا ً تغريدة إياد علاوي عن اهمية القرار التاريخي الذي اعادنا الى مبدأ لاغالب في عراق اليوم سوى السياسيين وبطانتهم ، وما من مغلوب إلا ابناء هذا الشعب الذين أدركوا جيدا أن النواب جميعاً تتحدد خطاباتهم على ضوء المحاصصة الطائفية والتوازن السياسي ، فلو كانت هذه صحوتهم المفاجئة سلوكا عاما وعقيدة وقناعة راسخة في الأداء النيابي ، لما تطلب الأمر اعتصام وارتداء " الدشداشة " في الفضائيات .
ليست القضية في انتصار الفتلاوي ،أو جمع التوقيعات ضد محاصصة يسبّح بحمدها الجميع في الغرف المغلقة ، ويشتمها في الفضائيات ، لأن الكائن الذي يطلق عليه لقب برلماني عراقي والذي يظهر صارخا كلما تعرضت مصالحه الى الخطر ، سيظل هو المشكلة التي تكشف عن عشوائية السياسة في العراق.
في حلقة الامس من المسلسل السوري الشهير باب الحارة ، يقرر النمس ان يرشح للانتخابات ، ونرى الناس ترفعه على الاكتاف وهي تهتف " لا مهندس ولا حكيم نمس معتر وحديد " وأنا أنظر الى النمس ، سألت نفسي هل هناك فرق بين نمس باب الحارة وبين مئات من " النموس " الذين جلسوا تحت قبة البرلمان العراقي خلال اكثر من عشر سنوات ؟ ، لا فرق الكل يتنافس على جذب المشاهدين بكلّ ما هو مضحك وساذج .
انتصرنا .. مع تحيّات حنان الفتلاوي
[post-views]
نشر في: 28 يونيو, 2016: 07:08 م