رُغم ما يُحيطنا من أزمات إلا أن هذه الأرض لاتزال تُعطي الكثير من الخيرات والابناء ، فتتجاوز أزماتها وتتصدر لائحات الإبداع . وضمن سلسلة تجاوز التحديات تم ترشيح الأهوار ضمن التراث العالمي اليونسكو ، وتزامناً مع هذه المناسبة احتفت دار الثقافة والن
رُغم ما يُحيطنا من أزمات إلا أن هذه الأرض لاتزال تُعطي الكثير من الخيرات والابناء ، فتتجاوز أزماتها وتتصدر لائحات الإبداع . وضمن سلسلة تجاوز التحديات تم ترشيح الأهوار ضمن التراث العالمي اليونسكو ، وتزامناً مع هذه المناسبة احتفت دار الثقافة والنشر الكردية التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار بهذه المناسبة من خلال إقامة جلسة حوارية حول الأهوار العراقية وتجسيدها في السينما العراقية وذلك صباح يوم الثلاثاء الفائت في مقر الدار . وقد ضيّفت الدار المخرج السينمائي سعد نعمة وعُرض فيلمه "الفردوس المفقود" .
الجلسة افتتحتها مديرة علاقات الدار جيان عقراوي التي ذكرت" أن الأهوار العراقية منطقة سياحية مهمة ، علينا أن نُعنى بها ونعطيها حقها من الناحية البيئية والاهتمام بها كمدينة تعكس وجهة البلد السياحية ، كذلك يجب أن يتركز الاهتمام على هذه المدينة من خلال المجالات الثقافية كالافلام والمسلسلات والتصوير واللوحات والفنون والثقافات الاخرى ."
وأكدت عقراوي "أن موضوعة ترشيح الأهوار ضمن التراث العالمي اليونسكو ، يحملنا مسؤولية أكبر سواء من ناحية الاهتمام بها كمظهر سياحي يعكس صورة العراق ، أو الاهتمام بها كإرث ثقافي يجب أن نسلط الضوء عليه ، وهنا يبرز دور المثقف والفنان والانسان وكذلك المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ."
بدوره ، يذكر مقدم الجلسة الناقد السينمائي مهدي عباس "أن الاهوار العراقية وما تعرضت له من انتهاكات في زمن النظام السابق ، وما تتعرض له اليوم من أهمال هو أمر كبير وموضوع مهم جداً نستطيع من خلاله أن نجسد موضوعات فنية وثقافية نوصل من خلالها العديد من الرسائل ، فلا بد أن نُفكر دائما أن الفن ما هو إلا رسالة على الفنان أن يخلقها بشكل صحيح ويوصلها إلى المتلقي بسهولة وسلاسة ."
يضيف عباس قائلاً " فيلم الفردوس المفقود ، وهو فيلم وثائقي للمخرج سعد نعمة يتحدث عن جريمة تجفيف الأهوار وهو معادل موضوعي لتجفيف الحياة التي أرادها النظام السابق كواحدة من أساليب الضغط وفرض الهيمنة والقوة وسلب الحرية ." مُبيناً " المخرج تمكن من إدارة كاميرته لاستنطاق الحياة التي بدأت صورها بالأرض المشققة وأقدام الفلاحين والناس في الاهوار المتشققة والحياة العفوية وصدقها في تلك البقعة من الأرض التي حباها الله بالجمال ولكن فردوسها ظل مفقودا لان لا احد ينتبه اليه ."
وأكد عباس قائلاً "الفيلم حرك ما هو راكد في الحياة ليقول إن الفردوس ممكن أن يعود من جديد وتلك كانت إشارة لحركة مياه الاهوار المتدفقة في النهاية ."
من جانبه ، يذكر مخرج الفيلم سعد نعمة أن "ما قدمته كان هو حال الأهوار وكنت صادقا ولم يكن هناك متسع من الوقت لكي أصور كل الزوايا بما فيها ما كان غير مرئي من حركة المجاهدين والمناضلين ضد النظام السابق وكذلك الحياة الطبيعية والحب الذي يؤلف القلوب لأني أن أردت ذلك، فعلي أن أصور أكثر من 10 ساعات."
وأضاف المخرج قائلاً "إن كل شيء يدعوك إلى أن تعيش حالة الذهول بل أن الذي زار المنطقة حين كانت فردوسا وخاصة الأجانب الذين كتبوا عنها سيصيبهم الذهول لما آلت إليه حال الاهوار ."
وأشار نعمة قائلاً "حاولت أن أصور جانباً من أهوارنا التي وأدها نظام التجويع والترويع والحروب والمآسي التي طالت الأخضر واليابس على امتداد البلد ، حيث أعددت صوراً وحوارات قصيرة أثارت مئات الأسئلة عن الماضي القريب والحاضر المغيب والمهمش لواقع مجتمع الاهوار وحياتهم البسيطة ما بين الحاجة للماء والسمك والزرع والمشاريع المتروكة وأخرى على رفوف المسؤولين بعيدا عن التنفيذ وهكذا ."