كولومبو/ اف ب فاز امس الرئيس السريلانكي المنتهية ولايته ماهيندا راجاباكسي بالانتخابات الرئاسية التي جرت الثلاثاء، بفارق كبير عن منافسه الابرز رئيس الاركان السابق الجنرال سرات فونسيكا الذي طلب حماية «دولة اجنبية» بعدما طوق الجيش فندقه. واعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة انه بعد فرز حوالى 85% من الاصوات،
تبين ان راجاباكسي جمع 4,99 مليون صوت، اي اكثر من نصف اجمالي الناخبين الذين ادلوا باصواتهم والبالغ عددهم 9,84 مليونا، في حين جمع منافسه الابرز رئيس الاركان السابق الجنرال سرات فونسيكا 3,99 مليون صوت. وهي اول انتخابات تشهدها الجزيرة بعد الحرب الاهلية التي خاضتها الحكومة ضد «جبهة نمور تحرير ايلام تاميل» الانفصالية على مدى قرابة اربعة عقود، وقد جرت في ظل اجواء مشحونة للغاية تخللتها اعمال عنف عدة. وكان وزير الاعلام انورا بريادارشانا استبق هذه النتائج باعلانه ان الرئيس المنتهية ولايته «يتجه الى تحقيق فوز تاريخي». وزادت حدة التوتر في البلاد بعدما عمدت وحدة من الجيش قوامها ثمانون عنصرا، فجر الاربعاء الى تطويق الفندق الفخم الذي ينزل فيه الجنرال فونسيكا في وسط كولومبو. وقال المتحدث باسم الجيش السريلانكي البريغاديير يودايا ناناياكارا «لقد طوقنا الفندق»، موضحا ان هذا الاجراء اتخذ بعد ورود معلومات عن ان جنودا فارين من الجيش موجودون بين حوالى 400 شخص داخل هذا الفندق. وكانت الحكومة اتهمت فونسيكا بتشكيل ميليشيا من جنود فارين، وهو اتهام نفته المعارضة. وقال متحدث باسم المعارضة عبد الرؤوف حكيم ان هذا الانتشار العسكري هدفه «ترهيبنا او اعتقال قادتنا»، مشيرا الى ان فونسيكا يشعر وكأنه محتجز رغما عن ارادته بسبب وجود قوة من الجيش تطوق الفندق الذي ينزل فيه في وسط كولومبو. كما اكد المتحدث حصول انتهاكات عديدة لقانون الانتخابات، مشيرا الى ان المعارضة ستنشر بيانا تعلق فيه على النتائج ما ان تصدرها اللجنة الانتخابية المستقلة، من دون ان يوضح ما اذا كانت سترفض هذه النتائج ام ستقبل بها. واضاف «خلال النهار الانتخابي لم تحصل حوادث مهمة ولكن يجب النظر الى العملية الانتخابية من اولها». من جهته اعلن المتحدث باسم فونسيكا مانو غانيشان للصحافيين ان رئيس الاركان السابق يطلب حماية «دولة مجاورة» لضمان امنه. وقال المتحدث «سألتقي دبلوماسيا من بلد مجاور لتأمين سلامة سرات فونسيكا». وقبيل هذا اعلن التلفزيون الرسمي ان فونسيكا «يحضر لمؤامرة ضد انتصار الرئيس». وارتفعت حدة التوتر في الحملة الانتخابية، التي تحولت الى ساحة لتصفية الحسابات بين رئيس الدولة ورئيس الاركان السابق، الحليفين القديمين في محاربة المتمردين التاميل، بعدما تبادل الطرفان اتهامات بالتحضير لانقلاب. ويخشى في ظل هذه الاجواء من ان يطعن الفريق الخاسر بنزاهة الانتخابات ما يهدد بعودة البلاد الى الاضطراب وهي بالكاد التقطت انفاس السلام. وكانت سريلانكا اعلنت في ايار 2009 انتصارها على جبهة نمور تحرير ايلام تاميل، التي تعتبرها كولومبو والدول الغربية منظمة ارهابية، وذلك بعد نزاع مسلح استمر نحو اربعة عقود واوقع ما بين 80 الى 100 الف قتيل. وكان الرئيس ماهيندا راجاباكسي (64 عاما)، وهو قومي متشدد ينتمي الى الاكثرية السنهالية، دعا الى تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، قبل عامين من انتهاء ولايته، في محاولة منه للاستفادة من الدعم الشعبي الجارف الذي حصل عليه جراء الانتصار على المتمردين التاميل. غير ان الجنرال السابق فونيسكا (59 عاما)، الذي كان اعلى جنرال في الجيش والذي يعتبر بدوره في انظار مواطنيه مهندس هذا النصر العسكري، قضى على آمال الرئيس بتحقيق فوز سهل في الانتخابات المبكرة، عبر استقالته من الجيش في الخريف الماضي وانضوائه في صفوف المعارضة. وما كادت مكاتب الاقتراع تغلق ابوابها مساء الثلاثاء حتى شككت الحكومة بشرعية ترشيح فونسيكا. واوضح فونسيكا لوكالة فرانس برس انه لم يتمكن من الادلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية بسبب مشكلة ادارية كون اسمه لم يكن واردا على سجلات القيود التي تعود للعام 2008. غير ان اللجنة الانتخابية المستقلة اكدت الثلاثاء ان «عدم ورود الاسم على لوائح الشطب لا يعني عدم شرعية الترشيح»، في حين اعتبرت الحكومة هذا القرار «مجرد رأي» لا اكثر.