اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عصا موسى!

عصا موسى!

نشر في: 29 يونيو, 2016: 09:01 م

مَن ذا أصغى لهمس نجوى رذيس الوزراء البريطاني (ديفيد كاميرون)، وهو يُعلن إستقالته؟ ومَن ذا تذوّق طعم المرارة بين ثنايا خطابه — غير المسبوق — بعد ساعة او بعض ساعة من إعلان نتائج الإستفتاء التاريخي بخصوص خروج بريطانيا من منظومة دول الإتحاد الأوروبي؟ مَن ذاك الذي لمح دموع الخيبة والخذلان — المكابرة — يزجرها أن تُسفح علناً، لاعناً (أبو الديموقراطية) التي أوردته مورد العلقم، وأرغمته على تجرّع الكأس حتى الثمالة؟هل سنشهد عصراً جديداً يختفي فيه مصطلح الديموقراطية، كما إختفت او ضمرت قبلها عشرات المصطلحات التي تصدّرت المحافل الثقافية، وراجت عبر ألسنة المثقفين؟ كـ ( الإمبريالية) مثلا، التي تعني درجة من درجات الإستعمار؟ و (البرجوازية) التي شاعت زمناً، على ألسنة الساسة وعلماء الإجتماع. ثم سمعنا بـ ( الكولونية) و (الديماغوجية) و.. و.. لكن المصطلح الأكثر تداولا وديمومة هو مصطلح ( الديموقراطية).الديموقراطية، اعرف من أن تعرف، سيما بعد شيوع إستعمالها في العراق، حتى تهرّأت وكثرت في نسيجها الرقع والبقع واللكع من كل صنف وشكل ولون!لو كان للديموقراطية لسانٌ! لإشتكت ممن إدعى بنوتها او أبوتها زوراً وبهتاناً وإدعاءً، بعدما إتخذت انماطاً عديدة، فهي تتخذ شكل بدلة إفرنجي حيناً، او تنتحل هيئة عمامة، بيضاء او سوداء او خضراء، حيناً او تبدو على هيئة وشم على الجبين، وتتخذ احياناً ملمس محارم الورق لمسح دموع الخيبة او النوال، وقد تستعمل الديموقراطية كمنفضة سكاير، تُرمى فيها الأعقاب بعد عمليات التدخين او التدجين. كثيرا ما استعملت الديموقراطية كغطاء للمفاسد او كملعقة يُداف فيها السم بالعسل، للترويج او التنويم او الترويع، بعضهم يتخذها كـ قميص عثمان، حقٌ يُراد به باطل، البعض، يستخدمها: كشعرة معاوية، لا سبيل لقطعها، إن أرخى الخصوم العنان  ( شــد)، وإن شدّوا أرخى.أما ما يتبقى من وشل الديموقراطية فهو لا يعدو عصا غليظة يتوكأ — بضم الياء—عليها حيناً، ويهش بها على الغنم والبقر الحلوب حيناً، وله فيها مآرب أخرى في كل حين! عصا موسى، إصطلاح لغوي محضلا علاقة له بالموروث الديني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram