يكتب ريجيس دوبريه في كتابه الجديد " المفكّر في مواجهة القبائل أنّ : " الناس تدرك جيدا أنّ الخطاب السياسي الانتهازي يتعكّز على فضيلة النسيان التي يتميز بها البشر " فالحقيقة أنّ النسيان ، غفر للكثير من مسؤولينا ، جرائمهم التي صُنّفت في خانة الخطأ غير المقصود .
أنا من دارويش هذا المفكر الفرنسي. ومنذ أن اطلعت على كتاباته قبل أكثر من ثلاثين عاما ، وأنا أقرأه باستمرار ، وكنت قبل أيام أنوي الدخول في السجال القائم بين العلمانية والدولة المدنية ، بأن أستعرض آخر كتبه المترجمة إلى العربية " العلمانية في الحياة اليومية " ، لكنني والحمد لله تراجعت في اللحظات الاخيرة ، حتى لا أُتهم بأنني أُزاحم السيد نوري المالكي في مفهومه للدولة المدنية . وأما لماذا السيد المالكي ، فلا حاجة للشرح ، إنه مؤسس دولة القانون ، وباني أُسس الدولة المدنية ، وباقي الأوصاف أتركها لحضراتكم .
أعود للعجوز دوبريه الذي تذكّرته اليوم ، وأنا أقرأ عناوين الصحف لأكتشف أن أمينة بغداد لاغيرها ، قررت أن تغادر " النسيان " وتذهب لافتتاح الشارع الرابط بين ساحة الفردوس وشارع أبو نؤاس .
يا سادة شارع بلا حواجز ، هذا أقصى ما تتمناه امانة بغداد ، وأقصى ما نُفرح به جماهير العاصمة التي ظلت ساهرة لتعرف نتيجة المباراة بين كتائب " الإصلاحيين " وفيالق الشرعيين ، انسوا أنّ الأُمم المتحدة أصدرت أمس بياناً تؤكد فيه أن عدد النازحين داخل العراق بلغ أربعة ملايين مُهجّر ، وتعالوا نصفّق لمحافظ بغداد علي التميمي الذي طبّق المثل الطريف " تريد أرنب أُخذ أرنب تريد غزال أُخذ أرنب " فبدلاً من أن يخبرنا أين ذهبت أموال مشروع صقر بغداد ، نبَّهنا سيادته مشكوراً ان هناك 12 ألف حادث مروري .
في بلاد الرفاهيات الحديثة قامت قيامة البلاد ، لأنّ وزيراً عيَّن في مكتبه موظفا كان قد اتهم في السابق بقضية رشوة قديمة لكنّ المحكمة برأته في ما بعد ، هكذا هبّت العاصفة، إذ كيف يمكن الوثوق بوزير عُيّن موظفا كان متهماً بقضية رشوة في مكتبه، لم يخرج الوزير الكوري الجنوبي على الناس ويقول لهم بأن الإعلام منحاز وينفّذ أجندات خارجية ، فقط اكتفى الرجل بأن اعتذر من الشعب ووضع استقالته تحت تصرّف الحكومة.
الذين ينتظرون من محافظ بغداد أن يعتذر عن جريمة صقر بغداد يعانون للأسف من سذاجة واضحة مثل جنابي ، لا يزالون يؤمنون بأن الاحزاب الدينية التي حكمتنا ، ظُلمتْ ولم يسمح لها بتنفيذ مشروعها لتطوير بغداد وجعلها أفضل من زرق ورق دبي ،. السيد علي التميمي عبرعن مفهومه للدولة المدنية ، عندما فاخر بأن مشروع صقر بغداد ، لم يُقدّم ضحايا بحجم ضحايا الحوادث المرورية !
بغداد بدون الصقر !!
[post-views]
نشر في: 29 يونيو, 2016: 07:04 م
جميع التعليقات 4
محمد سعيد
في العراق نعيش خدعه لما اطلق عليه الديمقراطية , والكل يهلل لما اعطي من تمدد رغم غياب اصوليات الديمقراطية الحقه وان تداس بالأقدام ولا منقذ لها .... والمثال الصارخ في هدر الديمقراطية تجلي مثلا في حجب بث البغدادية رغم الاختلاف او القبول في سلوكها,
أبو أثير
لو وضعنا فضيحة صقر بغداد ومنفذها خادم بغداد علي التميمي تحت طاولة المسألة الحسابية النزيهة لتوصلنا الى ...... لوفرضنا أن في بغداد العاصمة وحدها مليوني سيارة أجبرت على مالكها بأن يدفع 15000 خمسة عشر ألف دينار عراقي لباج التصوير زائدا تصوير المستندات المطل
alwansaad
قد يعتقد البعض ان الافتتاح هو لشارع رئيسي بطول عدة كيلومترات لكن الحقيقة ان الافتتاح هو لتوصيلة طولها بحدود مائة الى مائتا مت لااكثر !
هلال سلمان
الاخ علي حسين المحترم اقترح رفع الاعلام العراقية وباي حجم كان من قبل المواطنين وتعليقها في واجهة بيوتهم وكل في منطقته ان هذه الفعالية رغم بساطتها الا انها ذات مدلول كبير. علما انها كانت تجري في العراق بعد ثورة 14 تموز اضافة الى ان العدبد من شعوب العا