"بالرغم من وجود روابط أسرية ثمينة في مجتمعنا متمثلة بتقديم العون المادي للاخ أو الأخت ، تبقى عزة النفس كبيرة وغالية عند الأغلب من المحتاجين"، هكذا وصفت فريال (مطلقة ولديها طفل) حالها وحاجتها الحقيقية من برنامج شبكة الحماية الاجتماعية. فريال ترى أن ال

"بالرغم من وجود روابط أسرية ثمينة في مجتمعنا متمثلة بتقديم العون المادي للاخ أو الأخت ، تبقى عزة النفس كبيرة وغالية عند الأغلب من المحتاجين"، هكذا وصفت فريال (مطلقة ولديها طفل) حالها وحاجتها الحقيقية من برنامج شبكة الحماية الاجتماعية. فريال ترى أن المبالغ التى تحصل عليها من هذا البرنامج تعطيها الأمل والاطمئنان خاصة انها تسد بعض حاجياتها وولدها، إلا أنها والآلاف من المستفيدين من رواتب الرعاية الاجتماعية يشكون عدم انتظام توزيع الرواتب التي تتأخر، خاصة في الأشهر الماضية ، وها هو العيد على الابواب وأغلبهم لم يتسلم المبلغ المخصص له في البرنامج.  

مناشدة رئاسة الوزراء
وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ناشدت رئاسة الوزراء الضغط على وزارة المالية بغية اطلاق المبالغ المخصصة للدفعة الثانية من إعانة الحماية الاجتماعية للعام الحالي. الوكيل الأقدم للوزارة فالح العامري ذكر في تصريح صحفي ان الوزارة ومن خلال هيئة الحماية الاجتماعية اكملت استعداداتها كافة لإطلاق الدفعة الثانية من اعانة الحماية الاجتماعية. مردفا: الا ان وزارة المالية اعتذرت عن تأمين كامل مبالغ الدفعة ما ادى الى تأخر اطلاقها.
واضاف العامري: ان هيئة الحماية الاجتماعية سبق وان حددت إطلاق دفعة الإعانة الاجتماعية كل شهرين بدلا من ثلاثة اشهر وحددت الاول من حزيران موعدا لاطلاق الدفعة الثانية للأشهر (نيسان وايار وحزيران). لافتا: الى ان وزارة المالية لم تقم حتى الآن باطلاق المبالغ المخصصة للدفعة والبالغة بحدود (218) مليار دينار. مبينا: ان الوزارة ارسلت كتبا الى رئاسة الوزراء والأمانة العامة لمجلس الوزراء لإطلاق مبالغ الدفعة .

الإعانات خط احمر
واوضح الوكيل الأقدم للوزارة : ان مكتب رئيس الوزراء فاتح المالية لاطلاق المبالغ لكنها لم تقم بأي اجراء لتزويد هيئة الحماية بالمبالغ المخصصة للدفعة الثانية بحجة عدم توفر الأموال اللازمة. متطرقا الى : ان وزارة العمل تود ان تذكر وزارة المالية ومجلس النواب الذين اكدوا ان رواتب الحماية الاجتماعية خط احمر ولكنها اصبحت الآن خطا اخضر. محذرا من تحول آلام شريحة الفقراء من المجتمع الى غضب شعبي لاتحمد عقباه حسب وصفه.

مستوى خط الفقر
واسترسل العامري: ان الوزارة تتعهد بمواصلة اتصالاتها مع الجهات ذات العلاقة لحين تأمين كامل المبلغ على اعتبار ان الوزارة تتعامل مع مستوى الفقر لعموم العراق ولايمكن تجزئة اطلاق الرواتب. موضحا: ان الوزارة حريصة على وضع كافة الحقائق امام الرأي العام أولا بأول. داعيا: الدوائر والاقسام كافة الى دعم هيئة الحماية الاجتماعية نظرا لما تقوم به من عمل انساني في مساعدة الفئات الفقيرة والمستضعفة وجهودها في الوصول الى العوائل الأشد فقرا في الأحياء والنواحي وذلك لكونها ركنا أساسيا من أركان الوزارة.

العيد والمعونات الاجتماعية
الحال المعيشي للكثير من المستفيدين من اعانات الرعاية الاجتماعية يجعلهم ينتظرون موعد التوزيع بفارغ الصبر خاصة في هذه الايام وقرب عيد الفطر.
ماهر حميد يقول: لقد نفد صبر الناس من كثرة التأجيل والمماطلة في اطلاق الاعانات. مشيرا الى :ان اكثر المستفيدين يعانون من مستوى معيشي متدهور. لافتا الى: ان اغلبهم غير قادر على العمل ، هذا ان وجد عمل.
أما عمار الأسدي فقد بين في حديثه : للأسف لم تعد الحكومة معنيّة بأمور وأحوال الشعب خاصة الفقراء منهم. منوها الى :ان المستفدين من تلك المعونات ينتظروه بفارغ الصبر من اجل سد احتياحتهم. خاصة ونحن على اعتاب العيد. متطرقا الى: نفاد صبر الكثير منهم في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة والأزمة الاقتصادية التي اوقفت الكثير من الاعمال.  

فوضى الإدارة المالية
استاذ الاقتصاد في الجامعة المستنصرية الدكتور سلمان داود العزاوي تحدث عن الفوضى الاقتصادية في ادارة قطاع المالية والاقتصاد ، مبينا في حديثه لـ(المدى): ان هناك العديد من القطاعات التي تعطى لها الأولوية في تأمين المستحقات المالية في الظروف الطارئة خصوصا في الظرف الحالي للبلاد ، منها دور وزارة الدفاع المتمثل بتجهيز الاسلحة والعتاد وغيرها من الامور. مسترسلا: كذلك وزارة الصحة لغرض تأمين الدواء وتوفير المستلزمات الصحية في المؤسسات الحكومية. ووزارة التجارة: لغرض تامين مفردات البطاقة التمونينية التي ينتظرها الكثير من الفقراء.

الإصابة بالشلل النصفي
وأشار العزواي  الى: أهمية تأمين الرواتب للفئات الاكثر ضرراً في المجتمع وهي المعونة الاجتماعية التي تقدم للفقراء والمعوقين والأرامل والأيتام والعاطلين عن العمل. مشيرا الى: أن جميع هذه القطاعات مصابة بالشلل النصفي اذ نشاهد عدم توفير الدواء وهناك نقص كبير في هذا المجال كذلك تأخر مفردات البطاقة التموينية لأكثر من خمسة اشهر. مستدركا: والآن التأخير الحاصل في دفع مستحقات رواتب الرعاية الاجتماعية وهذا يدل على الفوضي في التخطيط المالي لشؤون البلاد.
واكد استاذ الاقتصاد في الجامعة المستنصرية: أن هذه السياسات ستاتي بنتائج عكسية في حال عدم اعطائها الأولوية للمرحلة الحالية والقادمة. لافتا: الى التوجه الحكومي الذي يشير الى أن ترك الحال كما هو بذريعة الأزمة المالية التي تعرضت لها البلاد. مشددا على: اهمية ايجاد الحلول وهي كثيرة للخروج من الأزمة الحالية. مؤكدا على :اهمية توزيع معونات الرعاية الاجتماعية في اقرب وقت .

الخوف من قطعها
المواطن سرمد محمد – ضرير- تحدث لـ(المدى) عن اهمية المعونات الاجتماعية التي يتقاضها واشكالية تأخرها بين آونة واخرى قائلا: اعيش على هذة المعونة لسد متطلباتي الشخصية من الأدوية. مشيرا الى الوضع المادي الصعب الذي تمر به عائلته. منوها: ان هذه المعونة باتت جزءا اساسيا في تنظيم حياته وسد احتياجاته. مستدركا: لكن مشكلة عدم انتظام تسلمها أضرني بشكل كبير أثر على وضعي النفسي وزاد القلق والخوف من عدم تأمين دفعها من قبل الحكومة في الفترة المقبلة الأمر الذي سيزيد معاناة المستفدين منها.

مرتّبات مجلس النواب
في حين تقول المواطنة  رسمية خلف لـ(المدى): منذ مدة سجلوا اسمي في المعونة، وتسلمت مرة واحدة . مضيفة: منذ العام الماضي لم اتسلم المعونة وكلما راجعت الدائرة يخبروني بعدم وجود تخصيصات مالية. موضحة: ان الكثير ممن يتسلمون المعونة يتمتعون بمورد مالي آخر الأمر الذي تسبب بزيادة الاعداد وارتفاع الارقام والمبالغ المخصصة لهذا الشريحة.
اما الحاج كاظم مزهر فقد تذمر من الحال الذي يمر به والانتظار الذي طال اكثر من اللازم من اجل تامين مبالغ الرعاية الاجتماعية. متسائلا: هل تستطيع الحكومة تاخير دفع مرتبات مجلس النواب؟ داعيا الى :ضرورة ايلاء هذه الشريحة الرعاية والدعم فقد نالوا من الاهمال والتهميش الكثير.

التكافل والتضامن الاجتماعي
قحطان عبدالجبار -باحث اجتماعي- يرى في حديثه لـ(المدى) أن  برنامج الحماية  الاجتماعية هي الوسيلة الاساسية في تحقيق التكافل والتضامن الاجتماعي وتوفير معونة مادية بسيطة. متابعا: بالتالي فإنه موجه نحو تخفيف الأعباء الحياتية والمعيشية عن كاهل المواطنين الاكثر حاجة إليها بما يجنبهم حالات العوز وسوء الاحوال. مبينا: ان  الهدف الأول من هذه المعونة هو التكافل والضمان الاجتماعي في المجتمع ورفع المعاناة  عن الشرائح الفقيرة.

هل هي حرب نفسية ؟
واشار عبد الجبار الى الدور الكبير الذي لعبته وزارة العمل من اجل استفادة اكبر عدد من المعوزين من برنامج الرعاية الاجتماعية. منوها الى استفادة مئات الآلاف من الفقراء والمعاقين. لافتا الى ان المؤسسات المعنية وضعت برامجها وخططها  حسب مفاهيم ورؤى تضامنية. مستدركا: لكن ما يقلق هو آلية الدفع وتأمين المبالغ في كل دفعة  حتى تحول الامر من الرعاية الاجتماعية الى الاهانة الاجتماعية.
 وتساءل الباحث الاجتماعي: هل يعقل ان تناشد وزارة العمل رئاسة مجلس الوزراء من اجل اطلاق مبالغ الرعاية الاجتماعية والتي سبق وان اعلنت الحكومة انها خط احمر. مضيفا: ان البعض من الناس صور الامر على انه حرب نفسية ضد شرائح معينة من الناس. داعيا الى اهمية ايلاء هذه الجانب الاهتمام الكبير فهو يخص شريحة كبيرة من العراقيين.   

من يفكر بنا ؟
المواطن عبد صالح حسون - 57 عاماً - يقول لـ(المدى) ان هموم المواطن بدات تاخذ مجالا اكبر في حياتة حتى اخذ الوضع ينحدر من سيئ الى اسوأ. مشيرا الى فقدان  الخدمات ومشكلة الادوية ،خاصة للامراض المزمنة، التي اخذت تختفي من المستشفيات والتي رفعت اسعارها دون تقديم خدمات. لافتا الى الجانب الاهم وهو البطالة وارتفاع الاسعار في كل قطاعات الحياة خاصة ايجار البيوت.  
المواطن تساءل: ترى من يهتم للفقير اذا كانت الدولة غير معنية به. لافتا الى ان مبلغ الرعاية الاجتماعية الذي يتقاضاه كفيل بسد بعض احتياجاته من الادوية فهو يعاني من ضغط الدم والسكري.  

تحول الزيادة الى تأخير
اما المستفيد من برنامج الرعاية الاجتماعية جبار خلف محيسن فقد تساءل : سمعنا قبل فترة وعلى لسان الوزير محمد شياع السوداني عن زيادة المخصصات المالية لشبكة الحماية الاجتماعية بنسبة 50% . مستدركا: لكن الذي يبدو ان الزيادة تحولت الى تاخير دفع المستحقات المالية للمستفيدين.
اما المواطنة بشرى صلاح –أرملة- فذكرت : كل هذه الوعود التي تطلق غير صادقة. مشيرة الى ان وضع الكثير من الشرائح المستفيدة من المعونات صعب. لافتة: اذا كانت الحكومة غير قادرة على توفير اعانة لاتتجاوز 200 الفد ينار بالشهر فكيف ستؤمن بقية التزاماتها خاصة المرتبطة بحياة الناس.

أكثر من 400 ألف اسرة
"المدى" اطلعت على مقدار الأسر المستفيدة من برنامج شبكة الحماية الاجتماعية والتي تقدر بـ (400) الف اسرة واكثر حسب البيانات الصادرة من وزارة العمل التي اشارت الى حصول زيادة كبيرة في معدل الاستفادة من هذا البرنامج بسبب الوضع المعيشي الصعب  للعديد من العوائل وانضام العديد من الذين تضرروا من سيطرة تنظيم داعش على مدنهم وعلى عدد من محافظات البلاد.
الخبير الاقتصادي عبد العزيز حسون اختصر حديثه بالقول:  ان برنامج شبكة الحماية والاجتماعية وتامين مبالغها هو ليس بالخط الاحمر فقط مثلما اشار اليه. مؤكدا: انما هو احد الاولويات الهامة لأية حكومة. مطالبا بأن يكون هناك وعي حكومي كبير لهذه القضية الانسانية التي تهم شرائح كبيرة من المجمتع العراقي الذي يمر بظروف صعبة في كل قطاعات الحياة.

فتح أبواب الشمول
المدير العام لدائرة شؤون المرأة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عطور حسين الموسوي  اوضحت ان الدائرة والمراكز التابعة في بغداد تسلمت اكثر من (10) الاف معاملة للنساء من اجل الشمول برواتب الحماية الاجتماعية منذ فتح ابواب الشمول من 10/4/2016 لغاية 2/6/2016 حيث تسلم قسم الرصافة (4883) معاملة وقسم الكرخ (4000) معاملة  وقسم الصدر (1511) معاملة.  واوضحت الموسوي ان آلية التسجيل على اعانة الحماية الاجتماعية تتم من خلال استمارة مثبتة على الموقع الالكتروني لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وعند استكمال استلام المعاملات من قبل المراكز يتم اعطاء المتقدمين كارتات خاصة بالمراجعة. مسترسلة: يتم البدء بالمرحلة الثانية وهي البحث الاجتماعي من خلال اعطاء الباحثين الاجتماعيين عناوين المتقدمين.

الأشد فقراً لها الأولوية
 واشارت المدير العام لدائرة شؤون المرأة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ان اهم مزايا قانون الحماية الاجتماعية الجديد هو استهداف الأسر والأفراد الفقراء كافة.  مسترسلة: دون النظر الى الحالة الاجتماعية للفرد بهدف توفير حياة كريمة لهذه الأسر من المعوزين. لافتة: أن هناك درجات للفقر محددة لدى هيئة الحماية الاجتماعية وتكون الأفضلية للأسر الأكثر فقرا وبالتدريج لتكون لهم الأولوية في إعطاء الإعانة الاجتماعية.