أكدت صحيفة بريطانية متخصصة بالشؤون الاقتصادية، أمس الجمعة، أن إيران تعد العراق "أقرب حليف" لها في الدول العربية، وسوقاً كبيرة لتصريف منتجاتها المختلفة، وفي حين بيّنت أن طهران تسعى لجعل شركائها الأوروبيين يعتمدون عليها للعمل بالعراق لقدرتها على تنفذ ع
أكدت صحيفة بريطانية متخصصة بالشؤون الاقتصادية، أمس الجمعة، أن إيران تعد العراق "أقرب حليف" لها في الدول العربية، وسوقاً كبيرة لتصريف منتجاتها المختلفة، وفي حين بيّنت أن طهران تسعى لجعل شركائها الأوروبيين يعتمدون عليها للعمل بالعراق لقدرتها على تنفذ عمليات تجارية فيه بـ"نحو أفضل"، كشفت عن تصدير إيران للعراق بضائع قيمتها ستة مليارات و200 مليون دولار خلال السنة الإيرانية الماضية.
وقالت صحيفة الفاينانشيل تايمز The Financial Times البريطانية، في تقرير لها اليوم، تابعته (المدى برس)، إن "إيران ترى في العراق المجاور لها كأقرب حليف لها في العالم العربي، وكسوق كبيرة لبضائعها من الحليب الطازج إلى المضادات الحيوية والسمنت"، مشيرة إلى أن طهران وبغداد تحولتا من عدوتين قبل 2003، إلى حليفتين بعد سقوط نظام صدام إذ تقاربت علاقتهما أكثر فأكثر" .
ونقلت الصحيفة، عن رئيس غرفة التجارة الإيرانية – العراقية المشتركة، يحيى علي اسحاق، قوله إن "العراق يحتاج إلى كل شيء ما يجعله أفضل سوق لتصريف البضائع الإيرانية".
وذكرت الـF.T، أن "الحركة التجارية لإيران مع العالم العربي بقت إلى حد كبير مقتصرة على العراق، في حين تعد دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعد أكبر مركز تجاري في المنطقة، الوجهة الأولى للبضائع الإيرانية التي يعاد تصديرها لدول أخرى" .
وأضافت الصحيفة، أنه على الرغم من أن "مسؤولين ومحللين في طهران يقولون إن معدلات الأمن العالية في إيران وتنوعها الاقتصادي وقواها العاملة المثقفة، قد تجعل منها ممراً تجارياً جديداً وسط منطقة تكتنفها الأزمات، فإن الآمال بتحقيق روابط اقتصادية أفضل ستبقى رهينة صراعات القوى والتوترات السياسية". وأكد رجال أعمال في طهران، وفقاً لـF.T، أن "إيران لم تعد فقط سوقاً لمواطنيها البالغ عددهم 78 مليون نسمة، بل يفترض أن تكون سوقاً لأكثر من 300 مليون نسمة بفضل موقعها الجغرافي الذي يسمح لها الوصول إلى دول عربية في الجنوب والغرب، وإلى آسيا الوسطى شمالاً، وأفغانستان وباكستان شرقاً" .
وأوضح رئيس غرفة التجارة الإيرانية – العراقية المشتركة، أن بإمكان "إيران أن تضع نفسها كممر للعراق"، عاداً أن "إيران يمكن أن تعمل مع شركائها الأوروبيين غير المتأقلمين مع السوق العراقية والمتخوفين من الوضع الأمني فيها، لتجعلهم يعتمدون عليها لأنها تتمتع بروابط ومشتركات تاريخية وثقافية مع العراق وتستطيع تنفذ عمليات تجارية فيه بنحو أفضل ."
وأكدت الصحيفة، أن "مجموع الصادرات الإيرانية غير النفطية خلال السنة الإيرانية الماضية التي تبدأ من 20 آذار، التي بلغت بحدود 42.4 مليار دولار، ذهب منها 6.2 مليار دولار للعراق، ونحو 4.9 مليار دولار من قيمة البضائع غير النفطية قد تم إعادة تصديرها عبر الإمارات العربية المتحدة".