اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا يتنصّل الادّعاء العام عن مسؤوليّته؟

لماذا يتنصّل الادّعاء العام عن مسؤوليّته؟

نشر في: 1 يوليو, 2016: 06:37 م

في جلسة دار حوارها حول قضية "مشروع صقر بغداد"، ورد ذكر جهاز الادّعاء العام. تساءل أحد الزملاء: أليس من واجب جهاز الادعاء التحقيق في هذه القضية؟.. وفي الحال ردّ زميل آخر بالسؤال: وهل يوجد لدينا جهاز للادعاء العام؟.. كنت أظن أنه موجود في مصر فقط!
الزميل الثاني كان يتهكّم بطبيعة الحال، لكنّ تهكّمه ليس من دون أساس.. حقاً نحن هنا لا نشعر بدور ملموس لجهاز الادّعاء العام، بخلاف ما هو جار في مصر التي للنيابة العامة فيها حضور قويّ يوازي حضور سائر أجهزة السلطة القضائية، وبخاصة المحاكم.
قانون السلطة القضائية المصري يصف جهاز النيابة العامة بأنه: منظمة متخصصة تمثّل المجتمع وتنوب عنه في مطالبة القضاء بالتطبيق الصحيح لأحكام قانون العقوبات وتوقيع الجزاء الجنائي على المتّهم؛ وذلك بمباشرة الدعوى الجنائية التي تحتكرها لنفسها. وهي وحدها من لها أن تباشر الدعوى الجنائية ومتابعة سيرها أمام القضاء حتى يصدر فيها حكم نهائي بغرض ضمان التطبيق الصحيح لقانون العقوبات، فالعمل على التطبيق الصحيح للقانون هو الغاية الأساسية لوجود النيابة العامة، سواء كان ذلك بالتمسّك بإدانة المتّهم أو التمسّك ببراءته، وإنها لا تملك الحق في عدم تحريك الدعوى الجنائية، ولا الحق في عدم رفع الدعوى إلى القضاء ولا الحق في وقف أو تعطيل سير الدعوى الجنائية في غير الأحوال التي أجاز فيها القانون ذلك.
أفترض أنّ هذا الكلام ينطبق أيضاً على جهاز الادّعاء العام لدينا، لكننا لم نلحظ يومياً أنّ جهازنا يبادر إلى تحريك الدعاوى ومتابعتها بوصفه ممثلاً للمجتمع (هل قانون السلطة القضائية لدينا لا يمنح الجهاز مثل هذه السلطة؟)... يبدو جهاز الادعاء العام في أذهاننا في صورة البيروقراطي المحافظ والمتحفّظ بوجه قاسي القسمات، ليس في رأسه ذهن يفكر ولا في صدره قلب يعتصره الألم بسبب كمّ ونوع الجرائم المُرتكبة في حق المجتمع والدولة.
يوم الأربعاء الماضي فاجأتنا المستشارةُ القانونية في الجهاز فاتن محسن بالقول إن قضية الموصل (وقوعها في أيدي داعش وتداعياته) هي "من الجرائم العسكرية، وتمّ التحقيق فيها من قبل مكتب القائد العام للقوات المسلحة، وتمّ تشكيل مجالس تحقيقية بهذا الشأن وإحالة قادة ميدانين إلى المحاكم العسكرية"، لافتة الى أن "القضاء المدني لا علاقة له بهذا الموضوع، وهي من اختصاص القضاء العسكري ودائرة المستشار القانوني ومديرية الادعاء العام العسكري ومحكمة التمييز العسكرية".(السومرية نيوز(.
هذا أمر أعجب من العجيب!.. أن تُعامل قضية احتلال الموصل بوصفها جريمة عسكرية فحسب، أي قضية فرار من ساحة المعركة وعدم الالتزام بالقوانين والضوابط العسكرية. لكن ماذا عن مئات المدنيين الذين قُتلوا؟.. ماذا عن آلاف النساء اللائي سُبينَ واغتصبنَ؟ وماذا عن ملايين الناس الذين نزحوا من مدنهم وديارهم وواجهوا الويلات؟.. لماذا تُعمى عيونُ جهاز الادّعاء العام عن هذا كله، ولا يرى غير الجانب العسكري، فلا يبادر إلى تحريك الدعاوى ضدّ من تسبّب فيها هذا كله؟. والمتسبِّب ليس داعش وحده وإنما القيادات السياسيّة والعسكريّة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    أستاذ عدنان حسين العصابة المقبورة في زوو الخضراء هي ليست بحاجة الى تفعيل الأدعاء العام المهم جدا بالنسبة لهم عندهم قاضي مخضرم الى الأبد وهو مدحت المحمود الذي تجاوز حتى ارذل العمر محبس بيد الحبربش وزعيم الحبربش الحقيقي نوري بابا الطويريجي زعيم دولة الفافون

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram