في محاولات جادة لحماية ما تبقى من الآثار العراقية والإرث الحضاري ، وخاصة بعد ما تعرضت له آثار العراق من انتهاكات من قبل قوات داعش الإرهابية ، رُشحت الأهوار العراقية للانضمام إلى لائحة التراث العالمي اليونسكو . وقد تظافرت الجهود الثقافية العراقية والع
في محاولات جادة لحماية ما تبقى من الآثار العراقية والإرث الحضاري ، وخاصة بعد ما تعرضت له آثار العراق من انتهاكات من قبل قوات داعش الإرهابية ، رُشحت الأهوار العراقية للانضمام إلى لائحة التراث العالمي اليونسكو . وقد تظافرت الجهود الثقافية العراقية والعربية من أجل دعم هذا الترشيح ، ومن بين المؤسسات التي أعلنت دعمها كان الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق ، حيث أقام جلسته الخاصة بدعم ترشيح الاهوار للائحة التراث العالمي صباح يوم الاربعاء الفائت في قاعة الجواهري وبحضور مدير دائرة التراث في هيئة الآثار العراقية .
قدم الجلسة الكاتب حسين الجاف قائلاً : "نحن اليوم في ضيافة هيئة الآثار العراقية ، من أجل دعم مشروع ضم الأهوار إلى لائحة التراث العالمي لليونسكو." مُبيناً "لو عدنا للتأريخ سنجدها من جملة الأنعام التي حظي بها التارخ العراقي ، فهو كان دائما مورد العلم والعلماء وهو يمتلك الكثير من الثروات من بينها ثروة الأهوار التي نأسف إن قُلنا أننا لحد الآن لم ندرك قيمتها لا التأريخية ولا الحضارية ولا السياحية ."
وأضاف الجاف "هذه الأصبوحة مخصصة للحديث من قِبل الأستاذ إياد كاظم داوّد ليبصرنا بجهود الوزارة لدعم الحملة كونه من المختصين بهذا المجال ." مؤكداً أن "اتحاد الأدباء واحد من المؤسسات التي وجدت من واجبها دعم هذا المشروع خصوصاً لمنطقة الأهوار التي كانت مرابع صبا كلكامش ومراتع صيده عندما كان يبحث عن زهرة الحياة ."
وقبل الحديث عن تفاصيل المشروع ، قرأ الأمين المالي والناطق الاعلامي باسم الاتحاد عمر السراي بيان الاتحاد بشأن مشروع ضم الأهوار العراقية للائحة التراث العالمي ، حيث ذكر "خفف الوطء فأرضك حضارة ، على هذه الارض وفي قلبها النابض ، صنع الطين اسطورة من نزق الكلمة الاولى التي جاء بها السومريون والاكديون والبابليون والآشوريون للبشرية ، حيث انطلقت الاشجار لتعزف الموسيقى ، فالغناء أمل الوطن المترقرق مع كل موجة في ارض العراق الذي انجب النهرين ليولداه النهار الدائم ."
واضاف السراي "من عبق اأهوار الصادقة في ميادين الصفاء ينطلق الاتحاد منادياً بصوت رخيم هاتفاً بالأمم التي أشار إليها تراب الرافدين مطالبا بضم هذه الآثار إلى لائحة التراث العالمي ، وهذا النداء مشروع من رحم التارخ الثقافي العراقي ." مؤكداً أن "منح العراق لهذه السمة حماية لمائِه من التصحر ، وضمانا لحصصه المستلبة من الأطماع ، فضلا عن العناية الدولية لمناطق تمثل العقل المنير في مراحل تطوره الاولى ، فبلدنا بحاجة لحماية من الاعتداءات خصوصا بعد خسارتنا جزءاً مهماً من آثار العراق بسبب ارهاب داعش ، لهذا ندعو الدول الاعضاء في اليونسكو للتصويت خلال اجتماعهم في تموز المقبل في تركيا ، من اجل الموافقة على هذا المشروع ، كما نطالب بدعم العالم كله مناشدين الحكومة بضرورة التصدي وتوفير البيئة المناسبة لهذا المشروع من خلال حمايتة واجتذاب السائحين ، وجعل هذه المناطق تحت سلطة شركات عالمية كما نشدد على عدم التسامح في تغيير سمة الوطن عن طريق مسميات مدنه ."
بدوره ، تحدث مدير دائرة التراث العالمي في هيئة الآثار العراقية اياد كاظم داود حول آلية الانضمام لهذه اللائحة قائلاً "اهوار جنوب العراق الموضوع عنها طويل وشامل ، حيث تبنت وزارتا الثقافة والبيئة هذا الموضوع ، فالتراث مهم لا غنى عنه وهو مسؤولية الأجيال القادمة ، كما انه ملك لكافة الشعوب ، هنالك مناطق اخرى كثيرة مرشحة للادراج ضمن هذه القائمة منها مقبرة وادي السلام ، ومنطقة غطاء دجلة والقشلة والمدرسة المستنصرية وتلك المناطق البغدادية القديمة ، اضافة الى 45 موقعا اثريا وجدت في الأهوار بعد تجفيفها ." مؤكدأ "إلا أن اهمية منطقة الأهوار هي التي رشحتها لنيل هذه الميزة بالدرجة الاولى إضافة إلى أهميتها الاجتماعية والاقتصادية والدينية والثقافية ."
وأضاف داود "أن مفهوم التراث العالمي هي المعالم التي تقوم لجنة التراث العالمي بدعمها وتشجيعها وإدراجها ضمن لائحة التراث العالمي وهي على نوعين : الاول الطبيعة المتألفة من تشكيلات بايولوجية وفيزيائية والتي لها أهمية استثنائية والنوع الثاني يشمل الآثار والأعمال المعمارية واعمال النحت والنقوش." ذاكراً أن "إعداد ملفات الترشيح يأخذ جانبين الطبيعي والثقافي كما ذكرنا ، حيث يجب أن تكون هذه الآثار امتيازا لبلد معين دون آخر ، وبالبداية تقدم لائحة اولية ويكون التقديم لطلب الضم بشكل نظامي وغير عشوائي ، والترشيح يبدأ اولا باستخدام القائمة المؤقتة وهي مهمة فبدونها لا يتم الترشيح وبعد اعتمادها يتم اعداد القائمة التمهيدية ، ليشكل فريق وطني مع خبراء ليتم اعداد المشروع ."