TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ماذا يُريد أصحاب الاستعراض؟

ماذا يُريد أصحاب الاستعراض؟

نشر في: 2 يوليو, 2016: 07:05 م

في العام 2004 قرّرتِ اليابان ، إرسال جنود إلى العراق  ، كانت  مُهمّة هذه الفرقة العسكرية مساعدة المدنيين وتقديم الخدمات للذين قست عليهم الحرب  ، في ذلك الوقت انبرت الأقلام   " المناضلة " تهاجم حكومة طوكيو  ،حتى أنّ إحدى الصحف الأردنية نشرت مقالا بعنوان " الغزو الياباني للعراق " ذكرنا فيه صاحب المقال بعجزه اليابان عن تحرير أراضيها من المحتل الاميركي .
لدى وصول  الفرقة اليابانية الى العراق ، رأى فيها البعض عدوا شرسا فقرروا محاربتة ، وبدلا من الاستفادة من خبراتها ، وجدنا من خطط لخطف الجنود ، ومبادلتهم  بالورق الاخضر ، دون ان يطرح على نفسه سؤالا  كيف استطاعت اليابان ،  بعد هزيمتها بالحرب العالمية الثانية ، ان تتحول الى دولة اخرى تواجه أعداءها بسلاح العلم ، لا سلاح التخلف والعنجهية  ، ولم تمض سنوات على هزيمتها امام " الشيطان الاكبر " حتى تحولت الى اكبر منافس للشيطان في اسواق العالم ،  نهضت اليابان من  رماد هيروشيما   لتُصبح ثاني  اقوى اقتصاد في العالم.  ولتتفوق في الرفاهية والعدالة الاجتماعية ، بينما تحولنا نحن بسبب خطابات " المجاهدين " الى  دولة لمخيمات للاجئين والمشردين ، وسجلات بعدد القتلى والمخطوفين  ، 5 ملايين لاجئ عراقي ، هو أعلى رقم منذ حطت الحرب العالمية أوزارها . وثمّة أرقام أخرى هي أرقام خزائن  الساسة السرية التي  حُوِّلت اليها أموال البلاد في وضح النهار .
تذكّرت مقال الصحيفة الاردنية ، وأنا أشاهد صوراً من البصرة  لعدد من افراد الشرطة  العراقية وهم يدوسون على العلم الامريكي ، في علم النفس هناك شئ  يسمّى " الانفصام "  كان الطبيب النفسي علي كمال مشهورا بظرافته  ،. وذات يوم دخل على عيادته صديق له ، قال انه في النهار يكره زوجته وفي الليل يشتاق لها  . فنهره  الطبيب قائلا :   انهض ، المرض النفسي لايصيب من لايملك أحساس  "
سيقول البعض: ماذا تريدُ ان تقول هل نصفّق للمحتل الاميركي ؟ لا ياسادة فالذين صفقوا للاميركان عام 2003 ، هم لاغيرهم  من يشتمون الاميركان  اليوم في الفضائيات ، ولا تصدقوا انها صحوة ضمير ، بل تغيير في بوصلة المصالح .  
يطل السياسي العراقي علينا وهو   يتحدث عن المظلومية وحق الناس بالأمن والرفاهية ، لكنه يتحول في النهاية إلى مقاول يوزع الإكراميات والعطايا والعقود على الأقارب والأصحاب والأحباب.. لا يذهب بكم الخيال بعيدا وتعتقدون أنني أقصد نواب التحالف الوطني حصرا ، لا أيها السادة لا استثناء في هذا الأمر الكل رابح.. أما الخاسر الوحيد فهو المواطن المسكين الذي ارتضى أن يصفق لسياسيين   لا يحبّون أوطانهم ، عواصمهم  ،  أنقرة وطهران والرياض والدوحة .    

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو سجاد

    كيف تصف المواطن بمسكين وهو الذي يصوت لقاتليه ماهذا الكلام ياسيدي هذا المسكين هو الذي يحيي قاتله كلما لفظ انفاسه الاخيرة كيف تصفه بالمسكين وهو الذي يكبل نفسه بنفسه وكما قال لابوسييه وانت طالما تاتي بذكره وتستشهد باقواله الشعوب هي التي تترك القيود تكبلها

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram