TOP

جريدة المدى > عام > مناقشة ثقافة آليات التفكير العربي في الملتقى الفلسفي

مناقشة ثقافة آليات التفكير العربي في الملتقى الفلسفي

نشر في: 4 يوليو, 2016: 12:01 ص

يؤكد الدكتور الناقد علي حسين يوسف ان من بين اهم المشاكل التي تواجه الثقافة العربية كيفية التعامل مع التراث الفكري الضخم الذي ورثناه والطرق التي تجعل من هذا التراث مادة مسايرة للنهضة العلمية التي يشهدها العالم دون ان يكون هناك تشويه او تحريف لهذ الارث

يؤكد الدكتور الناقد علي حسين يوسف ان من بين اهم المشاكل التي تواجه الثقافة العربية كيفية التعامل مع التراث الفكري الضخم الذي ورثناه والطرق التي تجعل من هذا التراث مادة مسايرة للنهضة العلمية التي يشهدها العالم دون ان يكون هناك تشويه او تحريف لهذ الارث الحضاري الذي يمثل هوية العرب الحقيقية .

ما قاله يوسف كان ضمن حاضرة له في الملتقى الفلسفي وحاضر فيها في آليات التفكير العربي بين السلب والايجاب والتي قدمها الدكتور سليم جوهر الذي قال ان تعقل العقل للعقل خرافة وقد حازت موضوعة العقل على اهتمام البالغ وكبير ولقد استحوذت على الأنشطة الفلسفية والفكرية من قبل المفكرين والفلاسفة والادباء وجهود علماء التربية والنفس والمنهاج ومريدي  تطوير القدرات العقلية. ويشير الى ان البحث في العقل يثير المتعة ويحمل صاحبه الى عوالم دقيقة في التبصر، وشائكة في التفكر. البحث في العقل تحدِ ومعركة وكذلك البحث في العقل هو دخول لعام صعب وشائك ولكنه يتسم بالجدة والأبداع والعطاء. البحث في العقل يعني مغادرة النمطية والأحادية. والكسل. ويبين ان مشكلة العقل صعبة وهي ذات وجهين  فلسفية ومنهجية. والحديث فيها يعني السماح للعقل .
واضاف الدكتور يوسف  ان من بين اهم المشاكل التي تواجه الثقافة العربية اليوم  كيفية التعامل مع التراث الفكري الضخم الذي ورثناه والطرق التي تجعل من هذا التراث مادة مسايرة للنهضة العلمية التي يشهدها العالم دون ان يكون هناك تشويه او تحريف لهذ الارث الحضاري الذي يمثل هوية العرب الحقيقية..ويضيف مما يزيد من قلق المثقفين العرب في هذا الجانب ان هذا الكم الهائل والمتشعب من : الافكار والنظريات والمفاهيم والمصطلحات بكل تفرعاتها الفكرية وتطبيقاتها الصناعية الوافدة من الغرب واليابان وبعض البلدان الاخرى , وما استتبعها من سلوكيات اجتماعية , وما ترتب عليها من تغيرات سياسية واقتصادية جديدة تختلف كما ونوعا عما ألفناه نحن العرب من تقاليد وافكار وعادات موروثة , مما يعقد من عملية تلقي تلك النظريات.. موضحا انه قد برزت قراءات كثيرة وحلول متنوعة لهذه المشكلة , اغلبها شخصي يمثل وجهة نظر قائليها , واخرى أيديولوجية سياسية او دينية , ومنها ما هو متأثر بالثقافات الوافدة نفسها.. ويمضي بقوله انه يمكن حصر المواقف التي تباها المثقفون العرب تجاه العلاقة مع الغرب في ثلاث اتجاهات رئيسية : يمثل الاتجاه الاول المفكرون العرب المحافظون , الذين يرون ضرورة ان تبقى الامة العربية متمسكة بتراثها وقيمها , وبكل ما ورثته من حضارتها الزاهية  ومن ثم اذا أرادت هذه الامة ان تصبح امة متطورة كالأمم الاوربية فما عليها الا ان تستلهم ذلك الماضي العريق والمجد التليد ليكون لها حافزا اساسيا في نهضتها حالها حال البلدان الاوربية التي استلهمت الروح اليونانية والرومانية في نهضتها الحاضرة. وعن الاتجاه الثاني يقول يوسف انه قد تبناه المثقفون الراديكاليون فإنه يمثل رأيا مضادا لرأي المحافظين ويرى مفكرو هذا الاتجاه ان ليس للعلم والثقافة وطن او مكان محدد فلا ضير على الامة العربية من ان تأخذ بكل ما جاءت به الحضارة الغربية لا سيما اذا علمنا بأن الدول الاوروبية المتطورة الان هي نفسها كانت في يوم من الايام تتلقف من العرب العلوم والثقافة بكل فروعها ولا مبرر هناك يسوغ الانعزال او وضع العراقيل امام دخول منجزات هذه الحضارة.. ويبين انه من الواجب ان نفيد من تطبيقاتها ونستمتع بمنجزاتها العظيمة, فهي ليست ملكا للأوروبيين فحسب وانما تمثل منجزا انسانيا عاما فهناك كثير من الامم والشعوب التي لجأت الى اقتباس هذه الحضارة حتى وان استلزم الامر احيانا استعمال لغات تلك البلدان المتطورة وترك اللغة الاصلية والتمظهر بمظاهرها الحياتية والاجتماعية.. ويتساءل لم لا تكون الامة العربية احدى هذه الامم والشعوب  وتقوم بنقل ما يكمن الافادة منه عند هذه الحضارة لتلتحق بركبها السريع وذلك افضل لها من ان تبقى منغلقة على حالها , تتغنى بأمجاد ماض سحيق قد عفا عليه الدهر؟ ويتحدث عن الاتجاه الثالث ويقول انه اتجاه معتدل وسط بين الاتجاهين السابقين ويرى اصحاب هذا الاتجاه ان كلا الاتجاهين السابقين قد تطرف في دعواه اذ ان الرجوع الى الماضي, والتمسك بكل ما فيه يمثل اسرافا في الرجعية لأن قيم الماضين ومبادئهم قد خلقت لزمان غير زماننا , وللأناس غير اناس اليوم, فمن الجهل ان نحاول تطبيق ما كان بالأمس على اليوم اذ ان وتيرة الحياة في تطور مستمر, وهي لا تعرف الوقوف عند عتبة معينة , وكل يوم يأتي بجديده.. ويمضي بقوله  اما اصحاب الاتجاه الثاني والذي نادى بالأخذ الكامل من الحضارة الغربية فقد اسرفوا ايضا في ما ذهبوا اليه , اذ ان تاريخ أي أمة او شعب من الشعوب يمر عبر زمان ومكان لا يمكن عزلهما عن تلك الأمة , فلا لا نستطيع بأي حال من الاحوال ان نفصل شعبا او امة عما تحمله من قيم وافكار وثقافة , اذ ان هذه الامور تمثل الروح التي تسري في الامم والشعوب , وتشكل هويتها الخاصة التي تميزها عن غيرها من الامم .
وبناء على ما تقدم فإن اصحاب هذا الاتجاه (المعتدل ) يرون ان من الافضل للأمة العربية في هذه الفترة الاخذ بالحلول الوسطى , فهذه الامة بما تملك من لغة وثقافة عريقتين من الممكن ان تجعلهما ملائمتين قدر الامكان لما يتناسب واوضاع عصرنا مع السعي الجاد لتغير ما يمكن تغييره بسهولة من موروثات مما لا يتناسب وطبيعة العصر الحاضر, وبالتالي ـ يرى هؤلاء ـ إن على الامة العربية  هضم روح التطور المعاصر واستيعابه , مع المحافظة على روح التراث وإعادة إحيائه واستخراج عناصر القوة فيه , مع الإفادة من الافكار والآراء الحديثة التي وفدت من الحضارة الغربية والعمل على جعلها مناسبة مع البيئة الثقافية العربية , فلا ضير من التواصل الحضاري واستثمار كل ما هو نافع ومفيد بشرط ان لا يكون ذلك على حساب الهوية العربية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram