تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما في آخر قمة يحضرها للحلف الأطلسي قبل انتهاء ولايته في كانون الثاني (يناير) المقبل، بالتزام الولايات المتحدة عسكرياً ضمان الأمن في أوروبا على المدى الطويل والدفاع عن كل الحلفاء، معتبراً في الوقت نفسه ان أميركا «ل
تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما في آخر قمة يحضرها للحلف الأطلسي قبل انتهاء ولايته في كانون الثاني (يناير) المقبل، بالتزام الولايات المتحدة عسكرياً ضمان الأمن في أوروبا على المدى الطويل والدفاع عن كل الحلفاء، معتبراً في الوقت نفسه ان أميركا «ليست منقسمة إلى الحد» الذي يراه البعض بعد إطلاق النار في مدينة دالاس والذي أسفر عن مقتل خمسة شرطيين.
وقال أوباما إن الحلف اتفق على أكبر تعزيز لقدراته الدفاعية الجماعية منذ الحرب الباردة بموافقته على نشر قوات في دول البلطيق وبولندا رداً على ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. وأضاف أن (الأمر الذي لن يتغير (هو) التزام الولايات المتحدة الذي لا يتزعزع بأمن أوروبا والدفاع عنها) .
وتأتي تصريحات أوباما على خلفية حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية والتي وصف فيها المرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب الحلف الأطلسي بأنه «عتيق»، واقترح أن يتولى حلفاء الولايات المتحدة مهمة الدفاع عن أنفسهم.
وسعى أوباما أثناء رئاسته بتوجيه مزيد من الاهتمام الستراتيجي الأميركي إلى آسيا، لكنه عاد للاهتمام بأوروبا والشرق الأوسط بفعل الصراعات في أوكرانيا وسوريا.
وصرح مسؤول في البيت الأبيض بأن أوباما أبلغ زعماء ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا بضرورة «الحفاظ على استقرار وازدهار المشروع الأوروبي»، بعد أن صوت البريطانيون للخروج من الاتحاد الأوروبي.
واجتمع أيضا زعماء الدول الخمس الكبرى في الحلف الأطلسي مع رئيس أوكرانيا بيترو بوروشينكو للتعبير عن دعمهم لكييف بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا ثم ساندت المتمردين في شرقي البلاد.
وأوضح المسؤول أن «الزعماء اتفقوا على أن أوكرانيا أحرزت تقدماً كبيراً على صعيد الإصلاحات السياسية والاقتصادية ومكافحة الفساد، لكن الأمر يتطلب المزيد من الجهد لتدعيم تلك المكاسب» وأضاف: «أكد الزعماء مجدداً على أن العقوبات (على روسيا) لن ترفع إلا بعد أن تفي روسيا بكل تعهداتها بموجب اتفاقية مينسك» في إشارة إلى عملية السلام الهشة في شرقي أوكرانيا.
من جهة ثانية اعتبر الرئيس أوباما أنه «على رغم أن الأسبوع كان أليماً جداً، لكنني اعتقد أن أميركا ليست منقسمة إلى الحد الذي يراه البعض»، مؤكداً ان مطلق النار في دالاس (لا يمثل الاميركيين من أصل أفريقي)
وينهي الحلف اليوم في وارسو، قمة استمرت يومين وضع خلالها اللمسات الأخيرة على تعزيز وجوده العسكري في أوروبا الشرقية.
وحذر أوباما أمس من مغبة التأخير في تنفيذ عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، معتبراً أن ذلك سيضر بالاستقرار المالي والأمني في أوروبا. وقال «ليس من مصلحة أحد إجراء مفاوضات طويلة وخلافية» حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، معتبراً أن العلاقات بين دول الحلف تمر بمرحلة (قد تكون الأكثر حساسية منذ الحرب الباردة) .
من جهته، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون لدى وصوله للمشاركة في القمة أن دور بلاده على الساحة العالمية لن يتراجع بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى أعلن الاتحاد الأوروبي و«حلف شمال الأطلسي» تعزيز التعاون بينهما، ولا سيما على صعيد تبادل المعلومات الاستخبارية.
ومن المقرر أن يتزود الحلف بطائرات من دون طيار مقرها في صقلية، وأن يدعم بمعلومات استخبارية العملية البحرية التي ينفذها الاتحاد الأوروبي لمكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالأسلحة في البحر الأبيض المتوسط.
وبعد عامين من قمة نيوبورت التي أقرت رسمياً الوضع الجديد في أوروبا بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم، وضعت الدول الأعضاء الـ 28 اللمسات الأخيرة على موقفها الستراتيجي الجديد في الشرق الأوروبي.
وصادق زعماء «الحلف» على نشر أربع كتائب (تضم كل منها 600 إلى ألف عنصر) في دول البلطيق وبولندا. وقال الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن (هذه الكتائب ستكون ضخمة ومتعددة الجنسيات (...) وأي هجوم على أحد الحلفاء سيعتبر هجوماً ضد الحلف بكامله)
وستكون تلك الكتائب تحت إشراف الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وكندا، وهي الدول التي توفر العديد الأكبر من القوات، مع مشاركة على نطاق أضيق لبلدان أخرى في الحلف مثل فرنسا وبلجيكا (150 عنصراً لكل منهما) .
وقالت المسؤولة في وزارة الدفاع الأميركية إليسا سلوتكين، إن الكتائب الأربع «تشكل أكبر حشد لقوات حلف شمال الأطلسي منذ نهاية الحرب الباردة» وستنجز انتشارها في حلول العام المقبل.
وفي خطوة قد تثير غضب موسكو، أعطى «حلف شمال الأطلسي» الضوء الأخضر لبدء العمل بدرعه الصاروخية في أوروبا، والتي باتت تمتلك «قدرة أولية على العمل». وقال ستولتنبرغ إن منشآت الدرع المنشورة في تركيا ورومانيا وإسبانيا (باتت حالياً قادرة على العمل بقيادة الأطلسي وإشرافه. إننا متحدون. لا نرى أي تهديد آني لحليف في الحلف الأطلسي. كما أن روسيا ليست شريكاً استراتيجياً) .
وعلى رغم ذلك، أبدى الحلف حرصه على استئناف الحوار مع روسيا لتفادي أي حادث من شأنه أن يتفاقم، وترميم الاستقرار في أوروبا. وقالت المستشارة الألمانية أنغلا مركل: «سنشدد على هذا الحوار».
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إن روسيا ليست «خصماً» ولا «تهديداً» بل «شريكاً»، نافياً أن تكون مهمة «الحلف الأطلسي» تقضي بـ (ممارسة ضغط في العلاقة بين أوروبا وروسيا) .
وأكدت دول «الحلف» من جهة ثانية، التزامها زيادة موازناتها الدفاعية إلى نحو 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لمواجهة التهديدات الجديدة في الشرق والخطر الإرهابي في الجنوب.
وشدد هولاند على ضرورة أن تتحمل دول أوروبية أخرى جزءاً أكبر من عبء الحرب على الإرهاب، قائلاً إن (فرنسا ستفعل ما يتوجب عليها، وليس أكثر من ذلك) .
وفي ما يتعلق في الشأن الأفغاني، قال الأمين العام لـ «ناتو»، إن «أعضاء الحلف وعدوا الولايات المتحدة بأنهم سيخصصون نحو بليون دولار سنوياً على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة للمساعدة في تمويل الجيش الأفغاني.
وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي «لدينا الآن بليون دولار في صورة التزامات غير أميركية»، ولمح إلى أنه لا تزال هناك تعهدات في الطريق وقال «نحن قريبون جداً» من الهدف.
وتابع قوله عن مهمة الحلف لتدريب القوات المسلحة الأفغانية «نحن مستعدون للبقاء. هذا هو السبب الذي يجعلنا مستعدين للبقاء بعد 2016». ومن المقرر أن تمتد المهمة إلى العام 2017 وسيشارك فيها 12 ألفاً من قوات «الحلف» والقوات الأميركية.