أبَتْ مروءة الرياضيين والإعلاميين النجباء إلا أن تنصهر مع الهمّ العراقي اليومي وهو يواصل التحدّي في جبهات عدة من أجل ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية لجميع شرائح المجتمع لاسيما الشباب ذخيرة البلاد في الملمّات.
وما مبادرة مدرب المنتخب الوطني الأسبق حكيم شاكر في تحشيد الرياضيين والإعلاميين الثلاثاء الماضي في تظاهرة كبيرة انطلقت من ساحة كهرمانة الى موقع الحدث لمواساة الأهالي المفجوعين بأبنائهم البررة، حيث كان جميع المشاركين يشكّلون طيفاً واحداً بلون العراق، وهم سفراء البطولة في محافل المجد على مستوى الرياضة والإعلام كانوا ولم يزالوا سبّاقين لتسجيل هكذا مواقف مشرّفة.
إن ما جرى في مدينة الكرادة من مآسٍ كبيرة ومتوالية تحتّم على الجميع التضامن الكامل لمحاربة الإرهاب ووقف العمليات الجبانة التي تستهدف تقويض روح الانتصار المتحقق في محافظة الأنبار وتُنكّىء جراح الاقتتال الطائفي المَقيتْ بعد عامين من تغيير النظام، لهذا كان موقف الرياضيين قوياً من خلال مبادرة 5 تموز التي ستبقى مُكللة بغار الشرف الوطني لمن شارك فعلياً ومن تفاعل معها في (السوشيال ميديا) بحكم الظروف الصعبة التي واجهت الجميع إبان تلك الفجيعة.
إن المؤسسات الرياضية كافة وفي مقدمتها اللجنة الأولمبية الوطنية التي اصدرت بياناً وافياً لما حدث، مُطالبة بإقامة فعالية كبيرة توازي أهمية التضامن المعنوي مع ذوي الشهداء والمفقودين والجرحى في كرنفال يضيفه ملعب الشعب الدولي تتضمن فعاليات وانشطة ذات رسائل مباشرة تعزز قيم التآخي للشعب العراقي في هذه المرحلة وترصّ صفوف المواجهة لردع المجرمين ممن تسوّل لهم أنفسهم إرتكاب أفجع الجرائم، فالمصير المشترك الذي يجمعنا على أرض الرافدين أقوى من كل التأثيرات ومحاولات التفرقة التي تناغي قلوب بعض المرضى ممن يعتاشون على آفات الخراب!
ومثلما كان الرياضيون مشروعاً دائماً للتضحية بالعرق من أجل الظفر بالألقاب والكؤوس ورفعة العراق فوق منصات التتويج على مستويات التنافس العربي والقاري والعالمي، فإنهم يظلّون مشاريع الفداء لبيت العراق، وهاهو أحد صنّاع إنجاز المكسيك المونديالي عام 86 اللاعب الدولي السابق غانم عريبي يقدّم فلذة كبده ذو الفقار ضمن كوكبة شهداء الكرادة ويرفع رأسه أمام عائلته وعشيرته والعراقيين أنه فخور بعرس ولده الشهيد في مسيرة التضحية التي يتباهى بها وطننا منذ أن توالت عليه النكبات وأشتدت عليه التحديات من طامعين بـ"اشكال مختلفة" بِأرضه الكريمة وخيره الذي لا ينضب.
كفكفوا دموع الأحرار، وشدّوا عزائم الثأر، فالرياضيون والإعلاميون متحفزون للرد وسيكونون عند كلمتهم وعظمة القسم والعهد، ليشرعوا بكل ما أوتوا من قوة لمضاعفة الجهد في سوح البطولات الدولية وإهداء بلدهم أغلى الميداليات وأرقى النتائج في مواقع المنافسات، مستمدين الدوافع من رسائل الشهداء " العراق في ذمة الأحرار" مثلما وجّه الخبير الرياضي الدكتور عبدالقادر زينل رسالته الصريحة عبر (المدى) اليوم بقوله ( أن تحدّيات العراقيين النجباء أقوى وأمكَنْ لمواجهة أفاعي الشر وعقارب الطامعين)، وبالفعل فإن عيوننا ترنو لما يحققه لاعبو المنتخب الأولمبي وشقيقه الوطني في استحقاقي دورة ريو وتصفيات مونديال روسيا القادمتين، وثلة من الرياضيين الابطال الذين نتوسم فيهم كل الخير لمواجهة منافسين أشداء في الدورة الأولمبية وهم قادرون على الخروج بنتائج مشرّفة في الأدوار المتقدمة لالعابهم.
فداك يا عراق انفسنا أولاً لتبقى عزيزاً، آمناً ، قوياً ولا تثلم كرامتك أفعال الجبناء، وسلاماً للشهداء وصايا دموع الوداع " لا هوادة .. الثأر الثأر لدماء الكرادة ".
التضامن الرياضي مع الكرادة
[post-views]
نشر في: 10 يوليو, 2016: 04:39 م