TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ندامة بعد فوات الأوان.

ندامة بعد فوات الأوان.

نشر في: 10 يوليو, 2016: 09:01 م

في الجرائم العويصة الكبرى، الملتبسة الأسباب، المحفوفة بالنتائج الكارثية،و حين تشح او تنعدم الأدلة الجنائية لتعقب الجاني او الجناة، يبحث المحقق اول ما يبحث عن المستفيد او المستفيدين من وقوع الجريمة، او الإنتفاع من نتائج الفعل الجرمي.
هذا التخريج القانوني الصائب، يعتبر المفتاح الرئيس الذي بمقدوره فض وفك معظم الأقفال المحكمة الإغلاق التي يتعذر فتحها بالمفاتيح الإعتيادية المتاحة.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: من هو يا ترى المستفيد الأول او الأخير عما حصل ويحصل في عراق اليوم:: أصالة او وكالة او بالنيابة عن؟
حرب غاشمة مضت على إندلاعها سنوات عديدة،، تستدعى أحداثها كلما خمدت جذوة اوارها. وكلما جد البحث عن كبش فداء.
……….
في التقرير ذي الألف صفحة. والكلمات التي اربى عددها على مليونين ونصف المليون كلمة، تنشر مجددا تفاصيل المحادثات الي جرت بين ( بلير وبوش). والأول يطمئن الثاني:: معك، معك حتى النهاية.
نهاية من؟؟
………
حفل تقرير المحقق ( تشيلكوت)،— الذي يقال إن إعداده إستغرق سبع سنوات — بتأكيد كذب الإدعاء الذي راج بشآن إمتلاك العراق اسلحة دمار شامل، وإن قرار غزو العراق بني على اساس معلومات مغلوطة!! ها؟
يعترف( بلير) آثناء الإستجواب، بمنطق سياسي محترف: - نعم كان هنالك تجاوزات، لكن قرار الحرب كان صائبا!!
من يقرآ ملامح ( بلير) المسفوحة بددا على صفحات معظم الصحف البريطانية - يدرك جليا مدى ما يعانيه الرجل من خوف يصل حد الرعب، من إمكانية ملاحقته كمجرم حرب!! والتقرير يحمله مسؤولية غزو العراق، المفتقر لآبسط القواعد القانونية والشرعية.
عوائل الجنود البريطانيون الذين قضوا نحبهم اثناء غزو العراق، وعددهم (١٩٦) يطالبون بتعويضات عادلة! بعد إعتذار بلير منهم!.
من يعوض ملايين العراقيين الذين قضوا نحبهم غيلة، والذين آصيبوا بعاهات دائمة، والذين هجروا، والذين هاجروا، والذين واللواتي تمرغوا في ذل اليتم والترمل والفقدان والذين…من ذا يعوض العراقي الذي وضعوه على المشرحة حيا، وقراوا عليه قرار (تشيلكوت) ودفاع (بلير). وأشهروا عليه سكاكينهم وهددوه إن هو جاهر بالصراخ: ( آآآآآآآآآآآخ)، وحذروه ان يسآل ( لماذا؟ وحتى متى؟ ومن المستفيد ؟؟) .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram