TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(مجلب بذيال هالخير)

هواء فـي شبك :(مجلب بذيال هالخير)

نشر في: 27 يناير, 2010: 08:38 م

عبدالله السكوتييحكى ان ثعلبا مر بمجموعة من الابل في مباركها وشاهدها تلتهم العلف بكل اشتهاء فلفت نظره البعر الذي يخرج منها واراد اكتشاف جلية الامر ، وضع يده في بطن احد الجمال فجفل الجمل ونهض واخذ يركض هائجا اما الثعلب فبقي معلقا وراءه،
 وحاول التخلص منه فلم يتمكن وذهبت محاولاته عبثا، وكان كلما مس بيده الاخرى فخذ الجمل وخدشه ازداد ركضا وهياجا، واثناء ذلك مر بجماعة من الثعالب، فتعجبوا من تعلقه بالجمل، فاستفسروا منه عن السبب والى اين ذاهب ، فقال لهم 🙁 والله مجلبين بذيال هالخيّر ونشوف وين راح يودينه) . ونحن نطلب من (الخّير) الذي يمثل تجربة العراق الديمقراطية وبعد ان اقر الموازنة الاتحادية لعام2010 ، ان يأخذ على محمل الجد انه يحكم باسم الشعب ولا احد غيره يتولى هذه المسؤولية، المناصب تعطى عن طريق الكتل او عن طريق التوافق ، لكن مجلس النواب يبقى صاحب القرار بكل الاحوال على اساس التجربة الديمقراطية. الشعب جميعه متعلق (بذيال الخيّر) ويطلب منه المزيد ، اقرار قوانين، مناقشة معيشة الشعب، طرح قضاياه المهمة التي اثقلت كاهله ، لاننكر فرب ضارة نافعة ان الجو الوطني الذي صاحب اقرار الموازنة ايضا لدماء الشهداء فضل فيه، فبعد التفجيرات الظالمة الاخيرة رأى مجلس النواب ان دماء هؤلاء محفز على العمل واقرار القوانين ومناقشتها ، وهذا الجهد قليل بالنسبة الى دماء الابرار الذين دفعوا ارواحهم في سبيل الوطن الذي تتقاذفه الريح. المهم في الامر اننا نقاوم الذبح ونعطي دماءنا فما عليكم سادتي سوى الوفاء لهذه الدماء ، ولاتضربوا برؤوسنا في كل حجر، فنحن متعلقون وننظر الى اين يراد بنا، وعلى اية دكة ستسيل دماؤنا. ان الخيّر مع جهوده لكنه اضاع كثيرا من الوقت كان عليه حسابه بدقة ، ولكنه اخطأ حساب الوقت ولذا سيرحل قرارات وقوانين مهمة كان من الممكن بذل مزيد من الجهد في سبيل اقرارها ، وهذه التجربة المشرفة على الانقضاء كادت ان تكون انموذجا للتي بعدها لولا بعض الارهاصات التي صادرت معظم الجهود النبيلة ، البرلمان العراقي لوكان خاليا من التكتلات والمحاصصة لاستطعنا خلال هذه الموازنات الضخمة ان نرتقي بالعراق مكانا مرموقا وان نسعد الشعب ايما سعادة. لايمكن ان نبقى ننتظر الاحداث الامنية كي تجدد نشاطنا وتسلط الضوء على وطنيتنا، علينا ان نعطي بلا محفزات ودونما اثارة ، كي تكون الجهود المخلصة نابعة من ثقافتنا العريقة. التغير المفاجىء بالمواقف لايحسب للشخص بقدر مايحسب عليه، والشعب يطالب بمنهج ثابت للتفكير والعمل فما من حضارة قامت ولامدنية ازدهرت الاعن طريق العمل الممنهج ، ولا اعتقد ان المواقف المليئة بالاثارة تخدم احدا كما قال الحلاج شهيد العشق: نديمي غير منسوب الى شيء من الحيف سقاني الخمرما يفعل فعل الضيف بالضيف فلما دارت الكأس دعا بالنطع والسيف كذا من يشرب الراح مع التنين في الصيف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram