اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > استقالة الغبان في نشرات الأخبار

استقالة الغبان في نشرات الأخبار

نشر في: 10 يوليو, 2016: 06:39 م

تقول نشرات الاخبار  إن وزير الداخلية ، محمد سالم الغبان، قدّم استقالته  ، لانه  والعهدة على نشرات الاخبار  ظل يطالب  بإصلاح جهاز الأمن جهاراً نهاراً .
وتستمر الحكايات التي تخبرنا ان الحكومة  أخرجت  "إسفنجة" من درج مكتبها وراحت تجفف وتمتص بقع الدماء  وشظايا الدمار التي تناثرت من الكرادة  واستقرت في قلب العراق.
قرارات بإعفاء قائد عمليات بغداد  ، ثم كلام يجري تسريبه بمقادير محسوبة بدقة عن إصلاحات أو تحسينات أو ترميمات امنية تطول اجهزة وزارة الداخلية ، وهي الوزارة التي لا يزال  العبادي يحاول ايهامنا بان له سلطة القرار الاول فيها  ، بينما الحقيقة  تقول  ان منظمة بدر تصر على ان  الوزارة مفصلة على السيد محمد جاسم الغبان ، واذا كان القياس فضفاضا ، فيمكن ان يرتدي الوزارة السيد قاسم الاعرجي.  
كنا جميعا قد شاهدنا وزير  الداخلية قبل اسابيع وهو  يتابع بنفسه الإجراءات الأمنية بغلق الشوارع ووضع الحواجز على الجسور ، وشاهدنا جميعاً صورته الشهيرة وهو يمسك " الناظور " ليطمئن أنْ لا مشاغب سيصل الى الارض الخضراء " المقدّسة " ، وهناك من شاهد الوزير بعد أسابيع تحيط به فرق الحماية ، وهو يتفقد التظاهرات المليونية لنصرة البحرين ، الجسور  كانت مشرعة  ، فلا خوف ، لأنّ المتظاهرين هدفهم الدخول الى القصر الملكي البحريني!
قبل الاستقالة بيوم اخبرتنا نشرات الاخبار ان  وزير الداخلية استقبل السفير الأميركي وأكد له أنّ القوات الأمنية قادرة على تحقيق الانتصار ودحر الإرهاب
الوزير يخبرنا عن طريق نشرات الاخبار ايضاً بأن مفخخة الكرادة ، جاءت من محافظة ديالى، وأنها كانت واحدة من اثنتين تم ضبط إحداهما واعتقال الشخص الذي كان يقودها،  لكن لم يتم إعلان ذلك لحساسية المعلومات الاستخبارية ، لم يكن هذا الكلام مشهداً في فيلم كوميدي ، وانما نوع من انواع مسرح العبث  ، فبين بغداد وديالى عشرات السيطرات التي يتولى أمرها أفراد من وزارة الداخلية .
لو كنت مواطنا لأي بلد آخر في العالم، وأصغيت إلى نشرات الأخبار ، لفكرت بعدها بالانتحار. لكن العراقي  يسمع  الأخبار ويذهب إلى النوم مطمئناً . ثم يستيقظ صباحاً ،  ليقرأ في الاخبار  ايضا ان وزارة الداخلية لم تستخدم 140 سيارة بها جهاز  سونار متطور  لكشف المتفجرات؟ لانها  تسبب اضرارا صحية على الحوامل . أتمنى ان لاتعتبروا هذا الخبر مشهداً من مسلسل عادل إمام " مأمون وشركاه "  .
ما هو نوع  الاخبار التي سننتظرها في القريب العاجل  . لا أدري ،  بأي جدار سيضرب المواطن  رأسه، أيضاً لا أدري. كيف نستطيع أن نسمع خبر تعيين قاسم الاعرجي بديلا  للسيد الغبان  لا أدري ،  كل ما أعرفه أن لدى المواطن العراقي طاقة هائلة على الاحتمال. احتمال رؤية  سليم الجبوري في  البشير شو ،  واحتمال انتظار رئيس الجمهورية وهو يعود " مطمئناً " على صحته  من لندن  . ولا أعرف أي خبر ، أحيانا، أصعب من الآخر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو سجاد

    اي مواطن تقصد يااستاذ علي هل تقصد المواطن العراقي ام غيره فاذا كنت قاصدا اياه فانك لاتعرف حقيقة هذا الشعب فانه ليس من نوع الذي يضرب راسه في الجدار بل انه من النوع الذي يقبل العمامة ويد صاحبها ومداسه فانصحك ياسيدي ان تترك الكتابة اذا وجدت وسيلة عيش غيرها ل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram