يؤكد الفنان التشكيلي المغترب علي رشيد انه يحاول ان يجعل المتلقي يصطدم باللوحة ، وان تثير هذه الصدمة مكامن التفكير لأنه حين يرسمها غير معني بتأويلات متعددة وهو لا يريد ان يعرف المتلقي من أين يبدا لأنه سيفقد متعة التلقي.الفنان علي رشيد قدم محاضرة في أم
يؤكد الفنان التشكيلي المغترب علي رشيد انه يحاول ان يجعل المتلقي يصطدم باللوحة ، وان تثير هذه الصدمة مكامن التفكير لأنه حين يرسمها غير معني بتأويلات متعددة وهو لا يريد ان يعرف المتلقي من أين يبدا لأنه سيفقد متعة التلقي.
الفنان علي رشيد قدم محاضرة في أمسية أقامها له نادي الكتّاب وقدمها الناقد جاسم عاصي الذي قال ان الفنان رشيد اهتم بفن الجدران لأنها الأساس الأول. وأضاف ان الجدار اقترن بالمكان وبالعقل وتطوّره عند الإنسان الأول ، بعد لجوئه إلى الكهف، وشعوره باضمحلال النوّع جرّاء تعرضه لقسوة الحيوانات المفترسة. في الكهف ، وبمرور الزمن وضغط الحاجة وتطوّر العقل ؛ فكّر الإنسان بابتكار ما يزجي من خلاله الوقت فكان أن أشار له عقله نحو الجدار ، إذ عمل على تزيينه وجعله بمثابة الطُرس الذي يسجّل عليه مدوّناته . ومنذ ذلك الزمن أصبح الجدار مدوّنة تشكيلية..واضاف عاصي في تقديمه:ولهذا أصبح لكل فنان جداره وتعددت الجدران وتغيّرت الوظائف ..ولفت الى ان الفنان علي رشيد له جداره الذي قال عنه ( الجدار أكثر سعة لاستيعاب النوازع الإنسانية . ) إن وظيفة جدار الفنان هي عكس الرؤى الصوفية ،تمثلة بالأبيض الشفاف الذي ينطوي على مجموعة رؤى خفية يحاول أن يترك ندباً من ألوان لكنها تتماهى مع الأبيض حاملة خصائصها اللوّنية منغمرة بفضاء الأبيض وشفافيته . الأبيض في لوّحة الفنان كيان ينفتح على كيانات بعيدة الغور في النفس الإنسانية .ويشير الى انه من خلاله يرى ويراه المتلقي البصري عالماً أكثر سعة . وهو اضافة نوعية لمفهوم وظيفة الجدار الذي ركز عليه الفنان ( شاكر حسن آل سعيد ) واستكملت رؤيته الفنانة( هناء مال الله ).
الفنان رشيد تحدث عن فنه ولوحاته وطرق تشكيلها وقال : انا احاول أن اجعل اللوحة تصدم المتلقي وان أجعلها تثير الصدمة لأي متلقٍ..واضاف : انا ضد الفنان الذي يعرف ما هي نتيجة عمله وكذلك ضد معرفة من أين يبدأ لأنها تفقد المتعة وهو ما يقلل الخطأ.. واشار : أنا استغل مفهوم اللحظة التي تتكون من خلالها الخلفية الثقافية وانا اعمل لأن الفن لغة وليست لها حدود والحدود عالمية غير محددة وكل فنان في العالم يشترك معنا بلغة الفن..
الأمسية شهدت مداخلات عديدة بدأها الباحث حسن عبيد عيسى الذي قال ان العراق القديم زاخر بالجدران الموشاة بأرقى فنون تلك الأزمنة.. فجدران شارع المعبد وبوابة عشتار البابلية وبوابات بلاوات الآشورية والمسلات التي تملأ جدران واسعة تشكل قطعا فنية رائعة..وتساءل : هل ركز الفنان رشيد اهتمامه على اللون الابيض لما فيه من رمزية مع ما في هذا الامر من منحى فلسفي..أم أن وراء ذلك أمر آخر؟ واشار الى ان الفنان لا يوقع لوحاته ولا يسميها ويترك خيار الاسم للمتلقي فكيف يمكن ان تكسب اللوحة هويتها وانتماءها من دون ان يضع الفنان توقيعه عليها ؟
وتداخل الفنان نعمة الدهش متحدثا عن مبررات ظهور المدارس الفنية في اوروبا وتحديدا عام 1916 اي بعد مرور عامين على الحرب الطاحنة (العالمية الاولى 1914 ) وذلك بعد مشاهدة ملايين الضحايا بلا مبرر ما حدا بالفنانين ان ينهجوا نهجا بعيدا عن كل اساليب المدارس الفنية السابقة سواء أكانت من التي ولدت من رحم الانطباعية او الفن الحديث كالوحشية والرمزية والتكعيبية..
في حين تداخل الروائي البصري جابر خليفة جابر الذي حضر الأمسبة بقوله: اولا روحية الأبيض كلون ونقائه كرد على ما يعتري العالم من خراب وسواد من جهة ، وبقراءة اخرى حول تأشير لهذه القولبة التي تعمل عليها امبراطوريات العولمة لمسخ التعدد الانساني وقولبة الانسان بنسخة نمطية مكررة ..