 بغداد/ بشير الاعرجيانهت الدبلوماسية العراقية ازمة حقل الفكة الحدودي، بعد 40 يوما من الشد والجذب فتح خلالها باب ملفات النزاع الحدودي بين العراق وايران. واكدت وزارة الخارجية ان الضغط العراقي المتواصل اثمر عن استجابة ايران لطلب انسحاب القوة الايرانية من حقل الفكة الحدودي.
 وانسحبت القوات الايرانية فجر امس الاربعاء من البئر الرابعة للحقل الحدودي الواقع في محافظة ميسان، بعد 40 يوما من دخولها اليه ورفع العلم الايراني على البئر، الامر الذي اثار ازمة سياسية بين البلدين، سرعان ما تداركها وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي، اذ تعهد خلال زيارته بغداد، بسحب قوات بلاده من البئر. وقال وكيل وزير الخارجية لبيد عباوي في تصريح لـ(المدى): "ان انسحاب القوة الايرانية جاء بعد الضغط العراقي المتواصل على الجانب الايراني، وان اي تدخل غير مبرر يخلق اجواء غير ايجابية على حدود البلدين". واشار الى ان "الباب مفتوح لاستئناف اللقاءات الثنائية لترسيم الحدود وانهاء الخلافات". واضاف عباوي ان "الجلسة الاولى للجنة الحدودية الفنية ستعقد في منطقة حدودية داخل الاراضي الايرانية خلال الفترة القليلة المقبلة بغية حل مشاكل الحدود البرية والمائية". وكانت وزارة الخارجية قد قالت في بيان لها ان "قوة حرس الحدود الايرانية انسحبت امس، والتي كانت متموضعة داخل الاراضي العراقية في محيط حقل الفكة في محافظة ميسان الى داخل اراضيها، وسحبت القوة جميع افرادها ومعداتها الى المخفر الحدودي الايراني"، واضاف البيان ان "الحكومة كانت قد اكدت منذ البداية تمسكها بمعالجة الخرق الحدودي من خلال القنوات الدبلوماسية والاتصالات الثنائية المباشرة، وبذلت منذ 18 كانون الاول الماضي جهودا دبلوماسية مكثفة لتطبيع الاوضاع الحدودية". وكان عدد من السياسيين العراقيين قد طرحوا فكرة استخدام القوة العسكرية لانها ازمة الفكة، الامر الذي عارضته الحكومة وفضلت اتخاذ مسلك الدبلوماسية لإنهاء الخلاف. وتابع بيان الوزارة انه "جرى اتفاق بين وزيري خارجية البلدين على تطبيع الاوضاع وعودة قوات حرس الحدود الى مواقعها الاصلية ومن ثم تبدأ اللجان الفنية الثلاث اعمالها". وحقل الفكة جزء من ثلاثة حقول يقدر مخزونها بـ1،55 مليار برميل. من جهته قال محافظ ميسان محمد شياع السوداني ان "القوات الايرانية انسحبت في الساعات الاولى من صباح الاربعاء من موقعها قرب البئر رقم اربعة في حقل الفكة الى اماكنها السابقة على الحدود التي تبعد مئة متر عن البئر". واضاف بحسب وكالة فرانس برس ان "القوات الايرانية قامت بردم الملاجئ والمواقع التي اقامتها قرب البئر قبل انسحابها"، واكد السوداني ان "القوات العراقية تتواجد الان على مسافة 300 متر عن البئر، اي في مواقعها السابقة قبل الازمة".