يمضي الكاتب المكسيكي ألفريدو فيا Alfredo Véa Jr. قدماً في مسيرته الثابتة نحو النخبوية بفعل اتساع دائرة قرائه، وإعجاب روائيين آخرين به، وثناء نقاد مختصين بالأدب الأميركي اللاتيني. ويأتي كتابه الجديد ( الطائر المكسيكي The Mexican Flyboy )
يمضي الكاتب المكسيكي ألفريدو فيا Alfredo Véa Jr. قدماً في مسيرته الثابتة نحو النخبوية بفعل اتساع دائرة قرائه، وإعجاب روائيين آخرين به، وثناء نقاد مختصين بالأدب الأميركي اللاتيني. ويأتي كتابه الجديد ( الطائر المكسيكي The Mexican Flyboy ) الصادر حديثاً ليعزز سمعة الكاتب ويرتقي به ربما إلى مستوى آخر بين الكتّاب الكبار، حسب ما يرى روبرت كون ديفيس ــ أنديانو.
وتلاحق رواية ( الطائر المكسيكي )، وهي مزيج من الخيال العلمي، والفنتازيا، والكوميديا، والقصة البوليسية، الأعمال الجريئة لسيمون فيغاس، بطل الرواية، الذي يستحوذ على فكره الشهداء والناس الأبرياء الذين قاسوا على مر الزمن من دون ضرورة لذلك. وهو يسعى لأن يفهم كم كانت قاسيةً الأحوال التي عاشها أولئك الذين يستحقون ما هو أفضل في حيواتهم ــ الشابة الفرنسية جان دارك، التي أحرقها المتعصبون الدينيون الانكليز في القرن 15، والمقاتل الأميركي ضد العبودية جون براون، الذي شنقه الجنوبيون في الحرب الأهلية، والفنان الهولندي فنسنت فان كوخ، والكاتبة الألمانية آن فرانك ضحية الهولوكوست ، والمناضل الأميركي الأسود مالكولم أيكس، الذي اغتاله متطرفون إسلامويون سود، والمهاجر الغيني أمادو ديالو، 23 عاماً، الذي قتلته شرطة نيويورك، وغيرهم. وللتخفيف من معاناة هؤلاء، يسرق فيغاس آلة زمن من الجيش الأميركي، ويستخدمها كأداة متنقلة للسفر عبر الزمان والمكان، ويقوم بإنقاذ الضحايا أينما كانوا في العالم. وهذه الأداءة نسخة من جهاز أو تقنية العالم اليوناني أرخميديس الأسطورية ( آلة فعلية ) التي اخترعها أرخميديس عام 200 قبل الميلاد، وهكذا تسمح لفيغاس بأن "يطير" عبر الزمان والمكان، حول الكوكب الأرضي، ويحاول إنقاذ الضحايا من موتٍ مؤلم.
وتركز الرؤية التوجيهية لهذا الكتاب الشاعري على آلة الزمن نفسها. فقبل أن يكون جهاز أرخميديس الفعلي آلة زمن، كان أداةً ملاحية تحسب الدورات القمرية، وموجات المد المائي، وظهور الكواكب ــ مولّدة مناظير معقدة. والانتفاع لأقصى حد من "المناظير" هو بطريقةٍ ما مفتاح إلى قدرة سيمون على الرؤية، والزيارة، والتدخل في أزمان وأماكن أخرى، إشارةً إلى أن المناظير التي يتبناها المرء تغيّر كل شيء. فحين ينتقل من كونه عاملاً زراعياً مهاجراً في بداية الرواية إلى شخصٍ ما يتخيل تغيرات نصف الكرة الأرضية والعالم في نهاية الرواية، فإن هذا الكتاب يتحدى القراء أن يتعرفوا عليه كـ "ساحر magus" يتدخل لمعالجة الجروح التي يُحدثها الناس القساة والتاريخ نفسه أو كضحية مخدوعة من ضحايا جنون العصر والتدمير الذاتي الاجتماعي.
وقد جاء في تعليق للكاتبة الأميركية ريلا أسكيو على الكتاب أن ألفريدو فيا يعطينا، بقلبه، وخياله، وفطنته، حكايةً مرحة من الواقعية السحرية والخيال العلمي، والحِدّة التاريخية، والحقائق الإنسانية. ولو قُدِّر لغابرييل غارسيا ماركيز أن يتعاون سحرياً مع إ. ل. دوكتورو، ولويس ألبرتو أوريا، و رَي برادبيري، لكانت النتيجة عملاً مثيراً على نحوٍ مبهج مثل ( الطائر المكسيكي ) ــ كما يشير أمازون.
عن: world literature today