وتعد ماي واحدة من أكثر الوزراء البريطانيين، الذين تولوا لوقت طويل المسؤولية في منصب وزيرة الداخلية في تاريخ بريطانيا، وعرفت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي تماما كيف توازن بين الاجنحة المؤيدة للخروج من الاتحاد الاوروبي داخل حزب المحافظين، والأجن
وتعد ماي واحدة من أكثر الوزراء البريطانيين، الذين تولوا لوقت طويل المسؤولية في منصب وزيرة الداخلية في تاريخ بريطانيا، وعرفت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي تماما كيف توازن بين الاجنحة المؤيدة للخروج من الاتحاد الاوروبي داخل حزب المحافظين، والأجنحة الرافضة لهذا الخروج، ما سمح لها بتقديم نفسها مرشحة توافق لقيادة هذا الحزب، وبالتالي ترؤس الحكومة.
أصبحت ماي المرشحة الوحيدة لخلافة رئيس الوزراء المستقيل ديفيد كاميرون، بعد انسحاب منافستها وزيرة الدولة للطاقة اندريا ليدسوم من السباق لرئاسة حزب المحافظين.
وتعتبر تيريزا ماي، النحيفة الطويلة القامة ذات الشعر الرمادي القصير، أقرب إلى التيار اليميني المحافظ داخل الحزب، رغم طرحها بعض المواضيع الاجتماعية لجذب المؤيدين.
وفي وزارة الداخلية التي تتسلمها منذ العام 2010 انتهجت خطًا متشدداً جداً، كان في تعاطيها مع المنحرفين أو المهاجرين السريين أو الدعاة الإسلاميين، وإذا كان البعض يأخذ عليها افتقارها إلى الجاذبية، فأنهم يقرون لها بكفاءتها ويتهمونها ببعض التسلط، فهي قادرة على أن تكون "حازمة جداً"، حسب ما قالته صحيفة "ديلي تلجراف"، ما دفع البعض إلى القول عنها أنها "مارجريت تاتشر الجديدة".
ولدت تيريزا ماي، التي تشغل منصب وزيرة الداخلية في الحكومة البريطانية في الأول من تشرين الأول عام 1956، وأكملت تعليمها في مدينة أوكسفورد شمال لندن.
ورشحت الوزيرة ماي نفسها لرئاسة حزب المحافظين البريطاني، وبالتالي لمنصب رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لديفيد كاميرون، إذ فازت بالسباق بعد انسحاب وزيرة الطاقة أندريا ليدسوم.
لمع نجمها في السياسة البريطانية لأول مرة عام 2013 حينما نجحت في ما فشل فيه كثير من الوزراء قبلها، وذلك في قضية ترحيل الإسلامي "المتشدد" ابو قتادة الفلسطيني، وابعاده إلى الأردن.
وتعهدت "ماي" بالعمل على توحيد دعاة البقاء في الاتحاد الأوروبي ودعاة الخروج داخل حزب المحافظين.
دعمت ماي سياسة تحديث حزب المحافظين، وينظر إليها على أنها شخصية قوية في السياسة البريطانية ومن بين أبرز السياسيين.
بقيت ماي محتفظة بظهور متواضع على الساحة السياسية أثناء الحملة التي سبقت الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وهي محسوبة على حملة البقاء في التكتل الأوروبي، حيث دعمت رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
على الرغم من أن "ماي" كانت ضمن المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي، إلا أنها أكدت على أنها ستعمل على توحيد الطرفين (مؤيدى الخروج والبقاء) مؤكدة أنه لن تكون هناك اعادة للاستفتاء قائلة: "الخروج من الاتحاد الأوروبي تعني الخروج.. وسوف نحقق منه نجاحاً"، بحسب صحيفة الإكسبرس. وقد فازت بإشادة واسعة في عام 2013 بعدما أمنت ترحيل الإسلامي المتشدد أبو قتادة إلى الأردن للمحاكمة بعد معركة قانونية طويلة امتدت لعشر سنوات في بريطانيا، وهو الإنجاز الذي فشل فيه مسؤولون قبلها. وعرفت "ماي" بأناقتها وحسن اختيارها لملابسها، وقد عرَّفها الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها "أيقونة الموضة والأزياء".