اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > استعراض العبادي في المكان الخطأ والتوقيت الخطأ

استعراض العبادي في المكان الخطأ والتوقيت الخطأ

نشر في: 12 يوليو, 2016: 07:17 م

سيظلّ الخطأ الأبرز لرئيس الوزراء حيدر العبادي أنه لايريد  أن يخرج من عباءة حزبه  ، ولهذا نراه يتصرف في أحيان كثيرة باعتباره  قيادياً  في  حزب الدعوة ،  وليس رئيساً لوزراء العراق  .
سيقول البعض  وما الغريب في الامر؟ أليس معظم رؤساء الدول الأوروبية ينتمون الى أحزاب وينفذون سياسة أحزابهم ،  قد يكون الامر صحيحاً لو ان هذه الاحزاب الاوروبية  تتعامل مع الدولة  بمنطق المقاولات ،  منذ ايام   وبريطانيا  تعيش ازمة سياسية بسبب استفتاء الخروج من الاتحاد الاوروبي  ، وبدلا من اتهام الشعب بانه المتسبب بهذه الازمة ، تحملت الحكومة ا بكل   المسؤولية كاملة  ، ووجدنا رئيس الوزراء دافيد كاميرون  يعترف  بأن فشل حكومته  أدى لأن يختار البريطانيون  الخروج من الاتحاد الأوروبي . ماذا فعلنا نحن في زمن الازمات؟  نحن نقتقر إلى رؤية سياسية تبني جسورها إلى المستقبل  ، لا تعود بنا إلى عصر الاستعراضات العسكرية التي يدّعي أصحابها أنّ كل شيء تحت السيطرة ، فيما تنفجر المفخخات على بعد مئات الامتار من استعراض عضلات الحكومة   !  هذه  ياسادة قصة العراق في الثلاث عشرة سنة الماضية  ، حيث أحزابنا الحاكمة تدعو للمواطنة على الورق، وحيث أبطال  الفتنة يحرّضون الناس على كراهية الآخر .
الناس منذ ان تولّى العبادي رئاسة الوزراء وهي تسأل ماذا سيفعل ، ولمن سينحاز ، وبدلا من ان يقدّم لهم نموذجا جديدا للحكم ، قرر ان يستعرض بدباباته  ، في المكان الذي شهد اول صيحات بسقوط  الفساد  ، وأعني  ساحة التحرير .
عندما تحتقر الدولة القانون في الشارع ،وتعامل المواطن ، معاملة العدو او الجاسوس ، ممنوع عليه ان يشاهد الجيش وهو يستعرض ،لأن هذه أسرار عليا ، ممنوع عليه ان يعبر الشارع ،لأنّ في الامر استهدافاً للأمن ، ممنوع ان يلتقط صورة تحت نصب جواد سليم  ، خوفا من ان تتسرب لأعداء الوطن ، ممنوع عليه ان يتلفت ،لأنّ في ذلك  خطراً على خطة تحرير الموصل !
بالأمس  وأنا أُشاهد استعراض العبادي في المكان الخطأ وفي التوقيت الخطأ ، تساءلت  في نفسي كيف يستطيع رئيس وزراء بلد  أن يذهب إلى استعراض عسكريّ  بعد مشاهدة الأطفال والنساء  والشباب الذين تبخّرتْ أجسادهم في تفجير الكرادة  ؟! ماذا قدّمت الحكومة ومعها البرلمان " الكسيح " للعراقيين حتى يدفعوهم اليوم الى الخوف وعدم الأمان ؟
حلّ إنسانيّ يارئيس الوزراء . حلّ يردّ الطمأنينة الى قلوب العراقيين  ، ويردّ عنهم الخوف  وذل الخيام  واليأس. الباقي استعراض أجوف متعجرف    . ماذا بقي للسياسة، اذا كنتم تهددون الناس  في ساحات احتجاجهم  ؟ لماذا تريدون للخراب أن ينتصر ، ، لماذا يراد من العراقيّ أن يحملّ خيمته داخل بلاده .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. د عادل على

    لنتدكر شهداء الحركه الوطنيه العراقيه شهدا الانتفاضه شهداء الانفال وحلبجه ولنتدكر يوم شهادة مؤسس الجمهوريه العراقيه وقائد ثورة تموز 1958 ولنتدكر شهداء 8 شباط 1963 دفاعا عن الجمهوريه العراقيه الاولى-سلامى وفى يقظتى والمنام-وفى كل ساع وكل عام -------تهادى طي

  2. راصد

    أحسنت استاذ علي. هل تتوقع خيراً من برلمان مفلس و (سياسيون) لا يعرفون من السياسة ولا حتى حرف الألف منها . لن يصلح الحال غير الطوفان . تحياتي لقلمك الشريف.

  3. د عادل على

    سلاما وراحت شعوب تثوب -----------ويزحف غضبان حق سليب--------سلاما وبالدم ضوت دروب -بها راح يتلو صليبا صليب-----سلاما وما انفك نؤ يصوب--------------من الدم يخصب منه الديب-----------------------سلاما ودوى صراع عنيد-به السادة استبسلت والعبيد--------سلاما و

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram