سيظلّ الخطأ الأبرز لرئيس الوزراء حيدر العبادي أنه لايريد أن يخرج من عباءة حزبه ، ولهذا نراه يتصرف في أحيان كثيرة باعتباره قيادياً في حزب الدعوة ، وليس رئيساً لوزراء العراق .
سيقول البعض وما الغريب في الامر؟ أليس معظم رؤساء الدول الأوروبية ينتمون الى أحزاب وينفذون سياسة أحزابهم ، قد يكون الامر صحيحاً لو ان هذه الاحزاب الاوروبية تتعامل مع الدولة بمنطق المقاولات ، منذ ايام وبريطانيا تعيش ازمة سياسية بسبب استفتاء الخروج من الاتحاد الاوروبي ، وبدلا من اتهام الشعب بانه المتسبب بهذه الازمة ، تحملت الحكومة ا بكل المسؤولية كاملة ، ووجدنا رئيس الوزراء دافيد كاميرون يعترف بأن فشل حكومته أدى لأن يختار البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي . ماذا فعلنا نحن في زمن الازمات؟ نحن نقتقر إلى رؤية سياسية تبني جسورها إلى المستقبل ، لا تعود بنا إلى عصر الاستعراضات العسكرية التي يدّعي أصحابها أنّ كل شيء تحت السيطرة ، فيما تنفجر المفخخات على بعد مئات الامتار من استعراض عضلات الحكومة ! هذه ياسادة قصة العراق في الثلاث عشرة سنة الماضية ، حيث أحزابنا الحاكمة تدعو للمواطنة على الورق، وحيث أبطال الفتنة يحرّضون الناس على كراهية الآخر .
الناس منذ ان تولّى العبادي رئاسة الوزراء وهي تسأل ماذا سيفعل ، ولمن سينحاز ، وبدلا من ان يقدّم لهم نموذجا جديدا للحكم ، قرر ان يستعرض بدباباته ، في المكان الذي شهد اول صيحات بسقوط الفساد ، وأعني ساحة التحرير .
عندما تحتقر الدولة القانون في الشارع ،وتعامل المواطن ، معاملة العدو او الجاسوس ، ممنوع عليه ان يشاهد الجيش وهو يستعرض ،لأن هذه أسرار عليا ، ممنوع عليه ان يعبر الشارع ،لأنّ في الامر استهدافاً للأمن ، ممنوع ان يلتقط صورة تحت نصب جواد سليم ، خوفا من ان تتسرب لأعداء الوطن ، ممنوع عليه ان يتلفت ،لأنّ في ذلك خطراً على خطة تحرير الموصل !
بالأمس وأنا أُشاهد استعراض العبادي في المكان الخطأ وفي التوقيت الخطأ ، تساءلت في نفسي كيف يستطيع رئيس وزراء بلد أن يذهب إلى استعراض عسكريّ بعد مشاهدة الأطفال والنساء والشباب الذين تبخّرتْ أجسادهم في تفجير الكرادة ؟! ماذا قدّمت الحكومة ومعها البرلمان " الكسيح " للعراقيين حتى يدفعوهم اليوم الى الخوف وعدم الأمان ؟
حلّ إنسانيّ يارئيس الوزراء . حلّ يردّ الطمأنينة الى قلوب العراقيين ، ويردّ عنهم الخوف وذل الخيام واليأس. الباقي استعراض أجوف متعجرف . ماذا بقي للسياسة، اذا كنتم تهددون الناس في ساحات احتجاجهم ؟ لماذا تريدون للخراب أن ينتصر ، ، لماذا يراد من العراقيّ أن يحملّ خيمته داخل بلاده .
استعراض العبادي في المكان الخطأ والتوقيت الخطأ
[post-views]
نشر في: 12 يوليو, 2016: 07:17 م
جميع التعليقات 3
د عادل على
لنتدكر شهداء الحركه الوطنيه العراقيه شهدا الانتفاضه شهداء الانفال وحلبجه ولنتدكر يوم شهادة مؤسس الجمهوريه العراقيه وقائد ثورة تموز 1958 ولنتدكر شهداء 8 شباط 1963 دفاعا عن الجمهوريه العراقيه الاولى-سلامى وفى يقظتى والمنام-وفى كل ساع وكل عام -------تهادى طي
راصد
أحسنت استاذ علي. هل تتوقع خيراً من برلمان مفلس و (سياسيون) لا يعرفون من السياسة ولا حتى حرف الألف منها . لن يصلح الحال غير الطوفان . تحياتي لقلمك الشريف.
د عادل على
سلاما وراحت شعوب تثوب -----------ويزحف غضبان حق سليب--------سلاما وبالدم ضوت دروب -بها راح يتلو صليبا صليب-----سلاما وما انفك نؤ يصوب--------------من الدم يخصب منه الديب-----------------------سلاما ودوى صراع عنيد-به السادة استبسلت والعبيد--------سلاما و