كنت استرق السمع إلى حديث دار بين راكبين في سيارة الكيا التي كنا نستقلها صباحا باتجاه العاصمة بغداد. كان احدهم ومن خلال ما تحدث به من أفراد قواتنا المسلحة إذ ذكر لزميله بأن الوزارة قد فتحت باب التعيين ولكن بحدود لمن يرغب التطوع في الجيش وعن الكيفية التي يمكن للمتقدم ان يحصل على فرصته فأجابه بالقول:
هناك تعليمات أعطت لكل ضابط مسؤول تعيين عشرة من الذين يعرفهم !هذا ما صرح به هذا المواطن (الراكب). ما يعني ان المحسوبية والمنسوبية بقيت سيدة الموقف, فلا كفاءة ,ولا شهادة, ولا لياقة بدنية يعتد بها لتعيين المواطن . وان الفرص للانخراط في سلك الجيش والشرطة باتت من الأمور المستحيلة على من ليس له قريب من الضباط في هاتين الوزارتين. هذا الأمر يشكل خطورة غير محسوبة على مجمل أداء الدوائر الأمنية وقد عانينا منه قبل فترة حين لم يمتثل البعض لأوامر صادرة من إحدى هاتين الوزارتين بالتصدي لجماعات مسلحة في هذه المنطقة او تلك والسبب يعود في ذلك إلى ان المنتسب فهم ان الولاء للشخص الذي أتاح له فرصة التعيين لا للوطن ,وبما ان المتفضل عليه بالتعيين يعرض عن مهاجمة هذه الجماعة او تلك لأنه بواسطة إحداها وصل إلى الوزارة فانه يحجم عن تنفيذ الأوامر إقرارا بالولاء للشخص وليس للوزارة او الوطن . ما نطالب به هو ان توضع شروط ومواصفات للتعيين يتنافس فيها المتقدمون على أسس اللياقة البدنية والشهادة العلمية والحس الوطني وإلا فأن الأمور تأتي بعكس ما نتمناه . المحرر
من الشارع : شرطة وجيش
نشر في: 29 يناير, 2010: 04:27 م