TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الإمبراطور قاسم

الإمبراطور قاسم

نشر في: 15 يوليو, 2016: 09:01 م

مرة أخرى تطل علينا أزمة جديدة بطلها اللاعب ياسر قاسم بعد أن تضاربت الأخبار عن حقيقة ودوافع قرار المدرب عبدالغني شهد باستبعاده عن تشكيلة المنتخب الأولمبي المشارك في نهائيات أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 في وقت كان الجميع يعتقد إن اللاعب المذكور حُسم أمر اختياره ضمن الثلاثة المسموح باشتراكهم فوق السن القانونية عطفاً على امكانياته الفنية وأهمية المركز الذي يشغله في وسط الميدان.
القضية لا تقف عند حدود الحاجة الفعلية له ولا قناعة المدير الفني ، انما ترتبط بأزمة حقيقية تكررت أكثر من مرّة تتعلق بأسس العلاقة بين اللاعبين والاتحاد وكيفية تنظيم الأخير لشكل واسلوب تلك العلاقة مع مدربي المنتخبات الوطنية إضافة الى غياب التأثير ووسائل إنهاء أي معضلة دون السماح لها بإرباك سير ومنهاج إعداد منتخباتنا لأي استحقاق خارجي.
وهنا لا نريد أن نستبق الأحداث ونشخّص الطرف المقصّر فيها بقدر ما نشير الى عوامل غير مرئية أسهمت في تأجيج الموقف وإعطائه حجماً من الاهتمام المبالغ به بعد أن إنقسم الشارع الكروي ومعه وسائل الإعلام الى جبهتين إحداها مؤيدة لموقف شهد والأخرى مبررة لتصرّف ياسر حتى قبل أن تقف على الحقائق كاملة.
أول الأخطاء التي ارتكبت في عملية استدعاء اللاعبين من أصول عراقية في الخارج هو تسميتهم بـ(المغتربين) وهو ما سمح بحصول تداخل وإلتباس لدى الجماهير واللاعبين بعد أن حاول البعض التلاعب بتلك التسمية والإيحاء بالتفضيل دائماً لهم فنياً وتصرفاً على أقرانهم من المحليين وهو ما أسهم في صنع حواجز نفسية عند أي مقارنة وبذات الوقت أوحت الى لاعبي الخارج بوجود حاجة لهم جعلت بعضهم ينظر الى استدعائه للمنتخبات الوطنية ومشاركته بأنه تفضّلْ وليس واجباً وطنياً ونتيجة لذلك ظهرت أصوات تطالب بالتوجه نحو استقطاب كل اللاعبين في الخارج دون النظر الى مسألتين في غاية الأهمية وهي قدرات اللاعب الفنية ورغبته المطلقة باللعب تحت قسم الولاء للوطن كواجب وحق ولا شيء غيره.
الأمر الآخر هو التهويل غير المنطقي الذي يمارسه البعض في الترويج لاسماء معينة  من اللاعبين وقد يكون ياسر أحد الذين احيطت بهم هالة اعلامية كبيرة وصلت لحدود وصفه (امبراطور) و(ملك) وغيرها من الأوصاف الاخرى وسواء كان يستحقها أم لا إلا انها تبقى اختباراً لحقيقة عقليته الاحترافية بين الاعتزاز بها والحرص على أن يكون ملتزماً أكثر ومعطاءً في خدمة المنتخب وصريحاً في كل مواقفه أو تنكشف حقيقة أنه سقط في اختبار الشهرة وأن كل ما وصف به كان مجرد فقاعة لا أكثر.
إن المنتخب لا يمكن أن تقف حدود عطائه وقوته الفنية على أي لاعب مهما بلغت امكانياته داخل الملعب وعليه فإن المرحلة تتطلب أن نوجه اهتمامنا نحو دعم لاعبي الأولمبي في مشوارهم القادم مع منحهم الثقة بإمكانيتهم الفنية دون أي تأثير، لكن تبقى أمام الاتحاد مهمة دراسة ما حصل وأسبابه واتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المقصّر ومصارحة الشارع الكروي بكل التفاصيل لإخماد ثورة التأويلات والتشكيك اللذان كانا يمثلان مظاهر كل أزمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

السحب المطرية تستعد لاقتحام العراق والأنواء تحذّر

استدعاء قائد حشد الأنبار للتحقيق بالتسجيلات الصوتية المسربة

تقرير فرنسي يتحدث عن مصير الحشد الشعبي و"إصرار إيراني" مقابل رسالة ترامب

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: طاعون الفشل

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

العمود الثامن: هلوسات مرشح خسران!!

العمود الثامن: رجاء اقرأوا التدوينة

قناديل: كفكف دموعك واتبع سيدوري

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

 علي حسين تستيقظُ صباحا، فتجد ان مسلسل الكيانات الطائفية يواصل عرض حلقاته بنجاح ، وكان آخرها الحلقة التي قام ببطولتها محمود المشهداني وفيها يعلن عن تشكيل كتلة سنية جديدة ، اتمنى ان تركز...
علي حسين

كلاكيت: "عن الآباء والأبناء"… وراثة العنف

 علاء المفرجي وجدت الأفلام الوثائقية، في بداية الثورة السورية، طريقها إلى التشكّل عنصراً مهمّاً في توثيقها منذ بدايتها. ساعَد على ذلك التطوّرُ التقني الذي لمع في سنوات الثورة. لم تعرف أماكن ساحات الاعتصام...
علاء المفرجي

الصراع على البحر الأحمر من بوابة اليمن "السعيد" 

غالب حسن الشابندر من الخطا التعامل مع موضوعة البحر الاحمر بلغة الدول المتشاطئة فحسب ، لأن الموضوع سياسي ، ولذلك التعامل ينبغي أن يكون بلغة (الجيوسياسي ) وليس الجغرافي ، وفي ضوء هذه النظرية...
غالب حسن الشابندر

المخطوطات..بين الموجود والمفقود

رشيد الخيون عندما نقرأ عن شغف الأقدمين، بجمع الكتب العربيَّة الإسلاميَّة، نعني المخطوطات، فكان ظهور آلة الطّباعة حداً بين المخطوط والمطبوع، وذلك خلال القرنين السَّادس عشر والسَّابع عشر. لذا، لم يسترعِ ما خُط بعدهما...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram