في الوقت الذي كان فيه الفرنسيون يحتفلون بعيدهم الوطني، وجهت يد الإرهاب الآثمة ضربة جديدة لفرنسا بحادث دهس وحشي باستخدام شاحنة، أسفر عن مقتل 84 شخصا ، وإصابة أكثر من مائة فيما تشير السلطات إلى أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع في ظل وجود بعض الجرحى في حالة
في الوقت الذي كان فيه الفرنسيون يحتفلون بعيدهم الوطني، وجهت يد الإرهاب الآثمة ضربة جديدة لفرنسا بحادث دهس وحشي باستخدام شاحنة، أسفر عن مقتل 84 شخصا ، وإصابة أكثر من مائة فيما تشير السلطات إلى أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع في ظل وجود بعض الجرحى في حالة خطيرة. وقالت وسائل الإعلام الفرنسية إن العشرات سقطوا قتلى على الكورنيش البحري في مدينة نيس بجنوب شرقي فرنسا، عندما اندفعت شاحنة نحو الحشود المجتمعة لحضور عرض الألعاب النارية بمناسبة العيد الوطني المعروف باسم "يوم الباستيل"، فيما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن الحادث إرهابي.
وفي حوالي الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت فرنسا، كانت أعداد غفيرة مجتمعة على كورنيش البحر لحضور الاحتفالات، وكان عرض الألعاب النارية قد انتهى لتوه عندما اندفعت شاحنة بيضاء باتجاه الحشود ودهست كل من كان فى طريقها على مسافة أمتار. وعثر فى الشاحنة على أوراق هوية باسم فرنسي تونسي عمره 31 عاما، مكان إقامته في نيس لكن لم يعرف حتى الآن ما إذا كانت هذه أوراق منفذ الاعتداء، وقال مصدر في الشرطة "إن الهوية لرجل معروف لدى الشرطة كصاحب سوابق". وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية "إن تحقيقات تجري لمعرفة ما إذا كان الشخص تحرك بمفرده أو كان لديه شركاء فروا".. وعثر على قطعة سلاح على الأقل داخل الشاحنة، بحسب مصدر فى الشرطة. وبحسب مصدر آخر مطلع على عمل المحققين، فإن سائق الشاحنة أطلق النار "من مسدس" كما عثر في الشاحنة على "قنبلة غير معدة للانفجار" و"بنادق مزيفة".
تمديد الطوارئ 3 أشهر
وفي أول رد فعلي على الحادث الإرهابي، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تمديد حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر واستدعاء قوات الاحتياط لتعزيز الأمن، وقال الرئيس الفرنسي، إن السائق مرتكب عملية الدهس بمدينة نيس قد قتل ويتم البحث عما إذا كان له أشخاص معاونون ويعمل فريق لتفسير ملابسات الاعتداء، وأن المتطرفين ينفون القيم الفرنسية لهذا قاموا بالاعتداء فى هذا التوقيت. وأعلن هولاند أن بلاده "ستعزز" تدخلها ضد المتطرفين في سوريا والعراق، وقال فى خطاب عبر التليفزيون من قصر الإليزيه "ما من شيء سيجعلنا نتخلى عن عزمنا على مكافحة الإرهاب وسوف نعزز أكثر تحركاتنا في سوريا كما في العراق، أولئك الذين يستهدفوننا على أرضنا سنواصل ضربهم في ملاجئهم". أسلوب الدهس ليس بجديد من ناحية أخرى، قالت شبكة "سى إن إن" الأميركية، نقلا عن محللين وخبراء، إن استخدام الإرهابيين والجماعات الإرهابية للشاحنات في تنفيذ الهجمات الإرهابية لا يعتبر أمرا جديدا. وقال بيتر بيرجن، محلل شؤون الأمن القومي الأميركي في تصريحات للشبكة، إنه في سبتمبرأيلول عام 2014 حث أبو محمد العدناني المتحدث باسم تنظيم داعش على مثل هذه الهجمات والقيام بدهس من وصفهم بأعداء التنظيم. وكان العدناني قد قال فى كلمته عام 2014 "إذ لم تتمكن من العثور على رصاصة أو قنبلة.. فقوموا بتهشيم رؤوسهم بصخرة أو ذبحهم أو ادهسوهم بسيارة أو ارموهم من مكان مرتفع أو حتى اخنقوهم أو سمموهم". وقال بيرجن إنه حتى قبل هذا، في عام 2010، شجع تنظيم القاعدة فى اليمن على استخدام السيارات كأسلحة، وقال التنظيم فى مقال على مجلة تابعة له إنه يحجب تحويل السيارات إلى آلات حجز، ليس جز العشب ولكن جز من وصفوهم بأعداء الله.
زعماء العالم يدينون
وعلى الصعيد الدولي، صدرت العديد من الإدانات وردود الفعل المستنكرة للحادث الوحشي. ففي لندن، عبرت الحكومة البريطانية الجديدة عن "صدمتها" إزاء الاعتداء "المروع"، وأكدت أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تتابع تطورات الوضع وأن حكومتها مستعدة لمساعدة نظيرتها الفرنسية. وقال متحدث باسم تيريزا ماي "إن رئيسة الوزراء تتابع تطورات الوضع فى نيس. نحن مصدومون وقلقون إزاء ما جرى هناك. أفكارنا مع أولئك الذين أصابهم هذا الحادث المروع الذي وقع فى يوم احتفال وطني". وتابع "نحن جاهزون لمساعدة أى مواطن بريطاني ولدعم شركائنا الفرنسيين". وأدان الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة "ما يبدو أنه اعتداء إرهابي مروع"، وقال في بيان "نحن متضامنون مع فرنسا، أقدم حليف لنا، في الوقت الذي تواجه فيه هذا الاعتداء". وأكد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة السلطات الفرنسية في التحقيق لكشف المسؤولين عن هذه المأساة، مشيرًا إلى أنه أمر مساعديه بالاتصال بالسلطات الفرنسية لهذه الغاية، وقال إن واشنطن مستعدة لتقديم "كل مساعدة يمكن أن يحتاجوا إليها لإجراء التحقيق حول هذا الاعتداء وسوق المسؤولين عنه أمام القضاء". من جانبه، وصف مجلس الأمن الدولي "الحادث بالاعتداء الإرهابي الهمجي والجبان" في بيان صدر بالإجماع، وقالت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن إنها تعرب عن "تعاطفها العميق وتقدم تعازيها" لعائلات الضحايا وللحكومة الفرنسية. وجدد مجلس الأمن التأكيد على أن "الإرهاب بكل أشكاله يمثل أحد أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين". أضاف أن "كل عمل إرهابي هو عمل إجرامي وغير مبرر"، مجددا التأكيد على "ضرورة أن تكافح كل الدول" التهديد الإرهابي "بكافة السبل" في إطار القوانين الدولية. وبدورها، أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الهجوم وقالت إن ألمانيا ستقف بجانب فرنسا في "المعركة ضد الإرهاب". وأضافت ميركل على هامش قمة أوروبا - آسيا في منغوليا "جميع من شاركوا في القمة الآسيوية الأوروبية يشعرون بنفس الصدمة بسبب القتل الجماعي في نيس". وتابعت قولها "ألمانيا تقف بجانب فرنسا في المعركة ضد الإرهاب وتتكاتف مع دول كثيرة أخرى. أنا على قناعة بأنه على الرغم من كل الصعوبات سنفوز في تلك المعركة".