صبيح الحافظ الإشاعة ظاهرة اجتماعية خطرة تستحق الاهتمام وتستوجب البحث في ماهيتها ، وتعتبر الاشاعات احدى وسائل ارباك وتفكيك الرأي العام (الشعب) والتأثير فيه بدرجات متباينة باختلاف الاحوال العامة والاوضاع النفسية والاجتماعية ،
والاشاعة هي كل خبر او قصة تتداولها الالسن من دون أن يُعرف مصدرها وتكون قابلة للتصديق، تنتقل شفاها من شخص لآخر ويعرفها الباحث (تشارلز اندال) بأنها عبارة عن رواية تناقلها الافواه دون ان ترتكز على مصدر موثوق يؤكد صحتها ، وتظهر الاشاعة وتبرز في الاوضاع والاحوال غير الاعتيادية وان التربة الخصبة التي تنمو فيها هي ظروف الحرب والازمات السياسية والاقتصادية وفترات القلق والهياج العام والاكثر تأثيراً مواسم الانتخابات وغيرها من الاحداث المأساوية كالفيضانات والزلازل.ان هذه الظروف تكون ملائمة لنشر الاشاعات وترويجها ويسهل تصديقها وتزداد سرعة انتشارها. ما دفعني وحفزني لكتابة هذا الموضوع هو ماحدث في يوم الثلاثاء 10/كانون الثاني 2010 حيث شهدت العاصمة بغداد قيام القوات المسلحة بفرض حضر جزئي للتجوال في بعض مناطق المدينة منها مدينة بغداد الجديدة وشارع فلسطين ومدينة الصدر في الرصافة ، اضافة الى مناطق البياع والدورة والاعلام وحي الجهاد في قاطع الكرخ وقد انتشرت القطعات العسكرية لوزارتي الدفاع والداخلية ، حيث سيطرت هذه القوات على الساحات والشوارع الرئيسية بمركباتها المسلحة مع غلق المنافذ الرئيسية المؤدية الى المحافظات المجاورة ، وقد ادى هذا الاجراء الاستثنائي الى عدم وصول الموظفين والعمال والطلبة الى مقرات اعمالهم من جراء عدم سير المركبات في تلك المناطق مع خلو المرائب من السيارات والمركبات المدنية والتي تعمل على الخطوط الداخلية للمدينة مما حدى بالمواطنين السير مشياً على الإقدام ، كل ذلك جرى وحدث دون علم مسبق للمواطنين ولم تعرف الأسباب التي أوجبت هذه الإجراءات العسكرية والتي أدت الى توقف الحركة المدنية والحياة الاجتماعية مما أدى الى ظهور وبروز إشاعات مغرضة هدفها زعزعة الحياة الطبيعية وخلق مبررات لإحداث إرباك للأمن العام، ومن هذه الاشاعات اغتيال احد السياسيين المشاركين في العملية السياسة ، وقد كذبها شخصياً من احدى الفضائيات وكذلك اطلقت اشاعة بان هناك إنقلاباً عسكرياً ضد الحكومة الحالية لاسقاطها ، علماً ان هذه الاشاعات وغيرعا قابلة للتصديق وذلك على خلفية الخلاف السياسي الذي حدث من جراء ابعاد خمسة عشرة كياناً من المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة في اوائل شهر آذار القادم ، يذكر في هذا السياق ان بعض الذين شملهم الابعاد من المشاركة في الانتخابات اخذوا يطلقون التصريحات والتهجمات الاستفزازية واعتبروا قرار الابعاد غير قانوني ومخالفاً للدستور كما زعموا حتى بلغت الجرأة بأحدهم التعرض والتهجم على شخصية وطنية لها مكانتها ومنزلتها وتاريخها المجيد ليس في داخل العراق فقط وانما في الاوساط الاقليمية والدولية هذا وقد جاءت الانباء الاخيرة ان كتلته تنصلت من تصريحاته واعتبرتها تصريحات شخصية ، وبهدف اعادة الحياة الطبيعة لمدينة بغداد ولتكذيب ودحض هذه الاشاعات وعدم تطورها وتهويلها من قبل الاعلام المعادي للعراق الجديد سارعت القوى الوطنية وبوعي يتصف بالذكاء والشعور بالمسؤولية تجاه أمن المواطنين الى عقد مؤتمر صحفي اشترك في تغطيته كل من على الدباغ الناطق الرسمي للحكومة ومحمد العسكري الناطق الرسمي لوزارة الدفاع كشفا فيه الأسباب الحقيقية عن تنفيذ هذه الاجراءات الاستثنائية وذلك لوصول معلومات استخبارية تتضمن تهديدات من جهات معادية مع وجود سيارات مفخخة وعبوات ناسفة كاد الإرهابيون صباح يوم الثلاثاء المذكور تفجيرها في عموم مناطق بغداد – ولهذا فان الاجراءات التي اتخذت هي احترازية واستباقية وذلك لتفويت الفرصة والقضاء على ما خططه الارهابيين. واخيراً وليس أخراً ان اتقدم بتوجيه دعوة مخلصة الى الكتاب والمفكرين الشرفاء حاملي الاقلام الوطنية ان يساهموا بمقالات ومواضيع توعية وتوجيه المواطنين وتحذيرهم من عدم سماع وترويج الاشاعات المدمرة التي تطلقها وتنشرها العناصر الحاقدة بهدف زرع الفتنة والتفرقة وخلق هوّة بين الاحزاب والقوى الوطنية وقواعدها ، والطعن بقياداتهم المشهود بنضالها الطويل ومواقفها الصلبة المتمثل بعدم المساومة على الحقوق المشروعة للشعب العراقي والتي تتجسد في اطار دولة ديمقراطية تعددية فدرالية يتساوى فيها جميع ابناء الشعب العراقي كافة.
إشاعات أعداء العراق
نشر في: 29 يناير, 2010: 04:44 م