رأى جو باركينسون، مدير مكتب صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في اسطنبول، أن محاولة الانقلاب التي تمت ليلة الجمعة، في تركيا، تكشف عن ضعف سيطرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الجيش. ويقول باركينسون أنه لطالما هلل البعض لأردوغان لتمكنه أخيراً م
رأى جو باركينسون، مدير مكتب صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في اسطنبول، أن محاولة الانقلاب التي تمت ليلة الجمعة، في تركيا، تكشف عن ضعف سيطرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الجيش. ويقول باركينسون أنه لطالما هلل البعض لأردوغان لتمكنه أخيراً من تدجين الجيش التركي النافذ، ولكن ليلة البارحة أرغم الرجل على استدعاء أنصاره إلى الشوارع إثر محاولة بعض الضباط الاستيلاء على السلطة.
ويلفت الصحافي الأميركي إلى عملية تعديل شاملة في تركيبة الجيش التركي أجراها أردوغان منذ وصوله إلى السلطة في عام 2002، والتي اعتبرها بمثابة حجر الأساس لسياسة حزبه الحاكم، العدالة والتنمية، ومن المعروف أن الجيش التركي، العلماني الطابع، نفَّذ، خلال العقود الست الماضية، أربعة انقلابات ضد حكومات مدنية تركية. وطوال عشر سنوات من الصراعات الشخصية والسياسية مع أرفع الضباط ، ضمن ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، خرج الرئيس التركي دوماً منتصراً.ويشير باركينسون إلى تصريح أدلى به أردوغان في عام 2012، عن نجاحه في تحييد الجيش عن السياسات التركية، حيث قال: "لم تعد تركيا بلداً يستيقظ سكانه باكراً، ليسمعوا بنبأ انقلاب جديد". وبوصفه قائداً أعلى للجيش، أصبح لدى أردوغان سلطة اسمية على الجيش، أكثر من أي زعيم تركي حكم البلاد منذ تأسيس كمال أتاتورك للجمهورية. إنه يعين قائد الأركان، ويشرف على اجتماعات مجلس الأمن القومي، ويعلب دوراً محورياً في اتخاذ القرارات الميدانية. وقد أذهلت المحاولة الانقلابية عدداً من المحللين العسكريين، ممن شهدوا، خلال العقد الماضي، كيفية إحكام الرئيس التركي قبضته على السلطة، والتي ضمت قيادة طيعة للجيش يرأسها موالون اختارهم أردوغان بنفسه. ولكن ستيفن كوك، زميل رفيع في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن أشار إلى أن "أردوغان سيطر على الجيش منذ فترة، ولم يكن من السهل الاطلاع على ما يجري ضمن قيادته، ولذا اعتمد ستراتيجية عدائية". وسعى أردوغان في بداية حكمه، وعندما كان رئيساً للوزراء، إلى إصلاح الجيش ليتماشى مع أهداف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتقييد سلطات المحاكم العسكرية لصالح المحاكم المدنية، وللمشاركة بدور أكبر في تعيين كبار القادة العسكريين. وقد لاقت تلك الخطوات ترحيباً واسع النطاق من قوى غربية رأت فيها جزءاً من عملية ديموقراطية. ولكن، وبحسب الكاتب، أصبحت عملية إصلاح القيادة العليا للجيش في تركيا، بمثابة عملية سياسية وعدائية. وفي عام 2007، هدد الجيش بالتدخل في خلاف سياسي بشأن تعيين عبد الله غول، رئيساً لتركيا.