رفعة عبد الرزاق محمدفي الثمانينيات من القرن الماضي، عرض التلفزيون الغربي مسلسل (العملاق) عن سيرة الاديب الكبير عباس محمود العقاد، غير ان المسلسل وقد عرض باسماء فنية لامعة تخللته الكثير من العثرات التاريخية، بسبب ميله الى تمجيد العقاد-وهو أهل له –والميل له على حساب عدد من الحقائق.. ولا ننسى هنا ان المشرف على النص كان الاستاذ عامر العقاد، وهو ابن شقيق الكاتب الكبير..
ومن تلك الثغرات التي اثارت الكثير من التداعيات والردود، صلة العقاد بالنساء، وموقفه العام من المرأة! وكنت قد كتبت انذاك مقالاً في احدى الصحف، عن المسلسل وكيف قدم لنا شارعنا الكبير الزهاوي بصورة بائسة ، ثم اشرت الى ان المسلسل قدم موضوع النساء والعقاد، بشكل يوحي الى ان موقفه كان سليماً وان النساء كن يتسابقن للفوز بحبه.. ومن الطريف ان الاستاذ عبد الجبار داود البصري كتب معقباً على مقالي وضمن تعقيبه ما ذكره عدد من انصار العقاد مثل محمد خليفة التونسي والعوضي الوكيل وغيرهما.. والملاحظ ان قضية موقف العقاد من النساء لم يثر الا بعد وفاته عام 1964 ، وربما كانت خشية الكتاب من العقاد وقلمه اللاذع السبب في عدم اثارة الموضوع في حياته! وقد تبين لي بعد ذلك جملة من الحقائق والمواقف اعرضها سريعاً كما يلي: *بدريةاحب العقاد فتاة صغيرة كما يحب الاباء الابناء، وكانت موضع عنايته ، ولكن هذه الفتاة اقدمت على الانتحار في اليوم التالي من وفاة العقاد 14 اذار عام 1964 ، ولم تبلغ العشرين من عمرها واسمها (بدرية) وتعددت الاقوال حول تلك الفتاة، فبعضهم قال انها أبنة غير شرعية للعقاد، ونفت اسرة العقاد الامر جملة وتفصيلا ، وكتب عامر العقاد مقالاً في مجلة (الهلال) عام 1969 حول هذا الموضوع. وما جاء فيه ان الصحف نشرت خبراً مثيراً مؤداه ان فتاة كان العقاد قد تبناها في حياته انتحرت حزناً عليه وقال الكثيرون ، لماذا لاتكون هذه الفتاة المنتحرة ابنة العقاد من زواج غير معلن او غير شرعي؟! وقال ابن شقيق العقاد ان تلك الفتاة واسمها (بدرية) كانت تزور الكاتب الكبير كل اسبوع، وهي موضع عطفه ورعايته كما كانت تقضي عطلة الصيف معه في الاسكندرية برفقة أختها الكبرى. وأضاف عامر العقاد ، انه في عام 1933 توفي جار للعقاد وهو تاجر شامي وكان صديقاً للعقاد: فأتخذت زوجة هذا التاجر الاستاذ العقاد مستشاراً لأسرتها المكونة من هذه السيدة وأبنتها..وعندما مرت بالعقاد أزمة مالية بعد اختلافه مع حزب الوفد، وحاول آنذاك الانتحار بعد ان باع مكتبته بأبخس الاثمان، غير ان تلك السيدة الارملة اسعفته وقدمت له مبلغا كانت تدخره لزواج ابنتها ما زاد في صلتهما. وفي عام 1945 تزوجت السيدة من رجل آخر وأنجبت منه (بدرية) وتوالت الاحداث، اذ ماتت السيدة وتخلى زوجها الثاني عن ابنته وتركها عند أختها الكبيرة، وعندما ارادت هذه تسليم أختها الصغيرة لأحد الملاجئ لانها لا تستطيع الانفاق عليها وتربيتها. وعندما علم العقاد بالامر تعهد بالانفاق على تلك الفتاة ما دام حياً، وظلت برعايته منذ عام 1947، وكانت تطلق عليه كلمة (بابا) وعندما مات العقاد لم تحتمل الفتاة الصدمة وأنتحرت في اليوم الثاني من وفاة العقاد، بعد ان علمت في اليوم نفسه انها ليست أبنة العقاد هذه هي قصة الفتاة المنتحرة بسبب موت العقاد، وقد اثارت عند اعلانها العديد من الاعتراضات والشبهات. *مديحة يسري اعترفت الممثلة القديرة بقصة علاقتها بالعقاد في اكثر من مناسبة، فقالت عن قصة هذه: تعرفت على العقاد وأنا في سن صغيرة وتأثرت به كثيراً، وقد علمني القراءة رحب الكتابة والاعتزاز بالكرامة، فقد كان يعطيني الكتاب، يطلب مني وضع خط تحت الكلمات الصعبة ليشرحها لين وأهم شيء تعلمته منه الكبرياء والاعتزاز بالنفس، وقد انقطعت صلتي به، عندما بدأت العمل بالسينما ولكنني كنت اتصل به في المناسبات.. وأكد الشاعر صالح جودت في كتابه... "بلابل من الشرق" ان العقاد عاش ومات وهو يكتم حباً كبيراً في حياته بطلته نجمة سمراء.. واعترف بأنني هي التي احبها العقاد".. التقى العقاد مديحة يسري عام 1939 وهو في الخمسين من عمره وهي دون العشرين، وبالرغم من هذا فقد احب العقاد مديحة حباً شديداً، حتى قبل ان كل قصائد الحب في ديوانه"بعد الاعاصيرط كانت عن هذا الحب العنيفن ومن الطريف ان (جيته) الاديب الالماني قد احب وهو في الستين فتاة في سن العشرين، ولم تفت هذه العقاد، فقال بيتين شهيرين من الشعر:يا صديقي القديم (جيتي) اعتذار لك من سوء ظنتي وملامي كنت انعى عليك حبك في الستين بنت العشرين ، فأعفي ملامي *سارة كتب عباس محمود العقاد روايته الوحيدة(سارة) عن قصته العاطفية بعد قصته مع الآنسة مي، كما سنرى بعد قليل.. وربما كانت هذه ، هي القصة الغرامية الحقيقية في حياة العقاد، وحبيبته لبنانية الاصل واسمها (اليس) وسماها في روايته (سارة) كانت تعيش مع اهلها في مصر، وقد التقاها العقاد مصادفة عند احدى زياراته لصديقه الدكتور محمد صبري (السوربوني) فتعرف عليها، وقد ذكر مؤرخو سيرة العقاد ان اليس ملأت حياة العقاد سعادة لم يعرفها من قبل، ويذكر عامر العقاد في كتابه "غراميات العقاد" ان أليس اصبحت الوحيدة التي لايستغني عنها العقاد، فكان يجتمع معها في البي
نساء حول العقاد
نشر في: 29 يناير, 2010: 04:51 م