TOP

جريدة المدى > عام > المتنبي يتسوّلُ والسفلةُ يضحكون

المتنبي يتسوّلُ والسفلةُ يضحكون

نشر في: 18 يوليو, 2016: 12:01 ص

إلى أينَ ذاهبونَ؟"هم" غادروا إلى هناكَحيثُ لا ينتظرهمْ أحدٌما تركوهُ خلفهمْ يكشفُ وجهتهمْ:اليطغاتُ التي ينامُ عليها القملُعلبُ السردينِ الفارغةُ التي حوّلوها إلى منافضَ للسجائرأسماؤهمأسماءُ حبيباتِهم على أشجارِ السروِ وطينِ القلعةِطبعاتُ أكفهمْ التي

إلى أينَ ذاهبونَ؟
"هم" غادروا إلى هناكَ
حيثُ لا ينتظرهمْ أحدٌ
ما تركوهُ خلفهمْ يكشفُ وجهتهمْ:
اليطغاتُ التي ينامُ عليها القملُ
علبُ السردينِ الفارغةُ التي حوّلوها إلى منافضَ للسجائر
أسماؤهم
أسماءُ حبيباتِهم
على أشجارِ السروِ وطينِ القلعةِ
طبعاتُ أكفهمْ التي شيّدتْ هذا المكانَ
كُلّهُ
أكياسُ الجوزِ الأخضرِ الذي جمعوهُ
في أوقاتِ فراغِهم النادرةِ
هم المنهمكونَ، على مدارِ الساعةِ، بالترّقبِ
سواءٌ بدأتِ الحربُ أم لم تبدأْ
عاداتٌ سريّةٌ/علنيّةٌ تجفّ على المخدّاتِ
زوارقٌ ورقيّةُ تتحطّمُ تحت المطرِ
رسائلُ لَمْ تُرسلْ إلى أيّ أحدٍ
مواقدُ نيرانٍ مطفأةٌ
 أرغفةٌ متفحّمةٌ في التنانيرِ اليائسةِ
"هُمْ" غادروا ولا يعرفونَ إلى أينَ
المهم أنّ أحداً ما أمرَهمْ أن يغادروا
فغادروا.
كثيرٌ منهم أدركَ أنهم غادروا إلى الأبدِ
بَعْضُهُمْ يتطامنُ ويلتفتُ إلى الوراءِ
قلّةٌ منهم سألتْ:
إلى أين نَحْنُ ذاهبونَ؟
والقلّةُ مِنْهُمْ أجابتْ:
إلى أين نَحْنُ ذاهبونَ.
الغيومُ فوقهمْ
والثلجُ بَلَغَ الحناجرَ
والدمُّ ينزّ من شرايينِ أشجارِ السروٍ
والمرأةُ التي تحملُ وليدَها على ظهرِها
بالتْ على نفسِها وسطَ قافلةٍ من الرجالِ
الَّذِينَ لا يعرفونَ إلى أين يذهبونَ
سألتُ دليلَنا: إلى أينَ نَحْنُ ذاهبونَ؟
أجابني: إلى أينَ نَحْنُ ذاهبونَ.  
16 حزيران 2016

مقاومة
ما زلتُ أربّي فراشاتٍ مشاكسةٍ تحت ياقتي
وأقتني مفاتيحَ أبوابٍ بلا بيوتٍ
أجمعُ قناني نبيذٍ لا أشربها
وأغازلُ امرأةً تكرهني جدّاً،
أشمُّ عطراً لم يعرفه رجلٌ ولا امرأة،
وأحاولُ كلمةً لم تردْ في المعجمِ
أصادقُ حشراتِ وردةِ الجوريِّ التي تلتهمُ أزهاري
وأرمي قبلةً إلى كوكبِ الزُهرةِ قبلَ أن تنطفئَ الشمعةُ
على كفي.
أحبُّ وطني من طرفٍ واحدٍ
بينما في حقيبتي ألبومُ صورٍ لحياتي
وقصائدُ ساخرةٌ
في مختلفِ الأرصفةِ والزنازينَ،
أحبُّ كراهيتكِ لي
وأعدُّ معاضدَكِ
منذُ خميسِ رفعةِ العلمِ
حتّى الحكمُ عَلَيْهِ بالأعدامِ
ذَلِكَ الذي قَالَ بكرويِّةِ نهدكِ
كأرضِ البشرِ
في خيالِ أنطوان دي سانت أكزوبري
وهو يقفُ أمامَ رسمةِ "الأميرِ الصغير":
متى كانتِ القبّعاتُ تخيفُ الناسَ
بينما كانَ الثعبانُ يبتلعُ فيلاً.
أربكتني قبلاتُكِ التي لا تأتي في المكانِ المناسبِ.
 بول سيزانَ لا يقبلُ صداقتي على الفيسبوك
بينما مسعود العمارتلي يغنّي لي:
"سودة شلهاني" متى أشاءُ.
هي مقاومةُ الزمنِ بالتُرهات
وأنا أتمتع بحريتي الفسيحةِ
حتى جدارِ الإسمنتِ الذي يلامسُ أنفي.
لندن 13 حزيران 2016

اغترابٌ وسفلةٌ
مضطربُ الغريبِ
وضعَ الغريبُ يده على قلبه.
الحياةُ امتحانٌ، أيها النَّاسُ، فاستعدوا له كما يليقُ
بميتٍ لن يكتشفَ جثته أحدٌ.
هذا الليلُ سريرٌ مضيءٌ
أيُّ نورٍ باهرٍ يتوزعُ مثل موشورٍ
على جهاتِ الروحِ كلها،
فورَ ولادتِه أنّبَ الغريبُ أمّهُ
على فعلتِها الشنعاءِ.
في الظلمةِ يلمعُ الغريبُ
مثل كفنٍ.
والغريبُ كسائرِ النَّاسِ
يتوّهمُ اختلافه.
.. والذين ينزوونَ، بعيداً، في الشرفاتِ الهادئةِ
يَرَوْن إلى الغريبِ مثيراً للضوضاءِ، حسبُ.
11 حزيران 2016

سَفَلة
... ورأيتُ المتنبّي
في البيكاديللي (مركز لندن)
يستجدي السوّاحَ
بقيثارٍ مقطوعِ الأوتارْ
مفتوحَ العينينِ على وسعِهما
وسعَ الصحراءِ العربيّةِ في ذاكرةِ النارْ.
لم يحصلْ ما يكفي لحشيشةِ ليلتِه،
لكنّ عراقييّن (قواويدَ المنفى في لندنَ)
تحرسهمْ شلّةُ أوغادْ،
سرقوا أجملَ أحلامِ قصيدتِه
ليعودوا مسرورينَ بدبّاباتِ المارينزَ
يصبّونَ حساءَ السفَلةْ
في قلبِ فتاةٍ
تدعى بغدادْ.
9 حزيران 2016

محتويات
- هل سمعتَ ما قلتُهُ لَكَ؟
- نعم، لكنّني لم أفهمْ حتى كلمةً واحدةً.
- ؟؟؟؟؟
- لأنني كُنتُ أعيدُ ترتيبَ محتوياتِ فمِكِ كُلِّها.
9 حزيران 2016

مطرٌ غزيرٌ
هطلَ مطرٌ غزيرٌ
ماءٌ إلهيٌ شديدُ  اللهجةِ
الطفلُ يغرقُ تحتَ نزقِهِ
وَأَمّهُ أنتِ
عاريةٌ
لصقَ ثديّهِ
ترضعينَ حليبَهُ
تستردينَ حليبَكِ القديمَ
في لحظةٍ منقلبةٍ
يا أمّي الجميلة،
أمّيَ الثانيةَ
أمّي التي صارتْ
امرأةً من بياضٍ،
لفرطِ المطرِ
شديدِ اللهجة.
9 حزيران 2016

رؤيا
هي رؤيا لا رؤيةَ
ثمّةَ من ينخطفُ قُبيلَ الرؤيةِ
وعندَ اللحظةِ قبلَ الفجرِ
وتحتَ وسادتِكِ المحشوّةِ بالزوجِ
وبالأولادْ،
يحملكِ الفرسُ الأشقرُ بين ذراعيهِ
من المُدنِ الصعبةِ
ليعودَ بك امرأةً خضراءَ
إلى أندلسٍ
أو بغدادْ.
هي رؤيا لا رؤيةَ، يا سيدتي.
هي رؤيا
هي رؤيا.
8 حزيران 2016

غزل
الكل يغازلونك بقصائدَ ما بعد الحداثةِ
بينما يتصببُ عرقُكِ
وأنت تغسلينَ الصحون.
7 حزيران 2016

جنودٌ وقادةٌ
1-  أحلام
عند أسوار المدينة التي يحاصرونها
نام الجنود
كلٌّ يحلمُ بحبيبتهِ.
7 حزيران 2016
2-  رجل دين برتبة فريق ركن
أمركَ، سيدي!
نعم، يا سيدي، نحنُ لا نفهمُ في الدينِ،
مثلك، تماماً
أنت لا تفهمُ في الحربِ.
5  حزيران 2016

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram