محاولات خلق وجهة أدبية جديدة للواقع الثقافي ، وتطوير محاولات الكتابة وتحديثها كثيرة ، حيث ظهرت وسائط نوعية جديدة في الادب ، وطرحت نفسها بشكل قوي سواء اتصاليا او معرفيا مؤدية لموجات تغيير ذهنية في المنجز الابداعي والزخم الثقافي . ومن بين ه
محاولات خلق وجهة أدبية جديدة للواقع الثقافي ، وتطوير محاولات الكتابة وتحديثها كثيرة ، حيث ظهرت وسائط نوعية جديدة في الادب ، وطرحت نفسها بشكل قوي سواء اتصاليا او معرفيا مؤدية لموجات تغيير ذهنية في المنجز الابداعي والزخم الثقافي . ومن بين هذه المحاولات "الادب الرقمي التفاعلي" والذي ظهر في العراق قبل ما يقارب العشر سنوات فقط وبهذا يُعد هذا الأدب جديداً في الساحة الثقافية والوسط الأدبي ، وأول من عمل به في العراق الدكتور مشتاق عباس معن ، أما أول من بحث فيه فهما الشاعران والناقدان المعنيان بالادب التفاعلي د. عبد المنعم جبار وهو استاذ في الادب التفاعلي في جامعة بغداد ، كلية تربية ابن رشد ، ود. اياد الباوي مؤلف كتاب الأدب التفاعلي للكليات المفتوحة في العراق .
وكمحاولة لمعرفة ما هو الأدب التفاعلي الرقمي ، أقام الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق جلسة أدبية خاصة ، مستضيفين خلالها الدكتور عبد المنعم الشويلي للحديث عن هذه الموضوعة وذلك صباح يوم السبت الفائت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد .
مقدمة الجلسة د. راوية الشاعر والتي كان لها بحث خاص في هذا الموضوع تذكر أن " الادب التفاعلي يركز على خاصية التفاعل والتبادل المتعلق بنظام الكتروني واتصالي بحيث يكون الجواب فيه مباشراً ومتواصلاً من خلال الحاسوب الذي يحقق التفاعل في اقصى درجاته ، ومستوياته بين النص وعلاماته بعضها ببعض " اللغة ، الصورة ، الصوت ، الحركة ، سواء أكانت متصلة او منفصلة بين العلامات بعضها ببعض لكونها مترابطة ."
وأكدت الراوي " أن هذا الادب من النوع الذي يتألف من أعمال ادبية تنشأ في بيئة رقمية كما تعرفه فاطمة البريطي بأنه الجنس الأدبي الجديد الذي ولد في رحم التكنولوجيا والذي يوصف بالأدب التكنولوجي أو الإلكتروني وقد نطلق عليه اسم ( التكنو – أدبي ) ."
وتضيف الراوي "أن مفاهيم هذا الادب لاتزال ملتبسه بعض الشيء لكونها حديثة العهد سواء في التجربة العربية او التجربة الغربية الرائدة ، وهذا الأدب هو حالة تطورية لمسار الأدب في علاقته بالوسيط التكنولوجي الذي يغير من طبيعة النص اللغوية ومفاهيمة المتعلقة بمنتج النص ومتلقيه ومن ثم يؤسس للشكل الادبي المغاير تبعاً لطبيعة اللغة الجديدة ." مؤكدة أن " مصطلح الأدب الرقمي التفاعلي هو رؤية جديدة للنص الادبي وللإنسان والكون وللأدب بشكله العام ."
من جانبه ، يذكر المحاضر المتخصص بأدب الرقمي التفاعلي الدكتور عبد المنعم الشويلي أن " محاولة تحديد مفهوم للأدب الإلكتروني تجعلنا نناقش مختلف المفاهيم التي تقدم لضبط مصطلح هذا النوع الجديد من الأدب وفي الوقت نفسه نتساءل عن المميزات التي جعلت من هذا الأدب يختلف عن الأدب التقليدي الورقي المطبوع، لدرجة جعلته يصنف بالنوع أو الجنس الجديد، فكيف يا ترى يتجلى هذا الأدب؟ "
ويضيف الشويلي " تجدر بنا الإشارة إلى أن الاختلاف في المفاهيم يعود إلى اللبس الذي يشوبها بعض الشيء و ذلك راجع إلى كون المصطلح ما يزال رجوحا غير مؤطر تماما إذ أنه مازال في طوره البكر تتجاذبه الرؤى و الآراء على حد سواء في التجربة العربية أو في التجربتين الأمريكية والأوروبية ."
ويبين الشويلي قائلاً "على العموم فإن لكل تصور نقدي وجهة نظر ينطلق منها لضبط خصوصية هذا الأدب ، فلكل ناقد رؤيته التي تختلف عن الآخر، فمنهم من يرى ان الخصوصية تكون في الدعامة الرقمية ومنهم من رآها في الرابط، و منهم من رآها في القارئ والتفاعل، وهذا الاختلاف في الحقيقة يعبر عن الوعي النقدي بالظاهرة الأدبية أكثر ما يعبر عن اللبس في تلقي الظاهرة. " مؤكداً "ان عملية ضبط مصطلح "الأدب الرقمي" للممارسة الإبداعية الأدبية الرقمية تتداخل مع نشاط العملية النقدية ومع إنتاج النص الرقمي ."
كما يذكر الشاعر قاسم سعودي بهذا الشأن ان "الأدب التفاعلي باختصار هو مزج القصيدة مع صورة تتحرك وموسيقى وبإمكان أي شخص أن يعدل ويضيف على النص وهكذا يتغير النص ويحدث تفاعل وتذوب المسافات بين الشاعر والمتلقي ."










