TOP

جريدة المدى > عام > ملتقى الإذاعة والتلفزيون يؤبّن فاضل القزاز

ملتقى الإذاعة والتلفزيون يؤبّن فاضل القزاز

نشر في: 20 يوليو, 2016: 12:01 ص

يرحل الفنانون ، إلا أن فنونهم تبقى على قيد العرض والمشاهدة والمتابعة ،  فيثرونا هم بفنونهم ونبخل نحن بتكريمهم في حياتهم ، وهذه هي المفارقة التي لايزال يعاني منها المثقف والفنان والمبدع والمفكر في وطننا ، فقيمة إرثهم لاتقدّر إلا بعد غيابهم الأبدي

يرحل الفنانون ، إلا أن فنونهم تبقى على قيد العرض والمشاهدة والمتابعة ،  فيثرونا هم بفنونهم ونبخل نحن بتكريمهم في حياتهم ، وهذه هي المفارقة التي لايزال يعاني منها المثقف والفنان والمبدع والمفكر في وطننا ، فقيمة إرثهم لاتقدّر إلا بعد غيابهم الأبدي .
وكمبادرة من بعض المؤسسات الثقافية التي تدرك قيمة الفنان والمثقف العراقي ، قام الملتقى الاذاعي والتلفزيوني في العراق بإقامة حفل تأبيني للفنان المسرحي الراحل فاضل القزاز وذلك  مساء يوم السبت الفائت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق  .
جلسة طغى عليها طابع الحزن ، ليس بسبب رحيل القزاز فحسب ، فنحن نعلم أننا قادمون لهذه الحياة لنرحل عنها يوماً ما ، إلا أن الألم يكمن بأن يرحل البعض مهملاً منسياً متروكاً دون كلمة شكر ، أو موقف امتنان لعطائه ، وهكذا رحل القزاز . في جلسة أدارها رئيس الملتقى د. صالح الصحن ، والذي افتتحها بوقفة لقراءة سورة الفاتحة على روح الفقيد وأرواح شهداء العراق ، وقال خلالها :"رغم الظروف التي حلت بنا وجعلت الخوف رفيقنا على الدوام لأننا نجهل ما قد يحدث على مدى الساعة ، لكن الاصرار يتضح في وجوه الحاضرين اليوم ، وهذا قد يتجلى باعتزازهم بالراحل ."
ويضيف الصحن قائلاً "إن القزاز هو استاذ الفن ليس على المسرح فقط بل في معهد الفنون الجميلة وفي أكاديمية الفنون كذلك ، درس التصوير والديكور المسرحي وله الكثير من الاعمال التي لا تقل عمّا يقارب الخمسين عملا ."
وأكد الصحن "أن لفاضل القزاز لغة اخراجية خاصة ، وقد عمل في تصاميم الكثير من المسرحيات من بينها "النصيحة" ، التي استخدم فيها اجزاء حقيقية من الشجر ووظفها وصممها بما يلائم ويوافق العمل المسرحي و كذلك مسرحية  "العطش" ، التي اخرجها عبد الوهاب  الدايني والتي لم تكن العمل الأول له مع الدايني بل تلاها الكثير من الاعمال ."  
البعض لم ينفك عن العتب الشديد لإهمال الراحل في حياته ، حيث يذكر المخرج عبد الوهاب الدايني قائلاً " كثيراً ما يُنسى المبدعون ، فهم كالجندي العظيم في ساحة القتال يقاتل ويعطي افضل ما لديه ، ولكن الانتصار يحسب للقادة الكبار الصعالكة وهذا أمر محزن بحق ، فعطاء القزاز كبير وثري ولكنه للأسف منسي ."
وأضاف الدايني "حين هاجر القزاز الى روسيا كان هدفه أن يكون مخرجاً ، لكنه اخبرني أنه حين وصل إلى هناك وجد كثيرا من المخرجين وكثيرا من الممثلين لكنه لم يجد مصممي ديكورات المسرح والسينوغرافيا ، وقبل ظهور السينوغرافيا عمل القزاز تصميم المسرح من ضمنه الاضاءة ، وقد اشتغلت كل اعمالي معه عدا  عمل واحد وهو " بهلوان اخر الزمان " الذي اشتغلته مع المصمم فاضل حيدر ."
بدوره ، ذكر الفنان فخري عرب قائلاً "لم أكن تلميذاً للقزاز إلا أنني تعلمت منه الكثير فأجده جديراً بلقب معلمي ."
ويؤكد عرب قائلاً " لم تصل السينوغرافيا إلى المسرح العراقي في بدايات ظهورها إلا بعد فترة من الزمن ، لكن ما ميز القزاز انه اشتغلها من ضمن التصميم نفسه ، كما أنه اشتغل الديكورات بكل انواعها وبجوانب متعددة ."
وأشار قائلاً "نحن لم نخسر شخصا مثل القزاز الذي لايزال في قلوبنا وأذهاننا بما قدم من فن وأبدع به ، وأجاده وامتاز به ، بحق هو فنان كبير ومدرسة تصميم خاصة ."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram