مع خضم التجاذبات والصراعات والمشاكل والاستحقاقات التي تشهدها سوح الرياضة وإجتهاد مسؤوليها بنقلها الى حال أفضل، تترقب أسرة الصحافة الرياضية ولادة جديدة لقيادة إدارية كفوءة وحريصة على لمّ شمل الفرقاء قبل تنقية أجواء العمل ووضع أُسس صريحة لا تقبل الإنحراف عن مسار الإصلاح الذي يُعد باكورة منهج اللجنة التحضيرية المؤمل الكشف عنها قريباً.
عهدٌ سيكونُ، وأنا متفاءل كما أرى ، مغايراً عمّا ألفته الدورات الانتخابية السابقة ، كل حسب اجتهاده والظروف المحيطة التي صيَّرت آليات المهنة في بعض مراحلها الى أدوات طيّعة لخدمة مصالح معينة لم يكن اتحاد الصحافة الرياضية مسؤولاً عن سلوكيات الصحفي نفسه بقدر حاجته الى التشدّد في متابعة ما تذرّه سلبياته من سخط وإزدراء على سمعة العاملين في الوسط لاتخاذ ما يلزم من قرار يحفظ مهابتهم ودورهم المؤثر في المحيط الرياضي.
أسماء من الدورة السابقة وأخرى تُجرّب أول مرة وثوقاً بكفاءتها ونزاهتها واخلاصها والدور المرسوم لها في اللجنة التحضيرية المراد لها ان تقود اتحاد الصحافة الرياضية – هيئة مؤقتة – تمهيداً لإنجاز جميع متطلبات الإصلاح ووضع برنامج متكامل يُفضي الى قناعات راسخة بضرورة إجراء انتخابات تستوفي شروط اختيار مجلس إدارة رابع منذ عام 2003 بعد موافقة الهيئة العامة صاحبة المسؤولية الكبرى في نجاح وإخفاق أي مجلس تمَّ انتخاب أعضائه عبر التصويت الحر وبكامل إرادة الصحفي المستقل.
13 عاماً ونيف ، بكل ما تحمله السنون من شجون ، لم يكن الصحفي الرياضي إلا جزءاً من طبيعة المجتمع وما أفرزته مرحلة ما بعد التغيير من انفتاح كبير لضم أعداد كبيرة في الهيئة العامة وصلت الى 107 صحفيين بعدما كان عددهم لا يتجاوز 35 حتى كانون الأول 2002 ، ليصل اليوم الى أكثر من 150 تنوّع عملهم في الصحف وخارجها ومنهم من يواصل العطاء بمقال أو حتى الحضور في المؤتمرات الانتخابية من أجل المحافظة على وجوده وتاريخه، ولجميع الزملاء مكانتهم وتقديرهم وسيرهم التي نعتزُّ بها.
لا نريد أن نستبق مجريات الأحداث التي ستلي انبثاق توليفة اللجنة التحضيرية الجديدة التي سندعم توجهاتها المهنية إذا ما كانت سياستها عادلة وبرامجها جدية للرقي بكفاءة العاملين في الصحافة الرياضية ونثق انها كذلك نظراً لمعرفتنا بالأسماء المرشحة وما أفصحت عن مكنوناتها ذات العلاقة بتطوير الاتحاد وهيكلة الأعضاء المنضوين إليه وتوسعة الواجبات عبر لجان عديدة رسمت الأدوار لزملاء من خارج اللجنة التحضيرية لتكون المشاركة تضامنية يتحمّل نتائجها الجميع وليس رئيس اللجنة أو نائبه أو أمين سرّها حيث غالباً ما تتجه اصابع الاتهام لمن يتولى مناصبها لكونها تشكل مثلث القيادة لتحديد ومتابعة المهام واتخاذ الإجراء المناسب بالتشاور مع بقية اعضاء اللجنة.
واجبان رئيسيان يشكّلان تحدياً كبيراً للجنة التحضيرية، أو لبناء أُسس رصينة يُشيَّدُ عليها كيانٌ جديدٌ لاتحاد الصحافة الرياضية يتمتع باستقلاليته عن أية مؤسسة رياضية كانت أم إعلامية ولا يكون غطاءً لأحد لتمرير أجندات تصبُّ في مصالح انتخابية متوالية، اتحادٌ حرٌّ يتبني خطاباً معتدلاً، يُثني ويُدعم ويُشاطر أيَّ توجهٍ نبيلٍ يرفعُ من قيمة رياضتنا وابطالها ولا يتوانى في الدفاع عن حقوقهم، ولن تقيّده المجاملات والعلاقات لقول الحق بوجه رئيس اللجنة الأولمبية صاحب المسؤولية الأكبر الى آخر إداري في نادٍ أو اتحادٍ أو مركزٍ يُقصِّرُ في مهامه المحدودة، فالتقويم أمانة والتغافل خيانة، ولا مناص من الفِعل المقتدر أو تركه لمن هو أقدر.
وثانياً ، ليكون شعار اللجنة وهي تهيئ لانتخابات رابعة كما أسلفنا " دورة الشباب " بكل ما تعنيه من مسؤولية تجاههم ، فبعد مرور أربعة عقود على عمل الكثير من الصحفيين الروّاد (نبع الخير والعطاء) آن الأوان أن يقرّوا باحكام الزمن بودّ وحماسةٍ لدعم تلاميذهم الشباب، يسهموا بفاعلية مؤثرة لإسنادهم ودفعهم لصقل التجارب سواء في مرافقة الوفود أو منحهم الفرص الأكبر في صحفهم، وتأهيل مَن يستحق للتنافس في الاتحادات والروابط العربية والقارية والدولية ليتبؤوا المناصب ويمارسوا الواجبات تأكيداً لريادة الصحافة العراقية في المحيط الدولي ومَن أتاحت له الظروف الراهنة لعدد من الزملاء العرب أن يمسك زمام القيادة في تلك المؤسسات ليس بحوزتهم ما هو أفضل من الصحفي العراقي في معيار المهنية والقيادة إلا بمزية "العلاقات"!
الصحافة الرياضية.. أجندات وتحديات
[post-views]
نشر في: 19 يوليو, 2016: 04:11 م