ترجمة/ عدوية الهلاليربما لا يجب ان يجهد الكاتب نفسه بحثاً عن بطل لكتابه.. الكاتب والسينارست الأمريكي الناجح ديفيد بينيوف أدرك جيداً انه وجد بطلاً لروايته حين سمع قصة جده الذي قتل رجلين المانيين وهو في الثامنة عشرة من عمره ..
حدث هذا خلال الحرب العالمية الثانية في لينينغراد حيث كان سكان المدينة يتضورون جوعاً تحت رحمة حصار رهيب. بعد ان سمع بينييوف الحكاية من جده في صغره، قرر ان يتعقبها في كبره فتابع تفاصيل جولة جده المدهشة جاعلاً منه بطلا لقصة يصعب تصديقها. بدأت أحداث القصة في شتاء عام 1941 حين رفض الشاب ليف ذو السبعة عشر عاما اللحاق بوالدته وشقيقته اللتين وضعتا في ملجأ خارج المدينة مفضلا اكتساب دور مقاتل صامد في مكانه..عمل الشاب ليف كمراقب للقطارات ومسؤول عن مراقبة الهجمات الجوية الألمانية على لينينغراد. بينما كانت المدينة تعاني من وطأة الجوع ويعاني أبطالها من الإرهاق، يباغت رجال الشرطة السوفيتية الشاب ليف وهو يسرق جثة رجل من الأعداء فيرسلونه الى السجن حيث سيتعرف على كوليا، الفيلسوف المتأنق الذي يمتلك قلبا طيبا والمتهم بالفرار من الجيش.. ذات يوم، يقترح الكولونيل المسؤول عن السجن صفقة مثيرة للفضول على السجينين وهي ان يقوم بتحريرهما مقابل حصولهما على 12 بيضة للكعكة التي يرغب بصناعتها ليزين بها حفلة زفاف ابنته بعد أسبوع. يوافق الرجلان على الصفقة رغم صعوبتها اذ يبدأ الشريكان بحثا سورياليا عن البيض في مدينة محاصرة وخالية من المواد الغذائية ثم يمتد بحثهما الى خارجها. بهذه الطريقة، يخرج ديفيد بينيوف ببراعة حوادث روايته الطارئة والتغيرات التي تطرأ على الشريكين راسما الأحداث بأسلوب سينمائي جدا يتخلل ذلك المعارك والصراعات السياسية والعسكرية. ويلجا بينيوف الى هذا الأسلوب ليمسك بتلابيب روايته دون ان تفلت منها التفاصيل العائلية والأحداث التاريخية وهكذا أصاب هدفه وقدم للقارئ المتعة والحدث التاريخي معاً وبحبكة سردية عالية في روايته المسلية والمرعبة في آن واحد والتي حملت عنوان (مدينة اللصوص) للكاتب ديفيد بينيفو والتي ترجمها الى الفرنسية بيير مينار ونشرتها دار نشر فلاماريون بـ(368) صفحة.
فـي رواية (مدينة اللصوص):رحلة بحث سوريالية عن (بيوض) الحرية..
نشر في: 29 يناير, 2010: 05:59 م