TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أرجوكم اعتذروا لـ علي الأديب

أرجوكم اعتذروا لـ علي الأديب

نشر في: 22 يوليو, 2016: 06:51 م

جاء الوقت الذي علينا جميعاً أن نقدّم الاعتذار عن ظلم مارسناه خلال اليومين الماضيين ضد النائب علي الأديب، عندما خلطنا من دون " وعي " بين نواياه " المُبطّنة " حول إلزامية التعليم، وبين دعوته العلنية إلى إلغاء مجانية التعليم. نعم ظلمنا علي الأديب، عندما حاولنا أن نسخرَ من دعوته " المباركة " وأن نضعه في سياق واحد مع النائب السابق حسن السنيد، الذي خرج علينا يوماً ليطالب المواطن بأن يتكفل بالحفاظ على أمنه، غيرَ أنّ الأيام تثبت أن من الظلم أن نُشبّه بين نائب شاعر ونائب مفكّر، وبين خبير قانوني من وزن محمود الحسن، ونائب ينافس " بيترايوس " في العلم العسكري، لأيأخذكم الظنّ، وتعتقدون أنني أعني النائب حاكم الزاملي.
 قبل شهور عديدة، كتبت في هذا المكان إننا كشعب ووسائل إعلام، حاقدون لأننا نريد أن نبيع البلاد للأجنبي، ونُخطّط في الخفاء لتشويه سمعة مسؤولينا المؤمنين الذين يؤدّون الفرائض ويقيمون الشعائر ولا يأكلون مال اليتيم، ولايسرقون لقمة الأرامل، وصدق ظني فقد خرج علينا محافظ كربلاء السابق ووكيل وزارة الداخلية الحالي والماسك بمفاتيحها ليرد على منتقدي اداء وزارة الداخلية بانهم من: " الأغبياء والجهلة لأنهم يتّجهون مع الأجندات التي لا تريد الخير للعراق ومازالوا يوصفون مع الطابور الخامس "
أيها الشعب المغرَّر به، السيد علي الاديب قضى حياته خبيراً في مجال التربية والتعليم، كما قال أمس للمذيع أحمد الملا طلال، فكيف تطلبون منه أن يعتذر عن نظريته الجديدة لتطوير مناهج التعليم في العراق، التي بدأها منذ أن كان وزيراً حين أصدر قراره التاريخي بإنشاء جامعة خاصة للطالبات خوفا من " الفتنة " واتقاءً لشرّ الشيطان الذي دائما يريد أن يصير شخصا ثالثا.
ولهذا اعتقد ان المسافة ليست بعيدة جداً بين علي الاديب وحسن السنيد، صاحب نظرية الأمن الشخصي، والاثنان لايختلفان عن المؤرخ النائب طه اللهيبي صاحب كتاب " العراق جزء من الهند "! وأيضا لايختلفون جميعهم عن النائب مطشرالسامرائي الذي اكتشف مبكرا ان الشعب العراقي " دايح " على اعتبار أن علي الأديب "تكنوقراطست " أما الآخرون فهم " روزخونيست " لأنّ ماقدمه لنا الأديب على مائدة البرلمان في مجال التعليم العالي، لا يختلف بحال من الأحوال عما تأتي به رئيسة لجنة التربية البرلمانية سعاد جبار الوائلي، التي لم يعرف عنها يوماً أنها زارت مدرسة ابتدائية أو التقت بكوادر تدريسية، الكل يتخذ الدجل سُلّماً للضحك على عقول الناس بكومة من المصطلحات الضخمة التي لا تحمل أيّ معنى. وكالجميع يفترض فيمن يستمعون إليهم الغباء، وقلّة المعرفة، ألم يقل الأديب إنّ كلامه فهم خطأ. في تلك اللحظة، كان خطيب بغداد يحذر من ان تتحول الاهوار الى مرافق سياحية، لانها ستؤثر على أخلاقنا.ياسيدي الخطيب شكراً لاهتمامكم، ولكن اطمئن ، فشعباً يستمع كل صباح الى " جهابذة " البرلمان بالتاكيد " أخلاقه " مصانة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    يريدون من المواطن الاعزل والفقير ان يدافع عن نفسه امام الارهابيين الاقوياء بالسلاح والبشاعه فى تنفيد جرائمهم والمليارات السعوديه والقطريه والاماراتيه والتركيه-الدولة عاجزه عن تامين الامن لعامة الناس وخاصة اهالى المناطق الفقيرة وهده الدوله غير قادرة عل

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram