TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مصير روابط الجماهير

مصير روابط الجماهير

نشر في: 23 يوليو, 2016: 03:56 م

لا يقتصر النجاح في استكمال متطلبات إطلاق النسخة (41) من دوري الكرة الممتاز لموسم 2016-2017 على الحراك الدؤوب للجان الاتحاد ذات العلاقة كالمسابقات والحكام وأمن الملاعب والتسويق والانضباط ما لم يؤمَّن ملف الجمهور الذي تضمّن في المواسم الماضية صوراً وحكايا مؤلمة لم يتوقف عندها اتحاد اللعبة بحزم فأثّرت على الأندية والحكام والمسابقة نفسها.
حالات إعتداء أكثر من مرة التقطتها عدسات المصورين في ملاعب المحافظات، هتافات تعصبيّة أثناء المباريات استهدفت الإساءة الى الحكام والتشكيك في ذممهم وتهديد حياتهم، مدربون حوصروا عند بوابات الملاعب وهُدّدوا بالقتل لأنهم لم يحققوا الفوز أمام منافس تقليدي، زملاء آخرون لهم سعى البعض من رؤساء روابط الجماهير الى التدخّل في قراراتهم الفنية بتسمية التشكيلة أو إبعاد هذا اللاعب أو منح الفرصة لغيره، رؤساء اندية أجبروا على ترك مقصورة الملعب ومغادرة المباراة قبل انتهائها خجلاً من العبارات المخدشة وهي تنتهك سمعتهم وعوائلهم تطالبهم بالرحيل عن الإدارة أو إنهاء عقد المدرب لكونه صاحب حظ سيء على الفريق في ممارسة وقحة من ثُلة طارئة على الرياضة لا تعكس ثقافة جمهورنا وتشجيعه النظيف واحترامه للقانون والضوابط وصندوق الانتخاب الذي جاء بالرئيس واعضاء الإدارة لقيادة النادي.
الوجه الآخر لتأثير الجمهور السلبي على واقع اللعبة لم يقتصر على دورينا "واجهة الكرة خارجيا" بل على مصير أكثر القرارات أهمية بالنسبة للرياضة العراقية وهو الحظر الدولي المفروض منذ 32 عاماً، حيث سعت وزارة الشباب والرياضة قبل أشهر عدة لإعداد ملف متكامل بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية واتحاد الكرة تمهيداً لمناقشة الاتحادات الدولية به استناداً على نجاح الدوري الباهر وقياساً لاستتباب أمن الملاعب فيه وسط حضور جماهيري يربو على 20 الف مشجع في حدوده الوسطى باستثناء مباريات القمة الجماهيرية التي تغصّ بأعداد هائلة من الجماهير تصل الى 40 الف مشجع هؤلاء هم المرآة الحقيقية لدحض حجج (فيفا) باستمرار الحظر في الملاعب العراقية، فكلما خطت الوزارة خطوة واحدة تفاؤلاً بنتيجة الملف قبل تقديمه فإنها تُصدَم وتَرجع خطوتين بسبب خروقات الجماهير أثناء سير بعض المباريات وقيام ثُلّة منهم بتكسير المقاعد ورميها داخل الملعب واشعال النيران احتجاجاً على قرار حكم ما وإضطرار قوات أمن الملاعب الى ملاحقة المسيئين نحو جنبات المدرجات لمسكهم وإخراجهم أو اقتيادهم لينالوا الجزاء العادل حسب القانون، كل ذلك يعرقل مساعي الجميع لبسط التهدئة ونقل أجمل المباريات عبر التلفاز وتوثيق دلائل لا تقبل اللبس على صلاح ملاعبنا للعب المحلي والدولي في الظروف الراهنة.
ونظراً لعدم تعامل اتحاد كرة القدم مع ملف الجماهير بمسؤولية كبيرة تكسب طرفاً مهماً في معادلة نجاح الدوري وتحقق أحد شروط رفع الحظر الدولي وتنهي شطط المتعصبين لتعكير أجواء المنافسات وتشتيت أذهان المدربين واللاعبين وتخويف الحكام للتأثير على قراراتهم، نقترح أن يتولى أحد نجوم الكرة السابقين ممن يحظون بمكانة متميزة لدى الجماهير لسلوكهم القويم وتاريخهم المشرّف رئاسة لجنة ( رابطة جماهير الأندية العراقية) يكون على تنسيق متواصل مع اللجنة الأمنية في الاتحاد، يعقد اجتماعاً مع رؤساء الروابط يتم فيه انتخاب أربعة اشخاص يمثلون أندية ( إقليم كردستان وبغداد والفرات الأوسط والجنوبية) هؤلاء يعقدون اجتماعات شهرية عادية و- استثنائية في حال وجود أزمة ما - مع ممثلي روابط الأندية المعنية ، ومن خلالها يتم التنسيق بين رئيس اللجنة واعضائها لغرض تطويق أية أزمة وتعزيز النظام والتشجيع النظيف ودعم نجاح الدوري.
نتمنى على اتحاد كرة القدم التفاعل مع هذا المقترح أو ما يرده من أفكار بشكل جدي قبل انطلاق الدوري منتصف أيلول المقبل والفرصة سانحة لبلورة أية صيغة تخدم الهدف المبتغى وهو إعادة ثقة المجتمع الدولي بدور الكرة العراقية في تعزيز الأمن الداخلي تمهيداً لتضييف اللقاءات الرسمية مستقبلاً واستعادة حقنا في توظيف الأرض لمصلحة المنتخبات الوطنية بدلاً من البحث المستمرعن ملاعب بديلة لم تعد ترهقنا فحسب، بل تثير الخلافات والأزمات مع الاتحادات الشقيقة قبل الصديقة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram